يتجدد مع اقتراب كل شتاء الحديث عن مشكل عدم جاهزية شبكة قنوات صرف مياه الأمطار لإستقبال هذا الفصل المعروف بأمطاره الكثيرة ويتأكّد وجود المشكل مع تساقط الزخات الأولى منها والتي تسد الطرقات وتعرقل حركة السّير حتى عبر المنشآت الفنية الجديدة وتغرق المدينة في أمطارها ويتجدد بذلك سيناريو التّسربات والفيضانات والإنقطاعات التي تعودنا عليها ولم يساهم حدوثها طوال السّنوات الفارطة في هز عزيمة المسؤولين للقضاء على هذا المشكل كلّية رغم انجاز وتجسيد عديد المشاريع المندرجة في هذا الإطار إضافة الى عمليات التنظيف والتطهير التي غالبا ما تجرى بعد حدوث المشكل وليس قبله فتخرج شاحنات الضخ والإفراغ ويشغّل أعوان التطهير لإزالة الإنسداد بعد حدوثه ويجنّد المسؤولون مرؤوسيهم ليشرفو على هذه العمليات ويسخّرو لها كل الوسائل اللازمة، تجدّد هذا الوضع حدوثه في كل مرة كشف عن وجود مشكل كبير في عملية صرف مياه الأمطار بمدينة وهران بالدّرجة الأولى وبمناطق وبلديات أخرى وهو ما تبين من خلال إحصاء عدّة نقاط سوداء في هذا المجال يسجل بها في كل مرة تجمع لمياه الأمطار التي تغمر هذه المواقع وتتمثل عادة في ملتقيات الطرق الدائرية والمفترقات والمناطق المنحدرة إذ أن تدخلات مختلف المصالح بعد تساقط الأمطار تتكرر دوما بعدد معيّن من النقاط التي أصبحت معروفة لدى الجميع بكونها نقاط سوداء فيما يخصّ صرف مياه الأمطار وكأنها نقاط تجميع حتى أنّ المواطنيين ومع تساقط الأمطار يفضلون تفادي المرور عبرها لأنّهم يعلمون مسبّقا أنها مسدودة بالمياه وتصعب حركة السير بها ما يتسبب في وقوع ازدحام كبير. ملتقيات الصرف: النقاط السوداء تتمثل أهمّ هذه النقاط السوداء فيما يخص صرف مياه الأمطار كما سبقت الإشارة في بعض ملتقيات الطرق ولسوء الحظ فإنّ أغلبها ملتقيات مهمة ورئيسية في حركة المرور وتتمثل أهم هذه النقاط السوداء المحصاة خلال فصل الشّتاء الفارط في ملتقى طرق الباهية وملتقى الطرق لحي جمال الدين وملتقى حي الدارالبيضاء إضافة الى ملتقى طرق حي الصباح والمرشد زيادة على نقاط سوداء أخرى كطريق الميناء الذي يتجه بشكل منحدر وبالتالي تنسدّ قنوات صرف مياه الأمطار الموجودة به بفعل تساقط الأتربة من جوانبه كما أنه يشهد حركة المياه عبره والتي تتجه نحو البحر ما يتسبب في تجمع كبير للمياه عبره ناهيك عن طريق بئر الجير باتجاه سيدي البشير الذي أصبح هو الآخر نقطة سوداء في صرف مياه الأمطار وهذا رغم وجود محطّة لضخ هذه المياه عبر هذا الطريق والتي بقيت مهملة منذ مدّة غير أن مشروع لإعادة تهيئتها انطلق مؤخرا وتشرف عليه مديرية الري. أهم هذه النقاط السوداء أكدت مختلف المصالح المعنية والمسؤولة عن إزالتها وعلى رأسها مديرية الري بأنها اتخدت الإجراءات اللازمة للقضاء عليها قبل حلول فصل الشتاء وتتضمن هذه الإجراءات تجسيد مجموعة من الأشغال التي ستضمن الصّرف الجيد لمياه الأمطار عبر هذه النقاط وفي هذا السّياق أكدت لنا مصادر مسؤولة على مستوى مديرية الري بأن أشغال تدعيم قنوات