الشيلي ضيف شرف الدورة الأولى، و وقفات تكريمية لقامات سينمائية، جزائرية و عربية و أوروبية. كشف المخرج سعيد ولد خليفة محافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ل "الجمهورية"، عن ملامح الدورة الأولى لهذه التظاهرة السينمائية، التي ستنظم من 3 إلى 10 ديسمبر المقبل، و بات يترقبها هواة و عشاق الفن السابع ، منذ الإعلان عن تأسيسها ، من قبل السيد عز الدين ميهوبي وزير الثقافة، على هامش الدورة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في جوان الماضي، إذ ستشهد مشاركة 15 دولة مطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط ، و هي تونس و لبنان و قبرص و اليونان و تركيا و كرواتيا و ألبانيا و إيطاليا و فرنسا و إسبانيا و مصر و المغرب و فلسطين ، و سوريا ، في حين ستكون السينما الضيف من أمريكا اللاتينية ممثلة في الشيلي ، كما أكد سعيد ولد خليفة أن 21 فيلما روائيا طويلا سيدخل المسابقة الرسمية، من أجل حصد الجائزة الكبرى، المتمثلة في العناب الذهبي ، و كلها أعمال حديثة الإنتاج أنجزت في 2015 ، ستعرض عبر ثلاث شاشات فضية ، و كذا تخصيص وقفات تكريمية لقامات سينمائية رحلت هذه السنة، على غرار المخرج الكبير عمار العسكري و بن عمر بختي و عمر الشريف و نور الشريف، كما سيكرم مهرجان عنابة أيضا كل من الفنان الكبير سيد أحمد أقومي و المخرج القدير موسى حداد، و كذا الفنانة فطومة أوصليحة، في حين لم يكشف محدثنا عن الأسماء الأوروبية التي ستكرم خلال هذه التظاهرة السينمائية ، لأن ذلك يتوقف على أجندة الأسماء المقترحة مبدئيا، و في سياق آخر يتضمن برنامج المهرجان أيضا عقد ملتقى دولي حول الهجرة غير الشرعية من خلال السينما ، يساهم في تنشيطه حقوقيون و نخبة من أساتذة علم الاجتماع و عدد من المخرجين السينمائيين ، و عرض عدة أفلام تناولت هذه الظاهرة، خارج المنافسة الرسمية للتظاهرة ، التي ستتميز دورتها الأولى أيضا، بعرض أفلام داخل السجون ، و تنظيم لقاءات مع بعض المخرجين ، ممن أبدوا موافقتهم و رحبوا بالفكرة، لفائدة نزلاء السجون، كما سيتم كذلك حسب محافظ المهرجان ، برمجة سلسلة من عروض الأفلام بالجامعات و الأحياء الشعبية. يقول سعيد ولد خليفة ، الذي لديه خبرة طويلة في تنظيم مهرجانات السينما ، تمتد إلى أكثر من عقدين من الزمن ، داخل الوطن و خارجه ، في فرنسا كما في إيطاليا و مقدونيا ، أن الصورة الوحيدة الراسخة عن الجزائر في الضفة الأخرى ، هي صورة "الحراقة" ، فكثيرا ما عرف عن الجزائر أنها تدير ظهرها للبحر ، و عليه يضيف المتحدث ، آن الأوان لتصحيح هذه الصورة النمطية ، و ترسيخ صورة أخرى أكثر اشراقا عن بلادنا ، من خلال تظاهرات أكثر انفتاحا على العالم ، كل هذا نابع من صميم الأهداف الرئيسية ، التي يسعى ولد خليفة إلى تحقيقها من وراء هذا المهرجان ، و المتمثلة أساسا ، في أن تستعيد السينما الجزائرية مجدها و مكانتها ، و أن يعود الجمهور ليملأ القاعات و يتصالح مع الفن السابع ، كما كان الحال عليه في أيام عنابة السينمائية سنوات الثمانينيات ، التي ستعود هذه السنة إلى الواجهة ، في وشاح جديد و مدلول مختلف و نظرة أكثر انفتاحا، من خلال مهرجان كبير بأبعاد دولية ، بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاثين سنة.