أثارت نتائج تحقيق عالمي حول أمد الحياة للمصابين بالسرطان، غضب المختصين الجزائريين، بعد أن تم تصنيف الجزائر في المرتبة الأخيرة من بين 31 دولة شملتها الدراسة. وحسب البعض منهم، فإن الدراسة تضمنت أرقاما مغلوطة عن نسبة الأمل في الحياة لمرضى السرطان، أكد البروفيسور بوزيد كمال، رئيس قسم الأورام السرطانية بمركز بيار وماري كوري لمعالجة السرطان بالجزائر العاصمة، أن النتائج التي تم الإعلان عنها مؤخرا ضمن المجلة البريطانية ''ذي لانسيت أنكولوجي'' والخاصة بالتحقيق الذي تناول بالدراسة وضعية مرضى السرطان عبر 31 دولة، تمثل الجزائر فيها البلد الإفريقي الوحيد المعني بالدراسة، أكد أنها نتائج لا تعكس الواقع الصحي لمرضى السرطان في الجزائر، وأنها لا تمثل سوى وضعية مرضى ولاية سطيف الذين كانوا محل دراسة. وأضاف أن العيّنة التي مثلها مرضى ولاية سطيف البالغ عددهم 300 مريض، تمثل مريضا واحدا على 100 من مجموع المصابين بداء السرطان. وبالتالي، فمن غير الممكن تعميم نتائج التحقيق على كل المرضى. وتجدر الإشارة أن التحقيق الذي نشرت نتائجه مؤخرا، بادر به أحد المعاهد المتخصصة في الصحة بإنجلترا وذلك عام 1990 ليكتمل إنجازه سنة .1999 علما أنه تناول عيّنة مكونة من 9 ,1 مليون شخص من 31 دولة على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا، أستراليا، اليابان، البرازيل إلى جانب أكثر من 20 دولة أوروبية، وتعتبر الجزائر الدولة الوحيدة الممثلة للقارة الإفريقية. لتؤكد بالتالي نتائج هذا التحقيق أن أدنى نسب العيش لأكثر من 5 سنوات في حياة مريض السرطان بعد اكتشاف إصابته سجلت بالجزائر التي جاءت في ذيل الترتيب.. فمثلا أكدت النتائج أن نسبة الأمل في الحياة خلال ال 05 سنوات التي تلي الإصابة بداء سرطان القولون، الذي يعتبر ثاني سرطان عند الرجل بالجزائر، تقدر ب 4 ،11 بالمائة من مجموع المرضى، أو ما يمثله مريض على 10 يتمتعون بالحياة بعد الخمس سنوات التي تلي الإصابة. وهي أضعف نسبة سجلت ضمن نتائج التحقيق. علما أن ذات النسبة بلغت في فرنسا 5 ،,61 بالمائة. غير أن البروفيسور بوزيد فنّد تلك المعلومات، مؤكدا أن إحصائيات مركز ''بيار وماري كوري'' تؤكد تماثل مريض من 3 للشفاء في الخمس سنوات التي تلي الإصابة، إلى جانب معدل مريض على اثنين فيما يخص سرطان الثدي. في حين سجلت في نتائج التحقيق معدل مريضين على ثلاثة في العشر سنوات التي تلي الإصابة أو ما تمثله نسبة الحياة 8،38 بالمائة، مقابل 8 ،,79 بالمائة بفرنسا. ويبقى أن نشير أن معدلات الحياة تعكس واقع كل بلد شمله التحقيق، انطلاقا من الاختلاف في تشخيص الداء الذي يتم مبكرا في دول مثل أمريكا وكندا، ويأتي متأخرا عند عديد الدول الأخرى مثل الجزائر، إلى جانب الاختلاف في الحق في العلاج لمرضى السرطان. وفي هذا المجال، يتساءل الممارسون في علاج داء السرطان كيف بالإمكان التحدث عن معدل مرتفع للأمل في الحياة لمرضى السرطان بالجزائر، وقد قدر ذات المعدل بحوالي 200 دولار أمريكي في السنة للشخص الواحد، في حين تتجاوز ذات النفقات ال 5000 دولار أمريكي سنويا للشخص الواحد بالولاياتالمتحدةالأمريكية؟ سرطان الثدي بالجزائر تضاعف ب5 مرات في أقل من عشرين سنة وقدكشف الدكتور كمال بوزيد، من مصلحة السرطان بيار وماري كيري، بأن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر تضاعفت ب5 مرات في أقل من عشرين سنة، مما جعل هذا المرض الأول في قائمة السرطانات في البلاد بإحصاء 7 آلاف حالة جديدة سنويا ضمن 35 ألف حالة جديدة تخص كافة الأمراض. ويتسبب هذا المرض الذي غالبا ما يفتك بالأمهات في وفاة 3500 شخص سنويا. وقد أضاف المتحدث، أن هناك حقائق تميز هذا المرض في الجزائر، حيث أن معدل سن التشخيص هو 45 سنة، مشيرا إلى أن ثلثي النساء اللواتي يقصدن الطبيب للتشخيص مصابات بالمرض وأن خمسهن يجدن أنفسهن في مرحلة جد متقدمة من المرض وأن الثلثين يجدن أنفسهن مصابات بأورام يقدر متوسط حجمها ب40 مليمترا.كما تأسف الدكتور لوجود 80 بالمئة من النساء المريضات يحتجن للتدخل الجراحي الاستئصالي ولا يكتشفن ذلك إلا عند التشخيص، في حين لا يوجد سوى 10 بالمئة ممن تكتفين بالعلاج بالأدوية. ودعا الدكتور بوزيد النساء إلى التشخيص المبكر وزيارة الطبيب فور الشعور بأعراض غريبة، سعيا للتقليل من نسبة انتشار المرض.