الصرف الموجودة بشبكة جديدة أنجزت كما أجريت أشغال أخرى لإزالة إنسداد الشبكة القديمة والتي تصرف مياه الأمطار نحو ضاية مرسلي كما أن تهيئة الملتقى الدائري الباهية بوضع جدار واقي حال دون إنجراف التّربة وبالتّالي حماية القنوات من الإنسداد بالأتربة المتساقطة. أما عن نفق حي جمال الدين الذي غمر السنة الفارطة بمياه الأمطار فالسبب يعود لتوقف محطة الضخ من جهة والتي تمت صيانتها وكذا لانسداد قنوات الصرف بالأتربة بفعل الأشغال الجارية بالقرب من هذا الملتقى. قنوات مسدودة وفي هذا السّياق أكّدلنا العديد من المسؤولين ممّن كان لنا معهم حديث بأن قنوات صرف مياه الأمطار غالبا ما تنسّد بفعل الأتربة وهذا بدليل قرب النقاط السوداء المحصاة من وجود مواقع أشغال محادية بما في ذلك ملتقيات الطّرق الدائرية وبالتالي فإن مختلف عمليات التطهير غالبا ما لا تكفي بأن قنوات الصرف سرعان ما تمتلئ من جديد بالأتربة وتصبح غير عملية وأثناء تساقط الأمطار لذا عمدت مديرية الري حسب تصريح رئيس مصلحة قنوات الصرف الى تدعيم المواقع المحصاة السنة الفارطة على أنها نقاط سوداء فيما يخص صرف مياه الأمطار بشبكات صرف أخرى أي تطهير الشبكة القديمة وانجاز شبكة صرف أخرى بجانبها وهو ما تمّ انجازه كما سبق الذكر بملتقى الباهية وملتقى المرشد وكذا عبر طريق الميناء بداية من ملتقى حي جمال الدين كما أنجزت نفس هذه الأشغال أيضا بطريق بئر الجير باتجاه حي سيدي البشير اذ أنجزت شبكة صرف جديدة بهذا الموقع وانطلقت مند شهرين أشغال تهيئة وصيانة محطة الضّخ الموجودة بالقرب من مقر الحماية المدنية المحادي لمحطة خدمات البنزين عبر هذا الطريق وهو المشروع المرتقب تسليمه أواخر الشهر الجاري. في ذات السياق ومن أسباب ضعف شبكة صرف مياه الأمطار بمدينة وهران أيضا بعض التجاوزات المرتكبة في انجاز المنشآت الفنية نتيجة عدم ربطها بشبكة الصرف الصحي الرئيسية إضافة الى عدم مطابقة بعض أشغال التزفيتإذ لا تحترم عادة المؤسسات المكلفة بذلك، المعايير والشروط الواجبة في هذه العملية اذ يتم تقريب طبقة الزفت من حدود الرصيف ولاتترك مسافة لمرور مياه الأمطار على جوانب الطريق وهي مسافة يجب أن لا تقل عن 20 سنتيمترا. وفي إطار تدخل البلديات لتطهير قنوات الصرف والبالوعات تحضيرا لموسم الشتاء المقبل شرعت بلدية وهران حسبما أكّده لنا مسؤول مصلحة الطرقات والمرور في حملة واسعة لتطهير شبكة الصرف الصحي وشبكة صرف مياه الأمطار والبالوعات. العملية باشرتها بلدية وهران منذ شهر وهي تندرج في إطار حملة واسعة تمس كافة القطاعات الحضرية دون استثناء أخدا بعين الإعتبار الإهتمام التام بالمواقع المحصاة على أنها نقاط سوداء فيما يخص صرف مياه الأمطار إذ تم خلال هذه الفترة تطهير شبكات الصرف بشكل دوري من خلال عمليات متواصلة. التطهير المتأخر كما صرح لنا ذات المسؤول بأنه وفي إطار هذه الحملة من المتوقع الانتهاء قريبا من تطهير 7621 بالوعة موجودة عبر مختلف أحياء وشوارع مدينة وهران اذ تجرى العملية بمعدل ما بين 