إستفحلت ظاهرة التشبه والتقليد الأعمى في مجتمعنا إذ أن »الجنس الثالث« أصبح أكثر إنتشارا تعددت التسميات لكن المشكل واحد، الجنس البيولوجي الثالث أو ماشئت أن تسميه... إذ أن التشبه بالنساء من طرف الرجال ومحاولة التقليد في طريقة الكلام والجلوس والحركات أصبحت مرضا سريع العدوى، إذ أن هذه الظاهرة استفحلت وأصبحت فخرا وسط ما تنفيه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف فالمظهر الخارجي لهذه الفئة أصبح غير محتشم والتصرفات العشوائية والإباحية تخطت كل الخطوط الحمراء وأصبحت هذه الفئة تتجول وتتسكع في الشوارع وتتسبب في نشوب مشاكل وغيرها حتى أنهم غيّروا أسماءهم إلى أسماء يفتخرون بتسمية أنفسهم بها. فهذه الفئة اصبحت تشكل خطرا على المجتمع وتدهور الاخلاق مازاد من حدة التخوف منهم، إذ أنهم مصدر للإزعاج فتراهم يتجولون في الليل فهو الوقت المفضل كما صرح أحدهم وهو الذي غير من شكله ويرتدي ألبسة خاصة بالفتيات حتى أنه يضع مساحيق التجميل على وجهه ويفتخر بمناداته باسم الفتيات ويعدد الاماكن القذرة التي زارها رفقة مجموعة من الآخرين. كما زادت حدة الخطر إذ أن معظمهم يمتهنون السرقة والاعتداءات وحتى التعدي على الضحايا بالاسلحة البيضاء وأخرى حادة ويستهدفون الاماكن الحساسة. هذا من زاوية ومن أخرى أعمال مخلة بالحياء في أماكن عامة مازاد نفور الناس منهم وتفاديهم وأصبحت نظرة المجتمع سلبية لكن هذه الظاهرة لا تنطبق على الجميع. وربما من العينات التي استوقفتنا فتى وهو كذلك يعاني الأمرين من نظرة المجتمع إليه إلا أن ظروفه هي التي جعلت منه يصير إلى ما آل إليه علما أنه يعمل ويكسب قوت يومه بعرقه ومجهود بدنه، إذ أنه يعمل بأحد المقاهي في حي البلاطو في التنظيف فهو يحافظ على نظافة المكان وكذلك يمسح الطاولات ويقوم بتنظيف الاواني مقابل مبلغ من المال. وأكد مداومته على الصلاة والذكر والاستغفار لأنه ليس هو وبإرادته اختار أن يكون على ما عليه لكنه يحاول التجنب بالذكر وأنه لم يجد من يبسط له يد العون أو مراكز خاصة لإعادة تأهيله كما أن امكانياته المادية محدودة ولا تساعده على زيارة الطبيب النفسي، رغم أنه أكد أن الكثير يخطىء بشأنه لكنه لا يعيرهم اهتماما وأن نظرات المجتمع إليه لم تجعله يستسلم بل زادته تحدي بكل ما أوتي من قوة بإبراز شخصيته وأن يتغلب على ما يشعر بكل عزيمة وإرادة. وبالنسبة للجانب الديني أن هذه الظاهرة التي تكون جل حالتها مستوحاة من الثقافة الأوروبية إذ أن التقليد في كل شيء ومحاولة مسايرة التطورات الكامنة في الدول الأوروبية جعلت البعض يتأثر بها لكن بالجانب السلبي وعامة يرى الجانب الديني أن التشبه بالغير شيء ينعكس على المجتمع انعكاسا خطيرا وتفشي الظاهرة بات مقلقا حتى أن التشبه ملعون بالنسبة للرجال والمتشبهين بالنساء أو العكس (النساء المتشبهات بالرجال) فهذه كذلك واحدة من الظواهر إذ يصعب التفريق بين الجنسين فالتمويه وطريقة اللبس والكلام يجعل الناظر الى هذه الفئة ومحاولة التفريق إذا كانت ذكر أو أنثى يصعب التعرف عليه إذ أن الفتيات كذلك يتأثرن بالمحيط الذي ينشأن به أو نتيجة لخلل وراثي وعوامل متغيرات من شأنها أن تعرقل النمو السليم لكلا الجنسين وهنا يبرز دور الجهات الوصية أو الجمعيات الخاصة بدق ناقوس الخطر لتضاعف هذه الظاهرة التي تعتبر دخيلة على مجتمعنا وثقافتنا. وحسب رأي الاخصائيين في المجال النفسي والاجتماعي فإن هذه الظاهرة أو المرض قد يكون لاختلال في الهرمونات أو نتيجة الوسط الذي ينشأ فيه الذكور وسط مجموعة من الجنس الأنثوي فيتأثر بتصرفاتهم ومنهم من مرّ بظروف اجتماعية أو تعرض للاغتصاب في صغره وفي ظل غياب الرقابة من طرف الوالدين يندفع نحو غريزته وعندما يكبر يجد نفسه قد اندمج وتعود على وضعيته ويدور في حلقة مفرغة فيخرج عن العادات والتقاليد باسم التحرر.. وعموما مايزيد من الانحطاط الخلقي والتصرفات العدوانية لهذه الفئة هي نظرة المجتمع إليهم فتراهم ينحازون عن العالم الخارجي.