المكاتب الجوارية تتحوّل إلى مواقع للشكوى والتذمّر عبر 26 بلدية يعاني زبائن بريد الجزائر في مختلف احياء ولاية وهران وضواحيها ،من عودة اشكال نقص السيولة في المراكز البريدية هذه الايام ،كما كان الحال في السابق رغم التحسن الملحوظ في الخدمة خلال السنتين المنصرمتين بالمقارنة مع ما كان سائدا في السنوات التي سبقتهما ، وعادت الطوابير الطويلة للمتقاعدين والموظفين امام المركز البريدية الرئيسية في وسط المدينة التي اصبحت تعاني ضغطا رهيبا بعد ان تم اغلاق القباضة الرئيسية التي استغرقت اشغال اعادة ترميمها 3 سنوات ورغم ذلك لايزال هذا المركز الشهير مغلقا في وجه الزبائن الذين تاه معظمهم بين مركزي سان شال والمدينة الجديدة ،ومركز المجاهد في ميرامار بقلب المدينة الذي لم يعد يستوعب الاعداد المتزايدة من الزبائن الذين يقصدونه كبديل للقباضة الرئيسية التي لايبدو ان اشغال تريميها ستنتهي ،ويظهر من خلال الطوابير الكبيرة التي تتشكل يوميا تقريبا امام هذه المراكز الرئيسية ان استراتيجية القطاع بتقريب هذه المرافق من المواطن وتشييد العديد من المراكز البريدية الجوارية في الضواحي قد باءت بالفشل ، بدليل تواصل تدفق زبائن من بلديات اخرى غير بلدية وهران على المراكز المتواجدة بوسط المدينة بعد ان اصبحت "البوسطات" الصغيرة التي انجزت في احيائهم مجرد ديكور ،بفعل انعدام السيولة ونقص التاطير والتاخر الكبير المسجل في الافراج عن دفاتر الصكوك التي يعاني الذين يطلبونها لاشهر عديدة ،ناهيك عنىضيق مساحتها وتكرر تعطل نظام الاعلام الالي وتذبذب الربط بشبكة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ..... مراكز بريد بموظف وحيد طول العام بقرى وهران وعلى سبيل المثال لا الحصر يعتبر مركز البريد الجواري بحي بوعمامة (الحاسي ) التابع لبلدية وهران احد ابرز الامثلة عن ما يعانيه سكان هذا التجمع السكني الذي وان تم التكفل بانشغالاته المتعلقة بالتهيئة الحضرية والربط بالشبكات القاعدية افضل مما سبق الا ان حال قطاع البريد في هذا الحي يرثى لها ، فلا سيولة الا للمتقاعدين الذين يتقاضون 8000 دينار شهريا ، ولا منظومة بريد تصل في وقتها المحدد ، وعن دفاتر الصكوك البريدية فحدث ولا حرج فقد تحصل عليها بعد عام من طلبها ،بينما يصفر وجه الموظف الوحيد بهذا المركز البريدي الواقع في حي القرية الذي فاق سن التقاعد بسنوات بعد ان يقصده المعاقين والمتقاعدين والمعوزين الذين سئموا من انعدام السيولة المزمن بهذا المركز الذي اكد مسيره ان الاموال لا تاتيه الا نادرا وبمبالغ لا تكفي لسد احتياجات 200 نسمة فقط ، في حين كشف ان اشكال دفاتر الصكوك البريدية التي تتاخر عن الصدور ،خارجة عن نطاق مسؤوليته حيث يقوم بما عليه من ارسال الطلبات الى المركز الوطني للصكوك البريدية وينتظر مثلما ينتظر الناس وصولها ليسلمها لاصحابها ، بينما يعاني المركز من تاخر وصول سعاة البريد ايضا ، كما يعاني سكان حي النجمة "شطيبو" الامرين مع مشكل انعدام السيولة بالمركز الوحيد في الحي مما يجعلهم يتنقلون الى مراكز اخرى في بلدية الكرمة وسيدي الشحمي ،في الوقت الذي يعاني المركز المتواجد بالحي من ضيق المساحة ،كما جعل السكان احدى واجهاته مكبا للنفايات المنزلية ، ويقول سكان المنطقة ان مشروع المركز الجديد الذي انقضت به الاشغال منذ سنوات لا يعرفون مصيره ،حيث انجز وتم استكمال البناء ،لكن افتتاحه طال لاسباب مجهولة ، وتتعدد الامثلة بمجمع وهران الحضري -سكان ميلينيوم والصباح يضطرون للتنقل إلى وسط المدينة لسحب أموالهم يعاني ايضا رواد مركز بريد ميلينيوم 2 والصباح من نفس الاشكال ،اين تنعدم السيولة المالية على مدار العام وان توفرت فقد تستجيب لاقل من 200 نسمة وقد يتحجج عمال مركز الصباح بعدم توفر السيولة لمغادرة