يلجأ العديد من المصطافين إلى الشواطئ بغية التأمل والاستمتاع بنسيم البحر دون السباحة فيه ، ومنهم من يفرط في البقاء فيها دون ملل ، و هذا ما لاحظناه من خلال الجولات التي قادتنا نحو العديد من الشواطئ على مستوى ولاية وهران خلال هذه الصائفة، و غالبا ما كنَا نتقرب كل مرة من شخص أو شخصين لمعرفة السبب الذي يقودهم إلى الشاطئ دون الولوج في مياهه و الاكتفاء بالجلوس عليه و التأمل ، و كثيرا ما كانت إجاباتهم متشابهة إلى حد ما ، مؤكدين أنهم يلجؤون إلى البحر ساعة الاكتئاب أو عند الشعور بالضجر كونه المتنفس الوحيد لديهم ..كما أنهم يشعرون بتحسن كبير نفسيا أثناء الجلوس بشكل انفرادي و التأمل في القوارب و السفن و هي تسير من بعيد ببطء أو الإنصات إلى صوت تلاطم الأمواج و زرقة الماء و السماء و هبات النسيم تلوح بين الحين و الآخر . و قد صادفنا أشخاصا يقولون أنَهم يجدون المتعة في تأمل المنظر الساحر للشاطئ دون السباحة التي يجدون فيها حرجا و ازعاجا عند تبلل ملابسهم و من تمَ التصاق حبيبات الرمل على أجسادهم ..فيرون أنَ الجلوس دون السباحة أريح لهم ، فيما يلتحق آخرون بالحيزات البعيدة عن الضوضاء و التجمعات، و نادرا ما يكون ذلك بالقرب من الشواطئ الصخرية التي لا تشهد اكتظاظا ، معظمهم من العائلات المصطافة التي تتجنب الاختلاط و تهوى التأمل في منظر البحر خاصة عند آخر المساء أو مشاهدة أطفالها و هم في ساعة مرح يمارسون فيها السباحة ، كما أنَ هناك الكثير من الأبحاث العلمية الحديثة التي تؤكد أنَ للجلوس على الشاطئ فوائد كثيرة في التخلَص من الأمراض النفسية و معالجة حالات الاكتئاب و التخلص من التعب و تحسين المزاج ، و تفيد بأنَ لصوت الامواج دور فعال في تهدئة الأعصاب و هي جد مفيدة للأشخاص الذين ينتابهم النعاس بسرعة ، أو يكون نومهم متقطعا ، كما أنَ الجلوس بالقرب من البحر يجعل الفرد يستنشق الاوكسجين عبر نسمات البحر التي يرتفع بفعلها رذاذ الموج الصاعد من الأعماق و التي تنتج حبيبات الغاز الهوائي و التي تحوي بدورها مضادات حيوية و ذلك ما أظهرته دراسة للمركز العالمي للبحار، كما أنَ المشي على الرمل سواء كان مبللا أو جافا ينشط القدم و يحرك الدورة الدموية للجسم.