ندمت على تعاملي مع بعض المخرجين ودور "القايد" مرفوض يتحدث الفنان محمد عجايمي في هذا الحوار عن دوره في مسلسله الجديد "حب في قفص الاتهام" الذي يعرض في شهر رمضان المقبل، ويتوقف عند سمات المشهد الدرامي الجزائري، وعن بعض الأشياء التي تحز في نفسه. توقعنا وجودك ضمن الدورة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي، لكنك فاجأتنا بتواجدك في قسنطينة لحضور حفل تكريم الراحلة وردة.. هل هذا خيار مقصود؟ نعم خيار مقصود، وجهت إلي دعوة للمشاركة في مهرجان وهران لكنني رفضت بسبب الإخوة المكرمين فيه "سامحهم الله" ممن شتموا الجزائر. هل تقصد بعض الفنانين المصريين؟ أنا لم أسم أشخاصا ولم أقل مصريين أو غير مصريين.. أنا قلت الإخوة المكرمون ممن شتموا بلدنا.. أنا مع تكريم البضاعة المحلية.. نحن كنا سفراء فوق العادة للثقافة الجزائرية وتعاملنا مع كبار الفنانين، وإن تحدثت عن نفسي فقد كنت سفيرا للثقافة الجزائرية واللغة العربية الفصحى. ستطل على مشاهديك في رمضان المنتظر من خلال مسلسل "حب في قفص الاتهام".. هل لك أن تكلمنا عن قصة هذا العمل ودورك فيه؟ في الواقع مسلسل "حب في قفص الاتهام"، من إخراج بشير سلامي وهو أول تعامل فني معه، من إمضاء الكاتبة الموهوبة فاطمة الزهراء العجامي التي تنحدر من مدينة باتنة العريقة تاريخيا، هي كاتبة صاحب قلم رهيب.. قرأت لها كثيرا وأنا متابع للجنة النصوص بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.. حتى أعود إلى قصة العمل.. هل من الممكن أن نتركه مفاجأة للجمهور؟ سنتركه مفاجأة للجمهور لكن دعنا نشوقه أكثر من خلال بعض أحداث القصة.. "يبتسم" يبدوا أنكم مصرون.. القصة تروي حكاية أب يرسل ابنته إلى أمريكا للدراسة، وبعدما تنهي دراستها تعود إلى الجزائر لكن بشكل مختلف. كيف ذلك؟ ترجع إلى وطنها بعد ارتباطها في أمريكا من شاب مثقف.. تعود وهي حامل، وهو الأمر الذي يصدمني أنا والدها الذي كان يتمنى أن يشاهد عرس ابنته، وأن يكون وليها أثناء عقد قرانها ويخرجها بالبرنوس تحت ذراعه الأيمن كما هو متعارف لدينا في عادتنا وتقاليدنا الجزائرية.. لكن هذا لم يحدث لأن ابنتي في مسلسل "حب في قفص الاتهام"، تتزوج بدون والدها، وتتخذ من إمام المسجد في أمريكا وليا لها.. وتتصاعد أحداث المسلسل الذي تشاركني فيه البطولة الممثلة آمال حيمر في دور زوجتي.. وبالمناسبة؛ فحيمر ممثلة مميزة، كانت تتمنى الوقوف معي أمام الكاميرا وأنا أيضا حرصت على العمل معها. نراك تركز كثيرا في الدراما على حساب المسرح والسينما.. ما ردك؟ لأني أحب الدراما كونها تحمل رسالة نبيلة إلى المجتمع.. نحن بحاجة إلى توعية سياسية وثقافية وأخلاقية، ومع هذا أنا قدمت مسرحا إذاعيا لأكثر من ثلاثين عاما وقدمت مسرحيات اجتماعية كلاسيكية وسياسية مع فطاحلة المخرجين الجزائريين أمثال محمد كشرود رحمة الله عليه، وقدمت مسرحية كوميدية مع "بيونة". هل ندمت يوما على دور أسند إليك وما هي الشخصية التي تتمنى تجسيدها؟ لم أندم يوما على دور أسند إلي، ولكني قد أكون ندمت على تعاملي مع بعض المخرجين. أما عن الشخصية التي أتمنى تجسيدها فيتعلق الأمر بدور "مقاوم شعبي"، أنتظر بشغف هذا الدور قبل أن توافيني المنية.. وبالمناسبة هناك دور من المستحيل أن أقبله. ما هو؟ "القايد".. أرفض رفضا قاطعا أن أجسد شخصية "القايد".. قد أقبل بدور ضابط فرنسي على أن اقبل بدور "القايد"، وأي دور يمس بالمرأة الجزائرية آو الطفل أو الشرطي أو الدركي أو المواطن الجزائري عموما مرفوض جملة وتفصيلا . ما رأيك في منتجين يقبلون على ممثلين شباب على أن يتعاملوا مع فنانين كبار بناء على "سياسة تقشف" التي يتبعونها؟ تتحدثون هنا عن المنتجين المنفذين الذين لا يخضعون إلى مقاييس خاصة في تعاملهم الفني.. الآن صار أيا كان منتجا أو مخرجا، والممثل عجينة في يدهم يصنعون منه ما يشاؤون، ولكم أن تتخيلوا عندما تسند الأمور إلى غير أهلها.