اختتم أمس بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم الملتقى الدولي الرابع حول " المرأة في الثورة الجزائرية من منظور أدبي " ، اللقاء الذي نظمه مخبر الدراسات اللغوية والأدبية في الجزائر وبالاشتراك مع وحدة البحث حول الثقافة ، الاتصال ، اللغات ، الآداب والفنون التابعة لمركز البحث في الانتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران عالج على مدار يومين كاملين عدة محاور رئيسية وهي " المرأة والمقاومة " ، " المرأة و الإستعمار الفرنسي " ، " حضور المرأة الجزائرية في الآداب " وأخيرا " حضور المرأة في التراث الشعبي الجزائري خلال الثورة التحريرية " ، وعليه فقد تطرق المتدخلون الذين مثلوا 17 جامعة جزائرية وجامعات عربية وأجنبية أخرى في محاضراتهم إلى معاناة المرأة الجزائرية خلال المرحلة الإستدمارية ، والتعذيب الذي تعرّضت له إلى جانب أخيها الرجل، فرغم كل ألوان العذاب ، الآلام ، التنكيل والتشريد وكذا القهر والظلم ، إلا أنّ هذا لم يمنعها من تأدية رسالتها الجهادية والحضارية ، فقد كانت فاعلا حضاريّا من حيث حفاظها على المقوّمات الاجتماعية والأخلاقيّة والإبداعيّة، لذلك حقّقت رسالة ساميّة في الوجود فتحقّق التّكامل بينها وبين الرّجل . كما سلط المشاركون الضوء في هذا اللقاء على إلى إبداع حواء .. حيث نجدها تارة شاعرة وتارة أخرى أديبة ومثقّفة مثل أترابها من نساء المشرق والمغرب العربيين ، كما كانت كذلك موضوعا أدبيّا وفكريّا في الكثير من إبداعات المفكّرين والأدباء والشّعراء الجزائريين وغير الجزائريين من عرب وأوروبيين ، و حظيت بمكانة إبداعيّة مرموقة في الشّعر ، المسرح والفنون حتّى أضحت ميزة فنيّة وجماليّة في الآداب العالميّة ، ناهيك عن مساهمتها في الثّورة التّحريريّة و مكانتها في الآداب والفنون العربيّة والعالميّة ، ومن بين الأساتذة والباحثين المشاركين نذكر الدكتور " محمد مرتاض " من جامعة مستغانم الذي قدم مداخلته تحت عنوان "تمثّلات المرأة في مجموعة زهور ونيسي " ، الدكتور " محمّد بشير بويجرة " من جامعة وهران الذي وقع مشاركته حول " التأنيث و الثورة ؛ غمر الشاعرية في قصيدة "إلى الذين تمردوا" ، الأستاذ الدكتور " وحيد بن بوعزيز "من جامعة الجزائر 2 الذي تدخل حول " الرد بالكتابة كشكل من المقاومة السّردية " ، أما الدّكتور " محمد حمودي " من جامعة مستغانم فطرح موضوعه المعنون ب " حضور النّضال الثوري النسوي في النصوص الأدبية في المقررات المدرسية الجزائرية " ، إضافة إلى مشاركات أخرى قدمها أساتذة عرب و أجانب على غرار " لطيف الشهرزوري " من العراق ، الدكتور " يعقوب حسن الديك " من فلسطين ، " الطيب ولد العروسي" من معهد العالم العربي من جامعة باريس ، " الطيب الطويلي " من تونس ، " ليمان حسن زيدان " من ليبيا وغيرهم من الأساتذة .