100 و150 بالوعة تنظّف يوميا وقد تمّ لحدّ الآن الإنتهاء من تنظيف جزء هام من مجموع البالوعات الموجودة والتي ستمسها هذه العملية. تندرج هذه الحملة في إطار الدور المنوط بالبلدية لتطهير قنوات الصرف خاصة قبل حلول فصل الشتاء تحضيرا له لاسيما مع التعليمات الصارمة التي يصدرها يوميا السيد والي الولاية خلال اجتماعاته مع الهيئة التنفيذية ورؤساء كافة المصالح إذ تقدم له تقارير حول عمليات التنظيف يوميا. هذا أهم ما أنجز في إطار القضاء على النقاط السوداء المحصاة فيما يخص صرف مياه الأمطار فلقد أعدت دراسة كشفت عما هو أخطر وهو وجود 6 مناطق معرضة للفيضانات بدائرة وهران وهذا من خلال مختلف التدخلات التي قامت بها مختلف المصالح والفيضانات التي عرفتها الولاية السنة الفارطة كانت أهمها فيضانات 23 سبتمبر 2009 وما خلفته من خسائر مادية خاصة بهذه المناطق ويتبين من خلال تدخلات الحماية المدنية هذه الأخيرة التي أحصت 3697 تدخلا في العمليات المختلفة سنة 2009 أهمها الانهيارات والتسربات وعمليات انقاذ الحيوانات وهذا من بين العدد الإجمالي لتدخلاتها خلال السنة الفارطة والبالغ 14805 تدخل. تتمثل المراكز الحضرية الستة (6) المصنفة كمناطق معرضة للفيضانات في كل من حاسي عامر، حاسي بن عقبة، حاسي بونيف، سيدي الشحمي، البرية وعين الترك وهذا لوجود أودية تمر بالقرب من تجمعاتها السكنية. مشاريع مقاومة للفيضانات ولأجل حمايتها برمجت مديرية الري جملة من المشاريع منها ما سلمت ومنها ما لا تزال محل الانجاز فأما المناطق التي انتهت بها أشغال الحماية فتخص كل من بلديات حاسي عامر، حاسي بن عقبة والبرية وقد سلمت نهاية السنة الفارطة تضمنت انجاز قنوات مفتوحة لتوجيه مياه الأودية العابرة لها باتجاه المنطقة الرطبة المحاذية لهذه المناطق أي أن الأشغال سمحت بابعاد مسار هذه الأودية خارج التجمعات السكنية عن طريق تغيير حركة مياهها بعد انجاز أحواض التجميع والقنوات المفتوحة. ولحماية كل من منطقة سيدي الشحمي وحاسي بونيف والتي لاتزال الأشغال بها متواصلة وتجاوزت 60٪ تم الشروع في انجاز 4 سدود زائد 4 أحواض تجميع زائد 4 قنوات مفتوحة إذ توجد أودية تصب من خارج هذه المناطق وتمرّ بالقرب منها لدى تم انجاز أحواض عبر مسار هذه الأودية لتجميع المياه وقطع حركتها وتوجيهها نحو سدود كبيرة ثم توزع عبر قنوات مفتوحة لتستعمل في السقي الزراعي. أما مشروع حماية منطقة عين الترك فلم ينطلق بعد إذ تم الإعلان عن دفتر الشروط الموجود حاليا لدى اللجنة الولائية للصفقات العمومية في انتظار المصادقة عليه إذ من المقرر أن تنطلق الأشغال بها شهر فبراير المقبل وهي تخص أشغال الحماية بثلاثة قطاعات وهي بوزفيل، شاطئ الفردوس وعين الترك وسط. انجاز مختلف هذه المشاريع إضافة الى حملات التطهير وأشغال تدعيم شبكات الصرف كلها تبعث على التفاؤل بتمضية شتاء سالم لا تملأ فيه مياه الأمطار الأنفاق وملتقيات الطرق ولا تنقطع به حركة المرور فهل ستكون هذه الأشغال كافية وفعالة ومطابقة لتحقيق هذا الحلم؟