لا يختلف إثنان في أن ملعب الشهيد أحمد زبانة يعد مفخرة وهران وأحد أهم أقطابها الرياضية والذي ساهم طيلة حقبة من الزمن في تفعيل الحركة الرياضية بالمنطقة بل أنه ساهم في جعل مشاهير رياضية كبيرة معروفة على الساحة العالمية تزور وهران من أجل اللعب في هذا الملعب مثلما كان الحال عليه مع الجوهرة البرازيلية السوداء بيلي ونجوم السامبا الذين صالوا وجالوا في مختلف بقاع العالم كما كان الفضل لهذا الملعب الذي شيّد سنة 1957 وأن إحتضن المباراة التاريخية التي جمعت ما بين بطل أوروبا موسم (1956 1957) فريق ريال مدريد ببطل فرنسا آنذاك »ستاد رامس« عندما كانت تحمل هذه المنشأة إسم »هنري فوك ديبارك« أثناء الحقبة الإستعمارية ، وبعد الإستقلال يشهد ملعب زبانة على إنجازات المولودية الوهرانية والداربيات المحلية التي كانت تجمع شمل الجارين، في أقوى مواجهات البطولة، وكان الفضل أيضا لملعب زبانة وأن حظيت وهران بإحتضان جانب من المنافسات الدولية كالألعاب العربية الأخيرة وكذا مباريات (من هنا مرّ بيلي) المنتخب الوطني ونهائي كأس الجزائر سنة 1992بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر وكذا نهائي بطولة الجزائر سنة 1999 بين العميد والشبيبة وغيرها من المنافسات التي أخرجت وهران من عزلتها وجعلتها محطة هامة للزوار حدث ذلك بعدما كان الملعب في أبهى صورته وله أنه كان ببساطة »بالطارطون« واستمر الوضع الجميل إلى غاية قرار تبديل أرضيته بالعشب الطبيعي سنة 1988 ومنذ ذلك الحين لم يعرف الملعب استقرارا في حاله إلى غاية اليوم إذ أصبح ميدانه حقلا للتجارب في كل مرة يتم غلقه لإصلاح أرضيته وكم من مرّة نزع الشعب وغيّر بآخر وقد التهمت العمليات المتكررة الملايير من السنتيمات من دون أن تفلح العشب في البقاء سليمة وتبيّن فيما بعد عقب دراسته التقنية أن تربته مالحة وليست بيئة صالحة لنمو الشعب ليتقرر مرة أخرى غلقه ونزع الحشيش واستبداله بالعشب الإصطناعي مع ترميم بعض الجوانب من المدرجات غرف تغيير الملابس وكأن زبانة أبى إلا أن يبقى. تأخر الأشغال بمنعرج الحمري مثلما كان سباقا ملعبا بأرضية من »الطارطون« التي صنعت أفراح المولودية والجمعية في السنوات الماضية وبالرغم من آهلية احتضان هذه المنشأة التي وضعها أحد الوفود العربية التي زارت وهران بالتحفة الأثرية نظرا لشساعتها للمنافسات المحلية حاليا، إلا أنها لا تزال تخضع للأشغال الجارية على مستوى 14 مدرجا وذلك بعدما كشفت تقارير الخبرة تضرر المدرجات غير المغطاة والمدرجات المغطاة والتي لم تنته بها عمليات الترميم ويتوقع أيضا حسب مسؤولي الملعب إعادة تركيب شبكة الإنارة بتقنية حديثة وتهيئة غرف تبديل الملابس حتى تصبح هذه المنشأة مؤهلة لفريق إحترافي ويتوافق مع السياسة الجديدة التي تطبقها »الفاف« لمواكبة مستوى النوادي الأوروبية المتقدمة . تغيير شبكة الإنارة المهترئة في هذا المجال وريثما يتجسد هذا المسعى فوجود ملعب زبانة في هذه الحالة لا يمكن إلا أن يعود سلبا على وهران بالخصوص لا لشيء سوى أنها ستكون الولاية الوحيدة التي لا تملك ملعبا معشوشبا طبيعيا مما سيجعلها في معزل تام من إحتضان أي منافسة دولية في إنتظار إكتمال الأشغال الجارية بالمركب الأولمبي لبئر الجير، ومن العار أن لا يكون لوهران ملعبا بالعشب الطبيعي وهي التي تعد العاصمة الثانية في الجزائر وثاني ولاية من حيث الكثافة السكانية مقارنة بمدن أقل منها شأنا وتملك ملاعبا ضخمة كعنابة مثلا والبليدة بل أن ولايات صغيرة تتوفر على ملاعب بالعشب الطبيعي منذ 28 سنة ونعني بها معسكر. مهما يكن فإن زبانة إعتاد على الترقيع في كل مرة رغم ذلك فهو لا زال يقوم بتوفير حاجيات الرياضيين رغم ثقل السنين والإهتراءات التي تحيط به من كل جانب فكيف نبحث عن الإحتراف في ملاعب أكد عليها الدهر وشرب.