شهدت أسعار الأبقار سيما الحلوب منها عبر الأسواق الأسبوعية للماشية بولاية النعامة ، مؤخرا، انخفاضا محسوسا في الأسعار مقارنة بالأشهر القليلة الماضية. غير أن الغريب في الأمر أن هذا الانخفاض في أسعار الأبقار لم يقابله أي انخفاض في أسعار لحوم الأبقار لدى الجزارين حيث باتت تتراوح مابين 850د.ج و 1000د.ج للكلغ الواحد وقد ارجع العارفون بخبايا القطاع الرعوي هذا التراجع إلى الجفاف والقحط وما يقابله من ارتفاع.في سعر الكلأ من الأعلاف الجافة والتبن والقرط، حيث ، وصل سعر العلف المركز الخاص بالأبقار الحلوب إلى 5000 دج.وفي ظل اعتماد مربي الأبقار بالنعامة على الأعلاف المركزة مع غياب تام للأعلاف الخضراء سعيا منهم للرفع من القدرات الإنتاجية للأبقار في مادة الحليب وأمام هذا الارتفاع الحاد في أسعار الأعلاف وتراجع في أسعار الأبقار أقدم العديد من المربين على التخلي عن هذه التربية بعد تراجع كميات الحليب وعدم إقبال المستهلكين على هذه المادة مقارنة مع فصلي الصيف والربيع ...هذا وقد انتشرت مؤخرا في ولاية النعامة عملية ذبح الأبقار لانخفاض أسعارها ما أضحى يهدد شعبة الأبقار الحلوب فيما تعرضت حسب مصادرنا الأبقار الحلوب الممنوحة مؤخرا من قبل مديرية الفلاحة لفائدة الموالين الصغار والمقدرة بأزيد من 140 رأس للبيع وبأسعار بخسة حيث اضطر هؤلاء الصغار من المربين إلى بيعها في الأسواق بسبب الارتفاع «الفاحش» في أسعار تغذية الأنعام، رغم إمضائهم على عقود تمنع البيع وتبعات ما ينجر عن ذلك لكن الحاجة وعدم قدرتهم على مجابهة الارتفاع المذكور جعلتهم يقدمون على الامر دونما تردد وفي الصدد ذاته ناشد كبار مربي الابقار الحلوب بالنعامة الوزارة الوصية بالتدخل العاجل و مطالبتها بتسقيف أسعار النخالة في حدود 1500 دينار، و الزيادة في سعر الحليب لتحقيق هامش ربح بما يتيح حماية دائمة لشعبة تربية الأبقار الحلوب التي تشهد منحى تنازلي ينذر بالخطر وفي سياق ذي صلة فان تفضيل ذبح الأبقار الحلوب بالنعامة و خاصة البقرات الصغيرات « وكريفات » فرضه حسب الحاج الملياني مباركي احد كبار موالي المشرية ، واقع ورهان انخفاض أسعار الأبقار الصغيرة المعروفة باسم «الوكريفة « و البقرة الحلوب مقارنة برؤوس المواشي و العجول، و اعتبارات أخرى حتمت على أغلب الموالين و الفلاحين التوجه إلى بيع قطعان الأبقار بسبب الزيادات الكبيرة في أسعار حزم التبن و الكلأ و الأعلاف إلى درجة عجز الموال فيها عن التوفيق بين المصاريف المترتبة عن شراء تغذية الأنعام و مداخيله المتمثلة في عائدات بيع العجول و مادة الحليب، قبل توجههم مؤخرا إلى إضافة الأبقار الحلوب لقائمة المبيعات.وكان يفترض ان يتم الاحتفاظ بالأبقار الولودة لمضاعفة الثروة الحيوانية ومن جهة ثانية أشار أحد مربي الأبقار الحلوب أن مداخيلهم تناقصت إلى مستويات كبيرة بفعل تزايد تكلفة التغذية مشيرا بأن الحصول على لتر واحد من الحليب أصبح يكلف الفلاح و المربي حوالي 90 دينارا، إذا ما تم احتساب تكلفة تغذية البقرة الواحدة في اليوم و المقارنة بين تكلفة التغذية و مردود الحليب في اليوم الواحد، في حين يبيع الموال حاليا اللتر الواحد من الحليب بحوالي 43 دينار، باحتساب السعر المحدد للدعم من طرف الدولة و المقدر ب 12 دينارا.