قيم محمد أمزيان برغل أستاذ بجامعة تيزي وزو واعلامي في إحدى القنوات الخاصة ظروف الأداء الإعلامي وعلاقتها بالموضوعية واحترام أخلاقيات المهنة في الملتقى الوطني الأول حول القنوات الفضائية الجزائرية بين تجليات الواقع ورهانات المستقبل الذي احتضنته المكتبة المركزية لجامعة الجيلالي اليابس لسيدي بلعباس على مدار يومين حيث انطلق في مداخلته من الانتقادات الموجهة للصحفيين العاملين بالقنوات الفضائية الجزائرية الخاصة بشأن الأداء الإعلامي على مستوى أخلاقيات المهنة والاحترافية والموضوعية باعتبارهم الممارسين المباشرين لهذه المهنة في ظل الانفتاح على المجال السمعي البصري لافتا النظر إلى أن هؤلاء المنتقدين أغفلوا جزئية مهمة جدا ذلك أن الإعلام المرئي لا يصنع في4 سنوات كون أن التجربة في بلادنا حديثة جدا والتقييم بهذا الشكل غير واقعي و يكون مجحفا واضعا مقارنة مع تجربة جيراننا الطويلة التي صارت تقدم إعلاما محترما مضيفا بالقول لقد انطلقت من الانتقادات لأبين بأن الصحفي لا يتحمل المسؤولية منفردا والظروف التي يشتغل فيها تساهم في إخراج مثل هذا المنتوج في بعض الأحيان ضف الى ذلك أنه لا يصل إلى جميع مصادر الخبر ما يؤثر طبعا على توازن الخبر فيما بعد بسبب إظهاره لطرف دون الأطراف الأخرى نظرا لامتناع بعض المسؤولين وغيرهم عن التصريح الصحفي .هذا والجميع يعتقد أن الموضوعية هي الحياد ووجوب نقل جميع وجهات النظر لكن هذا الفهم حسبه يتناقض مع الواقع في بعض الأحيان لأنه لا يمكن الحديث عن الموضوعية أمام المال الفاسد و..و.. وقد يجد الصحفي نفسه محاصرا من عديد الأطراف فصاحب الشركة يضغط والجهة المانحة للاشهار تضغط وكذلك المسؤول السياسي ما يؤثر بشكل واضح على الأداء الصحفي ثم هناك أمور تتعلق بالجانب المادي للصحفي .الان في 2015وفي الجزائر ثمة صحفيون يتقاضون أقل من 20000دج وبدون تأمين اجتماعي مقابل أجر يعادل7 أضعاف في الجارة المغرب( 1000أورو شهريا). فكيف نطالبه بالاحتراف وبالموضوعية على أكمل وجه ..هذا وخلص الإعلامي محمد أمزيان إلى أن المنتج النهائي الذي يمر عبر الشاشة من المفروض أن المسؤول عنه هو مدير هذه الشركة والواجب يقتضي أن تمر هذه المادة الإعلامية على أكثر من مستوى والمسؤولية يتقاسمها الجميع. أما الأستاذ بوسري طايشي من جامعة الشلف فقد تطرق إلى برنامج الترفيه السياسي بين النقد والتحريف الذي يمتلك شعبية كبيرة جدا لكونه يتناول الواقع السياسي والأداء المهني والأداء الحكومي بطريقة ساخرة تتلقى استحسان الجماهير وتحقق نجاحا لافتا لكن عند تحليل بعض النماذج الجزائرية ونماذج أخرى عربية نجدها قد استغلت الوضع السياسي الراهن من أجل الترويج لهذه البرامج فتحولت من الترفيه والنقد السياسي البناء المهذب إلى شخصنة الأمور والقذف والاستهزاء والتحريض العلني المباشر .