يبدو أن ظاهرة نصب »البراريك« أو الخيم بوسط الشوارع والأزقة بوهران على غرار عدة ولايات بالوطن أضحت »موضة« فلا يخلو شارع ولا »خشّة« (بضم الخاء) بالمدينة لا سيما الأحياء الشعبية كالحمري والمقري والمدينة الجديدة والدرب من هذه »الشراميط« و»القصدير« الذي نصبته عائلات عديدة بحجة أن مبانيها الهشّة آيلة للسقوط بين الفينة والأخرى. وبات لزاما مغادرتها، تفاديا لأي كارثة خاصة مع تساقط الزخّات الأولى للمطر ونحن في فصله... وقد يكون الأمر عاديا هنا لكن ما هو بغير العادي رغم أننا بدأنا نألفه لأنه ليس بالجديد هو تسرب الإنتهازيين بين هذه العائلات المتضررة، منهم حتى من لا يقطن بالحي ولأن عند الشرعيين المغبونين »الميزيرية« وَحْدَة فلا داعي للوشاية بالغريب وقد يضطر مسؤولينا يوما ما إلى ضمهم جميعا في قائمة واحدة وترحيلهم نهائيا عند »التّزيار« وإلى حين حدوث هذا غضّ البصر عن هذه الخيم المثقوبة والبراريك المنصوبة والتي ينتظر نموها عند تساقط أمطار الشتاء، هو الحل الوحيد الذي يضمن راحة البال و»التسمار« بالمكاتب من جهة، وتجنّب أي فوضى هم في غنى عنها من جهة أخرى.