كادت الحركة التي عرفتها مدينة عين تموشنت أمس أن تكون استثنائية من حيث العدد الهائل للمصطافين الذين أتوا تقريبا من كل ولايات الغرب و الجنوب الغربي التي لا تتوفر على سواحل، فالحرارة الشديدة التي عرفتها الولاية كباقي ربوع الوطن والتي تصادفت مع ما يعرف بفترة " الصمايم " دفعت بالمواطنين إلى الهروب نحو البحر تفاديا للقيظ الشديد الذي حذرت منه مصالح الأحوال الجوية و الحماية المدنية و الاسعاف . مركبات مجندة لنقل المصطافين و قد صار المواطنون يعانون الأمرين خاصة مستخدمي النقل الحضري بعد أن تحوّلت كل مركبات و حافلات و سيارات أجرة النقل الحضري نحو العمل في الخطوط التي تربط المدينة بشواطئها مثل تارقة و بني صاف و" وادي الحلوف" و" السبيعات" و "مدريد" و "سيدي بوسيف" و" بوزجار" و " ساسل "و "الوردانية " و " سيدي جلول " وغيرها طمعا في الربح السريع إذ يوجد من أصحاب هذه المركبات مَن لا يتوفرون على ترخيص للعمل في هذه الخطوط حيث يجازفون بنقل المصطافين نحو الساحل بأثمان باهظة ، و لا يجد أولئك فرصة للتفاوض حول الأسعار أمام هاجس الوصول إلى المياه بكل الطرق. غزو لمحلات الدجاج ومطاعم الأكلات الخفيفة صباح أمس و في ظاهرة غريبة لم تتعوّد عليها المدينة خلال نهاية أسابيع السنة غزى المصطافون كبارا و صغارا محلات بيع المواد الغذائية و المخابز وحتى المقاهي و أكشاك تعبئة أرصدة الهواتف النقالة استعدادا للتوجه إلى الشاطئ بعد التزود بالمؤونة و لم تسلم من هذا الغزو محلات بيع الدجاج المشوي و مطاعم الأكلات الجاهزة و الخفيفة، و قد اصطفت على حواف الطريق العديد من الحافلات التي حملت ترقيم ولايات أدرار و سيدي بلعباس و سعيدة و معسكر و حتى تندوف و الأغواط و غليزان و هي المركبات التي تقل مصطافين جاءوا في رحلات منظمة ، في حين فضل مواطنون آخرون استقلال سياراتهم الخاصة رفقة عائلاتهم ، و قد قصد المصطافون القادمون من الولايات الداخلية كل المحال للتزود بالغذاء وأيضا المقاهي حيث عبؤوا القارورات و أواني حفظ الحرارة بالقهوة الساخنة والتفت النساء حول باعة التين الهندي أو ما يعرف في تموشنت ب "التشنبة" أو الهندية و فضل الأطفال غزو الطاولات التي عرض أصحابها و هم عادة من الأطفال أيضا البطاطا المقلية المحفوظة " شيبس" رغم المخاطر الصحية التي صار يشكلها هذا الأكل الذي لا يتم تحضيره في ظروف صحية ، و عزف الجميع عن شراء " الكاشير" بعد تسجيله حالات تسمم أدت إلى وفاة أطفال في شرق البلاد. موسيقى وزغاريد وفرحة الاستجمام وفي مدينة تموشنت قرب عيادة " شويرف صالح " توجد زاوية صغيرة تسمى زاوية " توات" لمجموعة من المواطنين من ولاية أدرار يقصدها أصحابها خلال الصيف ، أولئك لم يفوتوا على أنفسهم فرصة الذهاب إلى البحر أيضا،و في زخم الفوضى التي يحدثها المصطافون خاصة الشباب بسلوكياتهم المتهورة كإخراج أجسادهم من النوافذ و التمايل على أنغام الموسيقى المنبعثة بصوت مرتفع من داخل الحافلات والسيارات المصحوبة بالزغاريد و التصفيق " طارت" الحافلات المتوجهة إلى شواطىء الولاية بعد أن نفذ الخبز و الدجاج و اللبن و المشروبات و ظلت رفوف محلات بيع الأغذية تصفر.