تعاني عدة أسر ببلدية الغزوات من خطر ظل يهدّد حياتها اليومية منذ أكثر من 38 سنة والمتمثل في مشكل مادة الأميونت التي تعشعش داخل منازلهم والتي هي عبارة عن سكنات مصنوعة من الخشب والحديد أو كما يطلق عليها إسم البرّاكات ويبلغ عدد العائلات التي تعيش تحت طائلة هذه المعاناة 172عائلة وتتوزع على أربعة أحياء، فبحيّ سيدي أعمر تتواجد 100عائلة، وبحي الورود بمدينة الغزوات يوجد 50 عائلة ، أما بحي المحطة 09 عائلات وبحي المنار 13عائلة. وهذه المساكن هي عبارة عن برّاكات مؤقتة تم الإستفادة منها في إطار تشييد مشروع مصنع الزنك سنة 1972، لكن لتفشي أزمة السكن الخانقة بالبلدية اضطر ساكنوها البقاء فيها إلى غاية اليوم، وكانت تابعة لمؤسسة »ميتانوف« حتى تحصل أصحابها على عقود ملكية، لكن هذه البرّاكات صارت مهتزئة ومتآكلة، والأكثر من هذا مكونة من مادة الأميونت الخطيرة على حصة الإنسان و مغطاة بالسفائح الإسمنتية، وأيضا على الجدران الخشبية يوجد صوف العزل المضرّ، وكل هذه الأشياء ساهمت بشكل كبير في الإصابة بالأمراض المزمنة، وهو ما حدث فعلا، فقد تم تسجيل وفاة عدة أشخاص من بين الساكنين على خلفية إصابتهم بمرض السرطان الناتج على مادة الأميونت، وفي هذا الصدّد تسلمت الجريدة ملفا كاملا يوضح ذلك، كما أن أغلب الساكنين مصابون بأمراض كالحساسية والرّبو وصعوبة التنفس مثلما أوضحه لنا السيد محمد بطوش الذي صرّح لنا أن زوجته وأحد أبنائه مصابون بالحساسية من الدرجة الأولى ومنذ مدة طويلة جدّا، وهو يقوم بمعالجتهم عند أحد الأخصائيين بوهران ولا يزال لحد الآن يزاول العلاج المنتظم الدائم بأدوية باهضة الثمن وكل هذا بسبب المسكن الذي يحتوي بدرجة كبيرة على الأميونت ، وهذا قليل من أسر كثيرة تعاني نفس المشكل وأكثر، وكانت إحدى اللجان من طرف الولاية قد حلت بالأحياء لمعاينة السكنات والوضع الخطير وقامت بتقرير مفصّل عن هذه الحالة السيّئة لكن بعدما لم يحدث أي شيء وطال الإنتظار أكثر لتتواصل معاناة أزيد من 1080 شخص وعليه يطالب هؤلاء من السلطات العليا التدخل لإنقاذ أرواحهم وصحتهم من الهلاك المحتوم وهو ما ولد إستياءا كبيرا لدى العائلات التي باتت تتخبّط في مقاومة الأخطار المحدقة بصحتهم والناجمة عن البرّاكات التي يبيتون فيها ولا ترحم أحدا كبيرا كان أو صغيرا.