مسبح" ايسطو " خارج الخدمة "باسترانا" متوقف عن النشاط الى حين حلبة الثيران صرح رياضي و سياحي مهمل في الوقت الذي تسعى فيه السلطات المحلية لولاية وهران الى مسابقة الزمن لحل معضلة نقص المرافق الرياضية وإتمام جل الورشات و الإنجازات تحسبًا لاحتضان عاصمة الغرب الجزائري لمختلف التظاهرات الرياضية سواء المحلية منها أو الدولية على غرار البطولة الإفريقية لعام 2019 وكذا ألعاب البحر الأبيض المتوسط ل 2021، تتواجد بعض المنشآت والمرافق في طي النسيان بعدما تجاهلها الزمن و أصبحت من الماضي أو بالأحرى لم تعد واجهة لمختلف المنافسات الرياضية التي تنظم بوهران. فهذه المرافق غير المستعملة لم تعد تستهوي القائمين على الرياضة بوهران الذين حكموا عليها بالتهميش و النسيان لتصبح سوى ذاكرة تاريخية لأهم محطات رياضية احتضنتها عاصمة الغرب الجزائري، منشات كانت محطة لأبرز النجوم التي شرفت الرياضة الوطنية في مختلف المحافل الدولية وفي أحلك الظروف كانت فيها الجزائر و الجمهور الرياضي بحاجة إلى وسيلة للتعبير عن الوحدة الوطنية كما كان عليه الحال في سنوات التسعينات، فقد كانت هذه المرافق الرياضية المنسية حاليًا مسرحًا أيضًا لأبرز الأحداث الرياضية الوطنية ، فرغم غياب الاهتمام حاليًا من طرف المسئولين ، إلا انها تبقى صرحًا لذاكرة نجوم تركوا بصماتهم على المستويين المحلي و الدولي وبدايتهم كانت من أبسط منشأة لعاصمة الغرب الجزائري. من فينا لا يعرف ملعب "سابسو" السبع الهواري ...هذا الصرح الرياضي كان له الفضل في بروز خيرة لاعبي الكرة الصغيرة الجزائرية من مختلف القطب الوطني لثاني أكثر رياضة شعبية في جزائر وأكبرها انخراطا من حيث الممارسين، فوهران كانت قبلة في سنوات السبعينات و الثمانينات للكثير من المواهب في صورة بن جميل ، دراوسي، دوبالة، بن حراث، بسجراري، نجال، عازب، درواز والقائمة طويلة من خيرة ما انجبت كرة اليد الجزائرية، كلهم يتحسرون اليوم على ما الت إليه وضعية ملعب سبع الهواري الذي احتضن أبرز المباريات لقسم النخبة ، لقد كان ملعب "سابسو" مسرحًا للإثارة لمختلف مباريات القسم الأول و الأدوار التصفوية متقدمة في منافسة كأس الجزائر وسط حضور جماهيري كبير رغم قلة إستعابه بل أنه كان على الهواء الطلق، ليتحول إلى مقبرة لذكريات جميلة لا تزال محفورة في ذاكرة خيرة ما أنجبت الكرة الصغيرة ، و التي ساهم في صناعة أبطال دونوا اسمائهم ضمن رموز الرياضة في الجزائر بأبسط الوسائل البيداغوجية ، و لعل لسليم إلاس ما يتذكره عن مسبح "باسترانا" ، اين تعلم أبجديات السباحة في مسبح الإخوة ميسوم المدعو ب " باسترانا" الذي لم يكن يتوافق و المعايير الدولية لكنه كون بطلاً سطع نجمه في مختلف المحافل الدولية، مسبح يتواجد حاليا في حالة يرثى لها رغم وعود المسئولين المتكررة، ولعل أخر زيارة حظيت بها لهذه المنشأة كانت قبل أربع سنوات من طرف الوزير جيار . و قد غُلقت الأبواب عن مسبح الذي يتواجد في أحد أعرق الأحياء بوهران ألا و هو حي سيدي الهواري العتيد، ليصبح معزولا عن مختلف الاحداث، فحاله لا يختلف عن حال المسبح الأولمبي لجامعة إيسطو حديث النشأة قديم العتاد والتعداد، هذا الأخير و بالرغم من أنه لم يشهد على أبرز المحطات الوطنية إلا أنه يعيش هو الاخر عزلة بسبب قدم اجهزته التي قيل لنا انها تشكل خطرا على الممارسين. وما يمكن الإشارة إليه ان الوسائل البيداغوجية سواء الرياضية و حتى الثقافية كان يمكن استغلالها و تحويلها إلى قطب تاريخي أو على الأقل سياحي، أو الاستثمار فيها مرة أخرى ووضعها تحت خدمة المجتمع المدني، فملعب الثيران بحي الطورو يتوفر على مساحة شاسعة ومرافق كبيرة هو الاخر يتواجد في طي النسيان، ليبقى الإشكال مطروح لدى العام و الخاص، ما جدوى صرف الملايير على منشات أخرى في الوقت الذي توجد فيه مرافق بحاجة لإعادة تأهيل و تكلفة أقل بكثير من الملايير التي تصرف على مشاريع كلفت الخزينة العمومية أضعاف ما تحتاجه المرافق المنسية.