ظل بمثابة مفرغة عمومية طيلة 12 عاما بسيدي البشير بعد أزيد من 12 عاما، حيث كان يستغل المركز البريدي بحي سيدي البشير التابع إداريا لدائرة بئر الجير شرق ولاية وهران كمفرغة عمومية ترمى بها نفايات سكان الحي المذكور على اختلاف أنواعها وتحرق، بالإضافة إلى ذلك ما تسبب في تآكل سلالم المركز البريدي واهتراء المركز الذي صرفت عليه البلدية الملايير ليتحول في نهاية المطاف إلى كارثة حقيقية، وهو ما جعلها تعيد النظر وبعد أن أسال هذا المركز الكثير من الحبر حوله طيلة أزيد من 12 عاما حتى قامت البلدية بإعادة تهيئته وتحويله إلى مركز بريدي، حيث من المزمع أن يدخل الخدمة ابتداءا من هذا الأسبوع في الوقت الذي سيتعرض المركز القديم المتواجد بحي بن داود 2 إلى أشغال توسعة وإعادة تهيئة، خاصة وأنه لم يكن يتسع لمتطلبات أزيد من 70 ألف نسمة.يأتي هذا في الوقت الذي تبقى تسجل ولاية وهران عجزا في المراكز البريدية بمعدل 12 مركزا بريديا، حيث كان الوزير بن حمادي أكد خلال زيارته الأخيرة لوهران مع بداية 2012 بأنه من المفترض أن يكون لكل 2000 ساكن مركز بريدي، إلا أن الواقع يبقى عكس ذلك تماما فبلديات تضم ما يزيد عن 70 ألف نسمة تضم مركزا واحدا ووحيدا، لكنه يشتغل يوما ليكون خارج الخدمة على مدار الأسبوع، وهو الأمر الذي يثير سخط المواطنين ويجعلهم يتنقلون إلى مراكز البريد المتواجدة بوسط المدينة أين تكون الكارثة أكبر، خاصة مع غلق البريد المركزي، حيث يحدث الضغط بصفة خاصة على مركز بريد ميرامار وحي سان شارل حيث تعاني حاليا من ضغط رهيب بلغ حدّ الاعتداء على عمال البريد بسبب سحب المواطنين لأموالهم، مع التأكيد أن هناك عديد الأحياء الجديد ة التي تم استحداثها، لكن بالمقابل لا تتوفر بالمرة على مراكز بريد، ما جعل مواطنيها يعانون الويلات، وهو ما جعل المسؤول التنفيذي يصر على ضرورة إلحاق كل الأحياء والمجمعات السكنية الحديثة النشأة وقبل تسليمها بمختلف الضروريات بما فيها مراكز البريد في الوقت الذي كان وزير الداخلية دحو ولد قابلية قد أمر الولاة خلال الإجتماع الجهوي مع ولاة الغرب الذي احتضنته وهران العام الماضي، بضرورة تخصيص المحلات التي تنجز بالعمارات كملحقات عمومية لمراكز البريد وملحقات سونلغاز وملحقات البلديات لتقريب الخدمة من المواطنين وتوسيع شبكات المؤسسات العمومية في نفس الوقت، وخلق مناصب شغل لشباب هاته الأحياء. وعن مشكل السيولة، فحدث ولا حرج في مكاتب البريد بولاية وهران التي باتت تعرف ازدحاما رهيبا، حيث يكون الضغط بصفة خاصة مع بداية الأسبوع ونهاية كل شهر ومع ضخ أجور المتقاعدين. والغريب في الأمر، أن هناك مراكز بريدية تسجل عجزا في السيولة على مدار الأسبوع، خاصة بالمناطق النائية والبلديات، كما هو حال سيدي الشحمي، سيدي البشير، بلقايد وبطيوة على سبيل المثال، ما جعل المواطنين بها يعلقون على الأمر: لماذا تفتح هاته المراكز يوميا مادام أنها غير متوفرة على السيولة التي تكون بيوم واحد فقط وفي باقي أيام الأسبوع منعدمة تماما؟ يأتي هذا في الوقت الذي الذي تعمل مؤسسة بريد الجزائر على اتخاذ مختلف التدابير اللازمة، سيما بالمناسبات بما فيها مضاعفة السيولة المقدمة لمراكز البريد إلى الضعف، حيث غالبا ما تصل 1 مليار لمجابهة الأزمة، مع الإشارة إلى أن ولاية وهران تدعم في الكثير من الأحيان مراكز البريد المتواجدة بالجهة الغربية من الوطن على غرار معسكر، سيدي بلعباس، عين تموشنت، تلمسان، سعيدة وغيرها، مع الإشارة إلى أن رفع السيولة يهدف بالدرجة الأولى إلى ضمان خدمة عمومية مقبولة، خاصة بالمناسبات وعطلة نهاية الأسبوع كما ذكرنا آنفا، وهي فترة تسجّل فيها مؤسسات البريد عبر التراب الوطني توافدا استثنائيا للمواطنين، وتتمثّل هذه الإجراءات في تحسين الشروط التقنية للنظام من أجل تقليص آجال تنفيذ العمليات والتوفّر الإجمالي والكلي للسيولة وفتح شبابيك إضافية وتوسيع ساعات فتح مؤسسات البريد، وهو ما سجل استثنائيا عقب مباشرة عمال البريد لعملهم بعد الإضراب الذي شلوا من خلاله مراكز البريد لأزيد من أسبوعين ما أحدث توترا كبيرا لدى المواطنين وخسارة لدى المؤسسة.