* اختناق مروري كبير بوسط المدينة والطرقات المؤدية للشواطئ والحدائق يحج العديد من المواطنين من داخل وخارج أرض الوطن، هذه الأيام إلى ولاية وهران والدليل على ذلك أرقام لوحات المركبات التي لم تعد تقتصر على الجهات المجاورة فقط، بل تعدتها إلى أقصى ولايات الجنوب الشرقي والمدن الداخلية، ووقع الاختيار على عاصمة الغرب الجزائري هذه الصائفة على غرار السنوات الأخيرة نتيجة المؤهلات والإمكانيات السياحية التي تزخر بها ولاية وهران ، بما فيها توفر جميع ظروف الراحة من أمن وحماية زيادة على تسهيل عملية الاستقبال بالموانئ والمطارات، هذا بالإضافة إلى المرافق السياحية التي تحتضنها، وكذا الصيت الذي تتميّز به والذي جعلها محل استقطاب الزوار والسياح وحتى رجال الأعمال ،هذا ناهيك عن تكفلها بأكبر التظاهرات الاقتصادية والثقافية والرياضية، وهو الأمر الذي سمح بترشح هذه الولاية لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط لدورة 2021 لمنافسة مدينة "صفاقس" التونسية. وعلى غرار الشواطئ التي تزخر بها هذه الولاية، تم فتح العديد من الفضاءات والمرافق العمومية أمام المواطنين والتي ستسمح لا محال بالترويح عن النفس لاسيما خلال الفترات اللّيلية بما في ذلك الحديقة المتوسطية المتواجدة بقرب فندق "الميريديان" ، هذه الأخيرة التي تعتبر نموذجا رفيعا تم فيه مراعاة نسبة عالية من المساحات الخضراء المعشوشبة والتي تبلغ نسبة70%من إجمالي المساحة المخصصة للمشروع والباقي تتوزع على مضامير السير مزودة بكراسي، علاوة على بحيرة اصطناعية تشتغل بنظام الألعاب المائية تتخللها معابر خشبية. إضافة إلى حديقة "سيدي محمد" التي أضحت تستقبل يوميا المئات من الزوّار. الباهية قبلة للسياح وفي ذات الشأن تجدر الإشارة إلى أنّ عدد المصطافين منذ افتتاح موسم الاصطياف إلى غاية يومنا هذا وصل إلى زهاء 3 ملايين مصطاف، وذلك حسبما كشفت عنه مصادر مسؤولة من مصالح الحماية المدنية، ومن المرتقب أن يتضاعف العدد أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي الجهة المقابلة يجدر التنبيه إلى أنّ هذا الضغط على ولاية وهران وبالرغم من جانبه الإيجابي الذي يترجم مدى انبهار الزوّار والسياح بجمال الباهية إلاّ أنه انعكس سلبا عليها ، لاسيما من حيث تسجيل احتباس مروري الذي باتت تشهده بعض الشوارع والأزقة لاسيما بوسط مدينة وهران، ومن بين النقاط السوداء نذكر الاختناق اليومي للنقطة الدورانية المعروفة بساحة "قرقينطة"، الذي تعيش ازدحاما كبيرا للحافلات وسيارات الأجرة وباقي المركبات،هذه الأخيرة التي تطبعها مناوشات يومية بين السائقين، هذا زيادة على تسجيل شلل مروري بكل من شارع "العربي بن مهيدي" و نهج "محمد خميستي" ونفس الظاهرة يعرفها شارع "ستالينغراد" بحي "سيدي الهواري"، هذا بالإضافة إلى طريق الميناء، وكذا تسجيل اختناق بمحور دوران "الباهية"، ومفترق طرق حي "جمال الدّين"، أما النقطة السوداء التي تثير استياء وتذمر المواطنين يوميا لاسيما خلال نهاية الأسبوع فتتمثل في مدخل "المسمكة"، نتيجة توافد العديد من المصطافين على شواطئ البحر. يحدث هذا في الوقت الذي لم تفرج فيه مديرية النقل عن مخطط السير بعد و الذي لا يزال حبيس الأدراج منذ سنوات، وفي ذات الشأن يجدر التذكير بالحديث الذي دار من قبل حول تنصيب لجان تتكفل بمتابعة تنفيذ مخطط المرور على مستوى مجمع وهران حيث تعد برنامج عمل وتقوم بتنفيذه على أرض الواقع، فيما كان من المفترض أن يبقى نشاط اللّجان متواصلا إلى غاية التطبيق النهائي للمخطط ، بمعنى أنّ هذه الأطراف ستقوم برفع جميع المعيقات والانشغالات والمشاكل التي تحول دون تطبيق مخطط النقل، ومن ثم يتم دراستها كلا على حدا، وبعد الموافقة على إنجاز بعض المشاريع كالحظائر ذات الطوابق أو الطرقات الجديدة وكذا المحوّلات، يتم إعداد دفتر الشروط ومن ثمّ الإعلان عن المناقصة عبر الجرائد الوطنية والمحلّية لاختيار المؤسسات المكلّفة بالأشغال وذلك بعد تخصيص الغلاف المالي الخاص بالعمليات، إلا أنّه لحد الآن لم يتم تطبيق هذا القرار. علما أنّ فكرة إعداد مخطط من هذا النوع يتماشى ومدينة ميتروبولية جاءت لدى احتضان ولاية وهران لفعاليات الندوة الدولية للغاز المميّع خلال شهر أفريل من عام 2010. لتبقى عاصمة الغرب الجزائري تختنق في ظل التوافد الكبير لعدد المصطافين الذي أضحى يتضاعف سنة بعد الأخرى.