عم الضحية : " أستبعد فرضية الاختطاف ومكان الجثة تم تفتيشه بعد 48 ساعة من اختفاء الطفل" . لا تزال عائلة الطفل عماد الدين الذي عثر على جثته منذ أسبوع بمطمورة المنزل العائلي للمياه المستعملة غارقة في حزن شديد لاسيما وأن جثة ابنها ذي السنتين لم توار الثرى بحكم أن التحقيقات القضائية جارية لتحديد ملابسات الحادثة المؤلمة لم يكن صعب علينا الوصول الى منزل عماد الدين بقرية الجفافلة البعيدة عن مركز بلدية مرسى الحجاج بحوالي 6 كلم بالطريق المؤدي الى مدينة سيق لان حادثة اختفائه لمدة 57 يوما شغلت الراي العام المحلي والوطني وأضحى منزل عائلته مزار العديد من العائلات والأشخاص الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن لمساندة الوالدين في منحتهما هاته حتى بعد العثور على جثة عماد الدين متقدمة العفن داخل مطمورة الصرف الصحي حيث تتوالى الزيارات لتقديم التعزي وهو ما وقفنا عليه ظهر أمس حينما تنقلنا الى منزل العائلة على مشارف قرية الجفافلة حيث وجدنا الجدّ الذي كان في حزن شديد رفقة عدد من المعزين داخل خيمة العزاء جدّ الطفل عماد الدين لم يتماسك نفسه ولم تتوقف عيناه عن ذرف الدموع وهو يروي لنا بحزن معاناة العائلة منذ اختفاء الطفل و حالة الرعب والترقب التي إنتابت أفراد العائلة وجيرانهم وأقاربهم الذين لم يبخلوا في البحث عن الطفل المفقود بعدة أماكن الى حين العثور على جثته داخل مطمورة الصرف الصحي التي لم تكن مهجورة وبعيدة عن المنزل ب250 متر كما تداولته بعض وسائل الإعلام بل هي مطمورة المنزل والتي لاتزال مستعملة الى غاية كتابة هذه الاسطر في غياب شبكة الصرف الصحي وتتواجد خلف جدار السكن الريفي الذي تقطن به العائلة المصدومة والتي دلّنا عليها الجدّ بعد وصولنا بدقائق الجدّ الذي كان يحدثنا بكل مرارة عن المعاناة و أمنيته في تسلم جثمان حفيده للإسراع في مراسيم الدفن توقف فجأة عن الحديث و امتنع مباشرة بعد تلقيه مكالمة هاتفية من قبل ولده ' أب الضحية ' عن مواصلة سرد الوقائع وهو يذرف الدموع مؤكدا لنا أن القضية لدى الدرك الوطني وأنه يفضل أن يترك ابنه يتحدث عنها وهو ما كان حيث وبعدها بدقائق وصل 'قادة' أب عماد الدين رفقة قريبه ولم يترك لنا الفرصة للحديث إليه عن المأساة التي عاشها رفقة أفراد عائلته منذ اختفاء ابنه وامتنع نهائيا عن الحديث إلينا بالرغم من إصرارنا بطريقة أو باخري لمعرفة السبب فكانت الإجابة أن مصالح الدرك لا تزال تحقق وهي التي بإمكانها أن تدلي للصحافة بمعلومات عن القضية ونشير هنا ان والد الطفل عماد الدين كان في حالة هستيريا وبدا جد متأثر بما جرى ورغم رفضه التكلم معنا كان ينسحب في كل مرة الى المنزل ثم يعود إلينا ليرفض الحديث مجددا أما عمّ عماد الدين الذي تحدثنا إليه استبعد فرضية اختطاف ابن شقيقه وقال أن الحادثة المأساوية قد تكون قضاء وقدر بحكم أن الضحية كان يلعب كثير ا بالقرب من المطمورة مؤكدا لنا أن أفراد العائلة بحثوا بداخلها في 48 ساعة الأولى لاختفاء عماد الدين ولم يعثروا على شيء، الأمر الذي جعلهم يوسعوا دائرة البحث إلى أماكن وقرى قريبة من المنزل وحتى بعده ولاية منها مستغانم . و قد تنقلنا إلى مقر الدرك الوطني بمرسى الحجاج مباشرة بعد مغادرتنا قرية الجفافلة لمعرفة جديد قضية الضحية عماد الدين إلا أن جواب المسؤول الأول كان بضرورة اللجوء إلى النيابة العامة بمحكمة أرزيو المخولة قانونا للإدلاء بأي تصريح أو إعطاء أي معلومة بخصوص مجريات التحقيق .