تحل اليوم ذكرى وفاة عميد الأغنية الوهرانية الراحل أحمد وهبي لتضاء شمعته من جديد بمسرح علولة وذلك بحضور ألمع نجوم الأغنية الوهرانية الذين أبوا إلا أن يشاركوا في الإحتفال بهذه الذكرى ويتغنوا بالموروث الفني الأصيل الذي خلفه وراءه المرحوم بعد مسيرة طويلة من العطاء ليصل إلى قمة التألق ويتربع بكل استحقاق على عرش الفن الجزائري، لكن القدر منعه من إكمال مشواره الناجح بعد أن سكنه المرض وأخذ منه حلمه ليودعنا أحمد وهبي ويترك في قلوبنا حرقة ليس بعدها حرقة وشوقا لم نتخلص منه لحد الآن، ليكون تاريخ 28 أكتوبر هو يوم رحيل هذا الفنان القدير. وعليه فإن شركة »صالح رحوي« بالتعاون مع وزارة الثقافة والوكالة الجزائرية للإشعاع الفني تحيي بهذه المناسبة الكريمة حفلا فنيا ساهرا هذا المساء بمشاركة نخبة هامة من المطربين والفنانين المعروفين في الساحة الجزائرية على غرار المطرب هواري بن شنات، بارودي بن خدة، هواري الولهاصي، إلى جانب الشاب نجيم ومحمد نديم في حين لا تزال الآمال معلقة حول حضور عملاق الفن الوهراني المطرب بلاوي الهواري الذي وعد بالحضور في حال ساعدته حالته الصحية على ذلك، علما أن بلاوي الهواري هو أيضا أحد أهم مطربي الراي في الجزائر وساهم أيضا في تطوير هذا اللون الغنائي والخروج به من محليته الضيقة نحو العالمية. وإضافة إلى هذا العدد من الفنانين فسيكون نجوم مسلسل ذاكرة الجسد متواجدين هم أيضا للمشاركة في هذا الحفل الذي ستتواصل فعالياته لغاية 29 أكتوبر الجاري ونذكر منهم الممثلة السورية زينة الحلاق، إضافة إلى نجمة ستار أكاديمي الفنانة الموهوبة أمل بوشوشة التي قدمت لها دعوة رسمية لأجل حضور هذا الحفل والمشاركة في الإحتفاء بذكرى الراحل أحمد وهبي. وتجدر الإشارة أن هذا الحفل الفني الضخم سيشهد حضور ما يزيد عن 200 فنان سواء جزائرية أو عربية كما سيقدم الفنان نديم عدد هام من الأغاني القديمة الناجحة للراحل أحمد وهبي مثل أغنية »فات اللي فات« »علاش تلوموني« يا »طويل الرقبة« »الغزال« وغيرها من الأغاني الجميلة التي عمد الكثير من فناني الراي لإعادتها وتسجيلها ضمن ألبوماتهم مثل الشاب خالد والشاب مامي وغيرهم من النجوم الذين أوصلوا هذه الأغاني إلى العالمية ورسموا وجه أحمد وهبي في سماء الفن الغربي عبر مختلف القارات الأوروبية، ليذيع صيته من جديد وكأنه لا زال حيا يتنفس ولا زالت روحه تخفق بشدة كلما شاهد فنانا ما وهو يؤدي أغانيه على الخشبة أمام مرأى الملايين من الجماهير وهو بالفعل ما أرادت أن تظهره شركة »صالح رحوي« التي تشرف شخصيا على تنظيم هذا الحفل الكبير بالتعاون مع مديرية الثقافة لمحافظة وهران والديوان الوطني للثقافة والإعلام وتحت وصاية وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي التي أحبّت أن يكون الإحتفال بذكرى أحمد وهبي ضرورة لا بد منها لتذكر هذا العملاق والترحم على روحه الطيبة التي أعطت الكثير ولا زال عطاؤها مدفون في قلوب الآلاف من محبّيه وعشاقه من الجيل القديم والجديد. ومن جهة أخرى وتواصلا لهذه الذكرى العظيمة فإن المنظمين قرورا بعد انتهاء هذا الحفل أن يقوموا بجولة فنية وطنية تمسّ عدد معيّن من الولاياتالجزائرية على غرار العاصمة، عنابة وقسنطينة وذلك بمشاركة نفس المطربين والفنانين الذين شاركوا في الحفل لتكون نهاية هذه الجولة الفنية بمسرح »شاتيليت« الباريسي وهي المنطقة التي شهدت نفي الراحل أحمد وهبي سنة 1947 لغاية 1957 ، لتعزز هذه الذكرى في الأخير بإصدار ألبوم يضم أنجح الأغاني لعميد الأغنية الوهرانيةوالجزائرية إضافة إلى قرص مضغوط يضم تصوير كلي لأجواء الجولة الفنية التي نظمت في هذا الصدد. لتكون هذه المبادرة ما هي إلى جزء قليل مما يستحقه مطرب عريق مثل أحمد وهبي الذي لا زالت ذكراه محفورة في قلوبنا ولن تمحيها أية تحولات فنية مهما توالت العصور لأن أحمد وهبي هو مؤسس الفن منذ البداية ولا يمكن لأحد إنكار ذلك.