يعتبر الفنان الحاج عبد الرحمان أو المفتش الطاهر المولود بتاريخ 12 أكتوبر سنة 1941 بالجزائر العاصمة ظاهرة فنية لم تتكرر منذ وفاته في 05 أكتوبر سنة 1981 عن عمر يناهز 41 سنة.أصل عائلته من الطاهير بولاية جيجل، ومنها اتخذ اسمه الفني المفتش الطاهر.بدأ حياته كتقني و مصور. اشتغل في المسرح مع علال المهيب الذي كان أستاذه في الدراما، قبل أن يتقمص شخصيته المشهورة المفتش الطاهر.فبالرغم من قصر مدة حياته الفنية إلا انه أبدع في عديد من الأعمال كممثل ومخرج ومؤلف في كثير من الأعمال التي رسخت في ذاكرة المشاهد الجزائري منها: "عطلة المفتش الطاهر" و"يداس" و"المفتش الطاهر يسجل هدفا" كل هذه الأعمال أبدع فيه الحاج عبد الرحمان بأسلوبه الخاص ولهجته الجيجلية التي تميزه ،وكان المخرج موسى حداد أحد مهندسي فيلم "عطلة المفتش الطاهر" سنة 1972 الذي جرت أحداثه بين الجزائر وتونس وحقق رواجا لا مثيل له ومازال حتى الآن، وفيلم "المفتش الطاهر يسجل هدفا" سنة 1977 قبل أن يركن للمرض الذي لازمه حتى وافته المنية سنة 1981 عن عمر يناهز 41 سنة، وترك فراغا رهيبا في الساحة الفنية الجزائرية، وقد كرمت عائلته في الأيام القليلة الماضية من طرف مسؤولي بلدية واد السمار كعرفان لدور المرحوم في إثراء الساحة السينمائية الجزائرية، وكان حضور عدد من أصدقائه المقربين، وكان السيد رابية أحد الحاضرين حيث أثنى على الجهد الذي كان يبذله المفتش الطاهر في إسعاد الجمهور بكتابة السيناريوهات بالرغم من تواضع مستواه الدراسي، وكان يتألم للحالة الاجتماعية التي سادت بعد خروج الاستعمار من بلادنا. وأضاف أن عبد الرحمان مارس المسرح مع الفنان القدير والمخرج علال المحب ومثل دور القصيص في مسرحية مونسيرا التي تناولت الإضطهاد والاستعمار، ولعب في مسرحية "بنادق أم كرار" لمؤلف ألماني. وتبقى الذاكرة الجزائرية تحتفظ بظاهرة فنية اسمها المفتش الطاهر الذي حفر اسمه بجدارة في تاريخ السينما التي تبقى مدانة له بالإثراء الذي ساهم فيه في خلق أسلوب جديد من الكوميديا مازال سائدا حتى الآن. تغمد الله روح المرحوم وأسكنه فسيح جنانه مع رفيق دربه يحي بن مبروك.