أكد الدكتور المصري يحيى الكتاني، الباحث في الفقه الإسلامي وأستاذ الحديث والتصوف بجامع الأزهر، أن الصيام مدرسة روحية، يتعلم من خلالها أهم وأبرز مكارم الأخلاق التي دعا إليها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وأكد الفقيه يحيى الكتاني سهرة الأربعاء الماضي، في محاضرة بعنوان "أثر العبادة وذكر الله في تحسين الأخلاق" ضمن الملتقى العاشر لسلسلة الدروس المحمدية بالزاوية البلقائدية الهبرية بسيدي معروف وهران، أن للصيام أثر وفائدة كبيرتين، حيث تعلم الصائم الصبر والجلد وتهذيب النفس وتربيتها على القيام بكل أشكال الأعمال الصالحة، مضيفا، أنه ينبغي للمسلمين انتهاز هذه السانحة الدينية الهامة من أجل التحلي بالأخلاق الحميدة والطاهرة، خصوصا وأن هذه الفريضة تمثل ركنا من أركان الإسلام، وينبغي علينا تأديتها على أكمل وجه، إرضاء لله عزّ وجل ونبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، موضحا أن للصيام أثر بالغ على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فيه تستقيم حياتنا ومن خلالها تسمو أخلاقنا وبفضله ترتقي أعمالنا، لذلك بات حري علينا أن نؤدي فريضة الصيام على أكمل وجه تهذيبنا لسلوكاتنا وتزكية لنفوسنا. ودعا الدكتور يحيى الكتاني إلى ضرورة العمل والمثابرة على اتمام فريضة الصيام على أكمل وجه، حتى تكتب حسناتنا وتدوّن عبادتنا وتصح صلاتنا، بما يسمح في الأخير إلى مغالبة كل أشكال الصفات القبيحة والمذمومة، مشددا على ضرورة السعي من أجل تحقيق كل أصناف المودة والرحمة والتسامح والتصالح بين المسلمين، مشيرا إلى أن للعبادة أثر بالغ في تحسين وترشيد وترقية أخلاقنا، داعيا إلى ضرورة الابتعاد عن كل أشكال الجدال والفسوق ومفسدات الصيام، لأنها تمثل أحد الأعمال التي يبغضها الله عزّ وجل، ليؤكد بأن فرائض الإسلام الخمس ولاسيما الصلاة والزكاة وحج البيت الحرام والصيام، تمثل محطة هامة من أجل تزكية النفس وتطهيرها من كل أنواع الرجس الذي نهانا عن القيان به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. ليختتم درسه القيّم، بضرورة الاكثار من قراءة القرآن، قراءة عبادة وليس عادة، من خلال التدبر في معانيه والاستزادة من أحكامه ونواهيه، فالصيام حسب نفس الأستاذ المحاضر، هو سانحة لتدريب النفس وتعويدها على التغلب ومجاهدة تلك المفسدات والمبطلات التي تؤثر على سلوك الإنسان وطبائعه اليومية.