تعتبر ولاية عين تموشنت من ضمن الولايات الفلاحية بدرجة امتياز نظرا لشساعة مساحتها الفلاحية المحروثة والمقدرة هذه السنة بأكثر من 10 آلاف هكتار دون حساب المساحات غير المحروثة للمحاصيل الكبرى والمخصصة للزراعات الموسمية المنتشرة عبر بلديات الولاية منها الساحلية على وجه الخصوص إلا أن شح السماء خلال هذا الشهر والشهرين المنصرمين جعل الفلاحين في حيرة من أمرهم خاصة فلاحو سهل ملاتة بعين الأربعاء والذي تقدر نسبة الأراضي الفلاحية به 60 بالمائة من المساحة الإجمالية المحروثة ناهيك عن الصقيع الذي أحرق كل نبتة بأراضي تارقة والعامرية وعين الكيحل وحمام بوحجر والبلديات التي تتموقع بمحاذاة البحر كالمساعيد وبني صاف وسيدي بن عدة. وفي لقاء مع بعض فلاحي الولاية الذين التقينا بهم على مستوى الغرفة الفلاحية أبدى كل منهم قلقه مقترحين أن تكون هناك صلاة الاستسقاء في الآجال القليلة القادمة لإنجاح الموسم الفلاحي حيث أكد السيد ب حميد من أولاد بوجمعة التي تعتبر من البلديات الفلاحية أنه قام بحرث أرضه وهو في انتظار الغيث آملا أن تأتي الأيام القليلة القادمة بالخير من السماء ونفس الرأي تقريبا وجدناه عند الفلاحين الذين أشاروا بأيديهم أن لا حيلة مع هذا الوضع الذي كان يتكرر في السابق وبالتالي فإن فلاحتهم أصبحت على محك الخسارة إن لم تمطر أما السيد بن سالم وهو صاحب أرض فلاحية ببلدية تارقة بمحاذاة منطقة سيدي بن سالم فقد أكد أن الحشيش بدأ يظهر من تحت الأرض بحجم صغير وناقص ولا ينقص سوى الأمطار وبالنسبة للمحاصيل الفلاحية فقد أصبحت وريقات النبتة محروقة ذات لون بني عند الكثير من الفلاحين مما يهدد نجاح الفلاحة ولنا مثال على ذلك ببلديات ولهاصة المعروفة بغراستها للخضر والفواكه . ووجد موالو عين تموشنت صعوبة في اقتناء مادة العلف المخصصة لتغذية الأنعام بسبب ارتفاع أسعارها التي وصلت إلى 3 آلاف للقنطار ومادة النخالة ب ألفين و80 دج للقنطار مع العلم أن النعجة تأكل 2 كلغ من العلف كما أن الأرض الفلاحية المخصصة لرعي الغنم ارتفع سعرها إلى 10 آلاف للهكتار الواحد وهذا راجع إلى عدم سقوط الأمطار خلال هذا الشهر والتي أثرت مباشرة على الأسعار التي ارتفعت وقد سببت ظاهرة الجفاف في قيام العديد من الموالين ببيع مواشيهم بأسعار جد منخفضة وحسب آرائهم إن هذه الأسعار سرعان ما تتغير في حالة هطول القليل من الأمطار وفي حالة العكس تتدهور بسبب غلاء العلف كما أن الجفاف الذي بدأت بوادره تظهر أصبح يهدد صحة الماشية التي باتت تمرض عند الفلاحين الذين وجدوا عجزا ماديا في اقتناء الدواء الذي بدوره ارتفع سعره عند البياطرة