حيث ستنطلق العملية على شكل ثلاثة محاور تضم 23 حيا عبر كل من سيدي الهواري، شارع معطي الحبيب بوسط المدينة وكذا الشارع الرئيسي محمد خميستي والعربي بن مهيدي وشارع الأوراسي الذي تم اختيار فيه 120 عمارة بينه وبين الشارع الذي يعد قلب وهران النابض لما يحتويه من محلات تجارية وإدارات ويعتبر المنفذ الوحيد الرابط بين وسط المدينة والعديد من الأحياء الأخرى المتمثلة في شارع العربي بن مهيدي - أرزيو سابقا، حيث رصد للعملية كمرحلة أولية غلاف مالي يقدر ب 700 مليون دينار جزائري وستتكفل بالمشروع العديد من ورشات العمل ومقاولات كبيرة. وسيعتمد في العملية التجارب الأجنبية للمقاولات ومكاتب الدراسات التي قامت بعمليات ترميم البنايات القديمة لمدينة إسطنبول بتركيا وكذا مدن عديدة بسوريا ومصر. وأعلن مدير ديوان التسيير العقاري بوهران أن الحظيرة العقارية بالولاية هشة ومتدهورة في غياب الصيانة وعمليات الترميم وتتطلب برنامج عمل استعجالي لتدارك الوضعية التي أصبحت تنذر بالخطر بعدما تم إحصاء 1990 بناية هشة ومهددة بالانهيار بالعديد من أحياء بلدية وهران، خاصة العتيقة من أصل 54500 بناية قديمة. وفي هذا الصدد، عبرت العديد من العائلات المقيمة بالبنايات القديمة الآيلة للانهيار بحي الحمري العتيق بسيدي الهواري والمقري وغيرها من استيائها من سياسة الإهمال واللامبالاة للمسؤولية المحلية لبلدية وهران بخطورة الوضع الذي يعيشه السكان رفقة أولادهم، بعدما أصبحوا مهددين بالموت في أية لحظة، في ظل احتمال انهيار تلك البنايات الهشة فوق رؤوسهم، حيث أصبح الخوف والرعب يراودهم كل دقيقة يقضونها داخل تلك السكنات، التي أقرت بموجبهم عناصر الحماية المدنية بإخلائها من المقيمين فيها لشدة خطورتها على السكان بعد التشققات في الجدران والانهيارات الجزئية على مستوى الأسقف والعديد من الأماكن. وبالرغم من المراسلات العديدة التي وجهت من قبل سكان هاته البنايات، خاصة سكان حي "الدرب العتيق" الذي يعود تواجده إلى الفترة الإسبانية وذلك قصد ترحيلهم في سكنات لائقة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. ولا تعد البنايات المهترئة الشكل الوحيد لمدينة وهران التي ستتحول أيضا بتاريخ: 17 ديسمبر القادم إلى عاصمة لوزراء الطاقة الذين سيعقدون اجتماعهم بعاصمة الغرب، إنما هناك جملة من المشاكل، تتمثل أساسا في تدهور وضعية الطرقات وغياب الإنارة العمومية بالشوارع وكذا مشكل النفايات وتراكمها في كل مكان وملف البيانات الذي لم ينته، رغم الانطلاق فيه منذ سنوات، إلى جانب فوضى حركة النقل وانتشار المتشردين والمتسولين والمصابين بالأمراض العقلية في الشوارع يوميا، وهي كلها صور باتت تصنع ديكور وهران، التي ستكون وجهة وزراء الطاقة قريبا.