نفتقد للحوار الدرامي في الإنتاج الجزائري الكاميرا الخفية إبداع وترفيه وليس رعب وتخويف القدرة الشرائية لازالت متدهورة في الشهر الفضيل أوضح الممثل القدير " محمد عجايمي " أنه يخصّص وقتا كبيرا في تلاوة آيات بيّنات من القرآن الكريم ،كما يفضّل قراءة كتب التاريخ والأدب ومشاهدة البرامج الإخبارية والحصص الهادفة ، دون أن ينسى متابعة دوره في المسلسل الجزائري " حبّ في قفص الاتّهام " بهدف تسجيل الهفوات الإخراجية والأخطاء الفنيّة حتى يتفادها في أعماله المقبلة ،وعن جديده الفني قال " عجايمي " أن هناك مشاريع على الورق لم يتم تنفيذها بعد بشكل رسمي ، لكنه يحاول دائما انتقاء الأجود والأهم خصوصا أن الدراما الجزائرية لا تزال تعاني من عدة مصاعب كغياب الحوار وصحّة اللهجة الجزائرية وانعدام التكوين في الإخراج والتمثيل وغيرها من النقاط التي أوضحها سيد الشاشة الجزائرية " محمد عجايمي " في الحوار الهاتفي الذي خص به جريدة الجمهورية : الجمهورية : يتابعك جمهورك في المسلسل الجزائري "حب في قفص الاتهام " مع المخرج بشير سلامي ، حدثنا قليلا عن الدور وأهمية الشخصية التي تقدمها في العمل الدرامي ؟ عجايمي : في البداية اسمحوا لي أن أحيّي جمهوري الحبيب من خلال جريدة الجمهورية لاسيما سكان وهران الطيّبين، أما فيما يخصّ دوري في مسلسل " حب في قفص الاتهام " الذي تعرضه قنوات التلفزيون الجزائري في رمضان فهو دور الأب الذي يخاف دوما على أسرته ويفعل المستحيل من أجل سعادتها ،وهذه الشخصية المركّبة التي أديتها رفقة أسماء فنية معروفة وشابّة تساهم في تعزيز فكرة النص الدرامي الذي يطغى عليه طابع التشويق بإشراف من المخرج " بشير سلامي " طبعا . الجمهورية : بعد هذا العمل التلفزيوني هل هناك مشاريع فنية في الأفق ؟ عجايمي : في الحقيقة توجد مشاريع فنية كثيرة لكنها قيد الدراسة والتمحيص ، فالمهم عندي هو تنفيذها وتجسيدها على أرض الواقع ،حاليا أنا أركز على متابعة مسلسلي التلفزيوني الجديد " قفص في حب الاتهام " ،حيث أنني أشاهد حلقات العمل الدرامي بتمعن و اهتمام كبيرين حتى أسجل النقائص المسجلة في آدائي للدور وتقمصي للشخصية ،ما يجعلني أتداركها مستقبلا في أعمالي القادمة ، وأتأمل أيضا طريقة الإخراج وإن كنت سأتعامل مع المخرج بشير سلامي مرة أخرى أم لا ؟، إضافة إلى حرصي على ملاحظة حركة التعبير الخاصة بالممثّلين الشباب الذين تم تأطيرهم بعناية قبل بدء عملية التصوير ،دون أن أنسى لغة الحوار التي تضم مفردات ممزوجة بين العربية والفرنسية وألفاظ غير مفهومة ، ما يجعلها تشكل مشكلة حقيقية في الدراما الجزائرية وحتى السينما، فنحن للأسف نفتقد للغة الصحيحة أمام الكاميرا، الأمر الذي يعيق انتشار أعمالنا الفنيّة في العالم العربي ويحُول دون رواجها ، لذلك علينا تصحيح لغتنا الشعبية في مسلسلاتنا و أفلامنا حتى يفهمنا المشاهد العربي ويعي ما نقوله . الجمهورية : قدمت القنوات الجزائرية خلال الموسم الرمضاني باقة منوعة من البرامج الترفيهية والمسلسلات ، فما هي الأعمال التي لفتت انتباهك ؟ عجايمي : لا أنكر أن هناك برامج تلفزيونية هادفة وجيدة لكن في المقابل هناك أعمال رديئة جدا دون ذكر الأسماء ، ومهما قيل من انتقادات وتحفظات إلا أنني أعتقد أن التخلي عن بعض الأسماء اللامعة في الإخراج كان سببا في تراجع الدراما، أذكر من بينهم المبدع " محمد حازورلي " و" بشير بلحاج" وغيرهما من المبدعين ،لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد مواهب شابة جيدة استطاعت أن تفرض احترافيتها من خلال بعض الأعمال الناجحة ، والأمر الثاني الذي أود التطرق إليه هو ظهور بعض الدخلاء على الإبداع الفني الجزائري سواء كانوا مخرجين أو ممثلين وحتى منتجين ، مع غياب مقاييس التوعية الأخلاقية والسياسية والاجتماعية ، وأيضا غياب التكوين والتجربة باعتبارهما أساس نجاح العمل الدرامي وهذا راجع إلى عدم وجود مدارس مختصة في التكوين الفني ، فكل من هبّ و دبّ أصبح يحمل كاميرا ويصور مسلسلا أو فيلما ونفس الشيء بالنسبة للممثل دوم مراعاة الراحة النفسية للمشاهد والاهتمام بطلباته ورغباته . الجمهورية : أثارت برامج الكاميرا الخفية في رمضان الكثير من الجدل في الوسط الفني وحتى لدى المواطنين بسبب ارتكازها على مظاهر العنف والتخويف ، فما رأيك ؟ عجايمي : رأيي مشابه تماما لرأي هؤلاء المنتقدين، فالكاميرا الخفية مهمتها الحقيقية هي إضحاك المشاهد والترفيه عنه على غرار كاميرا الدول الأوروبية التي تعتمد على أفكار بسيطة وهادفة دون أن تضرّ بأحد أو توتر المتفرج، أما برامجنا ففضّلت توظيف مشاهد العنف والتخويف و أفكار أخرى تافهة أضحكت الناس علينا . الجمهورية : كيف يقضي " محمد عجايمي" يومياته في رمضان وما هي أهم الأطباق التي يفضلها على مائدته خلال الإفطار ؟ الجمهورية : في الواقع أقضيه بشكل طبيعي دون أن أحس بتعب أو جوع ، والحمد لله لدي أصدقائي و أحبابي أقضي معهم الوقت خصوصا صديقي المقرب " عبد الحفيظ بوعلي " الذي يشاركني ساعات الصيام نتبادل فيها أطراف الحديث ونحكي عن انشغالاتنا واهتمامات بلدنا الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الأمور الأخرى ، كما أقضي البعض من الوقت في تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم وقراءة كتب التاريخ والأدب وكأي مواطن جزائري أتسوق دائما بعد أن أتفق مع زوجتي على قائمة الطعام وأهم المستلزمات الضرورية التي تحتاجها في المطبخ، و بالمناسبة فزوجتي طباخة ماهرة وأحب كل ما تعده لي من أطباق رمضانية كالشوربة والبوراك خصوصا أن كل أولادي متزوجين و أنا أعيش معها فقط ، أما بالنسبة للحلويات فأنا أعشق قلب اللوز المحبوب لدى جميع العائلات الجزائرية . الجمهورية : بمناسبة حديثك عن التسوق ، كيف تجد أسعار مستلزمات رمضان ؟ عجايمي : الأسعار مرتفعة جدا لدرجة أن المواطن البسيط بات عاجزا أمام مدخوله الضعيف وغلاء المعيشة الذي لا يرحم ، فالقدرة الشرائية عند الجزائريين لا زالت متدهورة بكل معنى الكلمة ، خصوصا في ظل غياب المراقبة التي من شأنها أن تحد من تلاعب بعض الباعة والتجار فيما يخص سعر هذه المواد الاستهلاكية في هذا الشهر الفضيل . الجمهورية : كلمة أخيرة ؟ عجايمي : أقول للجمهور الجزائري رمضان مبارك و وسعيد ، أتمنى السلام للمعمورة جمعاء و بالأخص عالمنا العربي الجريح ، " يارب حتى تحنّن لقلوب و تزول عن بلادنا كل الكروب، والحسد والغل يذوب " .