تعرف مختلف مراكز البريد عبر الوطن، طوابير طويلة، خلال هته الأيام ، أين اصطف الآلاف من المواطنين من مختلف الفئات، لسحب رواتبهم قبل أيام من دخول شهر رمضان، حيث شهدت شجارات وتوترات خلقت ضغطا كبيرا على مستوى الشبابيك وآلات السحب الإلكترونية، جراء خوفهم من نقص السيولة التي مسّت سابقا مؤسسات البريد. وعلى سبيل المثال يشهد مركز بريد بلدية واد السمار هو الآخر اكتظاظا خانقا خلال هته الأيام التي لم تعد تفصلنا عن الشهر الكريم حيث أضحى يشكل هاجسا حقيقيا لدى المواطنين المتوافدين عليه ، فهو لم يعد يستطيع يلبي طلبات المواطنين على غرار البلديات المجاورة . هذه الوضعية أثارت عدة شكاوي أدلى بها المواطنين ل "المسار العربي" ، منها التباطؤ في عملية سحب الأجور، حيث يستمر طابور العمال من الثامنة إلى غاية الخامسة مساء. وقد يبقى بعض المواطنين أيّاما دون أن يسحبوا أموالهم، ضف الى النقص في السيولة النقدية مع التعطلات المتكررة لأجهزة الإعلام الآلي كما عبر المواطنون عن مدى استيائهم الشديد من وضعية المركز الذي لايستطيع أن يستوعب الكم الهائل من الوافدين بسبب ضيق مساحته وتوفره على حاسوب واحد لسحب الأموال ،واعتباره المركز الوحيد الذي يتوجه إليه سكان واد السمار وبعض البلديات والأحياء المجاورة كما ان الشكاوي التي قدمها المواطنون جراء الاكتظاظ الأمر الذي يخلق الشجار بين المتوافدين وأحيانا بين العمال والمواطنين ، كما أكد احد العمال بالمركز أن الاكتظاظ يبلغ ذروته منتصف الشهر حين يتقاضى المتقاعدون والعمال رواتبهم، ما يدفع بالأشخاص الى الانتظار والوقوف لساعات طويلة قصد الاستعلام عن الرصيد أو سحب المال هذا ما يؤدي بالمواطنين الى التنقل الى مكاتب البريد المجاورة كالحراش وباب الزوار من اجل تفادي كل تلك المشاكل . من جهة أخرى، اشتكى بعض الزبائن من تأخر وصول دفاتر الصكوك البريدية التي يطول انتظارها مما جعلهم يستغيثون بصكوك النجدة كحلا استثنائيا. وبالرغم من المجهودات التي يبذلها المسؤولون والعاملون من اجل راحة الزبائن الذين يقصدونهم بكثرة باعتماد نظام التناوب إلا أن هذه الوضعية تتطلب حسب بعض الموظفين تدعيم المركز بأجهزة الإعلام الآلي وزيادة عدد العمال وذلك قصد تخفيف العبء عن الموظفين الذين يعانون الضغط والمواطن الذي يقضي ساعات طويلة لسحب أمواله.