مكاتبهم فيضطر السكان للعودة أدراجهم والتنقل إلى مركز العربي بن مهيدي أو سان شارل لسحب أموالهم بعد ساعات من الانتظار، وكلما ابتعدنا عن مجمع وهران الحضري كلما اصبحت هذه المراكز مجرد ديكور ، وابرز مثال على المراكز الجوارية للبريد التي لا تقدم خدمة في مستوى تطلعات الزبائن ولا تتماشى مع لاسياسة تقريب المرافق الضوروية من السكان ،يعد مركز بريد مرسى الحجاج 2 الواقع في حي 1000 مسكن او ما يعرف بحي الاوبيجي من بين هذه المراكز الميتة اكلينيكيا ، حيث تصل السيولة المالية مرة واحدة في الاسبوع ، وعند وصولها تستنزف في ساعة او ساعتان على اقصى تقدير لتعود "البوسطة " الى سباتها العميق ،في حين يستغرق دفتر الصكوك البريدية المودع في هذا المركز عاما ليصل الى صاحبه ،الامر الذي يفسر لجوء الناس الى صكوك النجدة التي اصبحت المراكز البريدية في وسط المدينة ترفضها ايضا ولم يبق للذين يعانون من هذا الاشكال وهم بالالف الا مركز سان شال الذي "بادر " بقبول هذه الصكوك المؤقتة التي لاتزال تباع ب20 دينار في المكتبات ،وعلى شاكلة هذا المركز البريدي الريفي ، فقد هلل وابتهج سكان حي زبانة ببلدية مسرغين عندما استفاد حيهم من مركز بريد كان "مخفيا" في احدى زوايا الحي وكان السكان يعيشون اياما سعيدة كل نهاية شهر عندما يقصدونه ويجدون سيولة متوفرة وخدمات في المستوى ،قبل ان يكتشفه مؤخرا سكان الاحياء الاخرى ،واصبح بعدها كغيره من المراكز بعد اقل من عامين على افتتاحه ،وباتت السيولة فيه من الماضي وان وجدت ففي اوقات لا يمكن التنبؤ بها ، في حين يعاني مركز البريد العتيق الواقع وسط بلدية مسرغين من ضغط كبير خصوصا ايام ضخ المعاشات والرواتب ،وحتى مركز بريد حي رابح (الدوار) الواقع في اعالي بلدية مسرغين اصبح بدوره من المراكز التي تغط في سبات عميق ،ويعاني زبائنه ما يعانيه نظراؤهم في المراكز البريدية الريفية ،كما يسجل نفس الاشكال في كل من مركز البريد المتواجد ببلدية عين الكرمة التابعة لبوتليليس ، في حين لا تقدم المراكز الجوارية المنجزة بكل من سيدي بختى وعين تاسة والراس الابيض سوى خدمات لبعض المتقاعدين بسبب افتقار هذه المراكز للسيولة المالية الامر الذي يجعل سكان هذه التجمعات السكنية الريفية يتوجهون الى وسط دائرة بوتليليس ،وفي بلديات الكورنيش الوهراني ايضا يعاني السكان من نفس الاشكال ، وكعينة على المراكز البريدية الجوارية التي تحولت الى ديكور ،يعد مركز بريد حي فلاوسن او ما يعرف بالقرية والتابع لبلدية بوسفر من بين المراكز التي لم تعد تنفع الناس ، حالها كحال مركز اخر ببوزفيل في ضواحي بلدية عين الترك ،حيث لا سيولة مالية ولا صكوك بريدية ، وحتى اوقات الافتتاح والغلق قد تتغير صيفا وشتاء ففي الصيف فتغلق ابواب المركز على الساعة الرابعة بشهادة السكان في اغلب هذه المناطق الريفية وشبه الحضرية ،ويتحجج الموظفون بعدم وجود الزبائن في هذه الفترة بينما ،في اوقات الشتاء تفتح المراكز لكنها لا تقدم اي خدمة تقريبا سوى لبعض العجائزالمتقاعدين الذين يتقاضون معاشات ضئيلة ،ويعاني الطلبة الجامعيون والموظفون الجدد من مشكل التاخر الكبير في وصول دفاتر الصكوك التي طلبوها من هذه المراكز ،وتجدهم في مناوشات يومية مع الموظفين الذين يوجهونهم الى مركز السانيا المسؤول عن ارسال الطلبات الى المركز الرئيسى في العاصمة ،وهكذا حتى يجد الطلبة والعمال انفسهم يتقاضون اجورهم ومنحهم عن طريق صكوك الانقاذ ان افلحوا في الظفر بواحدة منها بعد ىان اصبحت نادرة بينما ترفضها مراكز البريد الاخرى ،في الوقت الذي لا تتمتع هذه المراكز المذكورة بالموزعات الالية الخارجية للاوراق النقدية ،وحتى التي تتوفر بمراكز وسط المدينة فقد ساهم تعطلها المتكرر في نفور الناس منها والتوجه للشبابيك الداخلية . رؤوف .ب