يحي بن مبروك ... يعد أحد أبرز رواد الكوميديا الجزائرية عرف باسم ' لبرانتي' من مواليد 30 مارس 1928 بالجزائر العاصمة ،وتقمص عدة أدوار عبر مسيرته الفنية في السينما والمسرح، حيث كان صعوده لأول مرة على خشبة المسرح سنة 1940 'بالصدفة' حيث استنجد به مصطفى كاتب المسؤول الأول على دار الأوبرا آنذاك ليعوض به ممثل شاب الذي تخلف عن موعد العمل، ومن هنا كانت البداية التي فتحت له الباب لدخول عالم التمثيل، حيث شارك في العديد من الأعمال المسرحية وحتى التلفزيونية والسينمائية منها فيلم 'حسن طيرو' سنة 1963 ثم 'القاعدة و الاستثناء' و 'ممثل رغما عنه ' في ذات السنة و في سنة 1964 شارك في ' وردة حمراء لي' و الغولة' و في السنة الموالية قدم في 'ما ينفع غير الصح' و 'السلطان الحاير'. وفي سنة ,1970 قدم 'البوابون' رفقة عدد كبير من نجوم المسرح الجزائر أمثال سيد علي كويرات، وفتيحة بربار، كما مثل في مسرحية 'الرجل صاحب النعل المطاط' المقتبسة من رواية كاتب ياسين، ليواصل عطاؤه بالمسرح إلى غاية 1983 حيث مثل 'جحا باع حماره'. كما كانت له مشاركات في اغلب الفعاليات الفنية داخل البلاد وخارجها، منها مشاركته منذ 1964 في مهرجان مونيستير بتونس لثلاث مرات متتالية بمسرحيات 'حسن طيرو' 'الغولة' و'غرفتين ومطبخ'، 'الطاكسي المخفي' لبن عمر بختي 1989 و كانت آخر أعماله ' عطلة المفتش الطاهر الثانية' حيث تقمص دور مفتش الشرطة الذي اشتهر به المرحوم الحاج عبد الرحمان إلى جانب الممثل الشاب 'زعباطة' وكذا الفيلم الفكاهي 'الحافلة' 1994 الذي الذي جسد فيه دور ' مولشاش ' . وفاة الحاج عبد الرحمان: بعد وفاة رفيق دربه حاج عبد الرحمان المعروف ب'المفتش الطاهر' بعد أن أدى بن مبروك في جل أعماله دور مساعد مفتش الشرطة 'لبرنتي'، انسحب من الساحة الفنية بعد رحيل صديقه في 1981 الذي بدأ معه مشواره السينمائي في عام 1968 وكونا ثنائيا متلازما في عدد من الأفلام منها 'هروب المفتش الطاهر' المسهول' عطلة المفتش الطاهر' 'القط' وغيرها . وككل أبناء الجزائر الغيورين على وطنهم التحق بن مبروك بصفوف جيش التحرير الوطني إلى حين وقوعه سنة 1956 ضحية هجوم من طرف متطرفين فرنسيين اضطره للابتعاد عن المسرح لمدة سنتين . وفي سنة 1958 عاد بقوة كعضو مؤسس لفرقة حزب جبهة التحرير الوطني، التي دافعت بفنها عن القضية الجزائرية بقيادة مصطفى كاتب، الذي يعود إليه الفضل في تكوين شخصية يحي بن مبروك الفنية ، بعد استقلال الجزائر في الخامس جويلية عام 1962 كان له حضور بارز في الأداء المسرحي، إذ كان لا يكاد ينتهي من مسرحية حتى يشرع في أخرى .رحل يحي عن هذا العالم في 11 أكتوبر سنة 2004 بإحدى مستشفيات الجزائر العاصمة، بعد مرض عضال ألزمه الفراش لمدة طويلة، تاركا وراءه عطاء فنيا كبيرا.