لم يخف بن تازي عبد الحفيظ الأمين العام للرابطة الولائية للرياضة المدرسية عموما، بسبب التدهور الكبير في النتائج المسجلة على مستوى المحافل الدولية في الوقت الذي كانت فيه هذه الرياضة في الماضي القريب منبعا للأبطال، وخزانا لا يستهان به من الممارسين لتنقلب الأمور رأسا على عقب، وتتحول الرياضة المدرسية إلى رحم عقيمة أضحت عاجزة على إنجاب خبرة الرياضية وتموين المنتخبات بالمواهب الشابة، بن تازي الذي يعد أحد الفاعلين في هذا المجال شخص "للجمهورية" واقع الرياضة المدرسية بوهران مبرزا في ذات الوقت الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تردي الوضع، رغم المجهودات الكبيرة المبذولة من أجل النهوض بالرياضة على مستوى المؤسسات التربوية. في البداية كيف ترى واقع الرياضة المدرسية على وجه الخصوص بوهران؟ -ما ألت إليه الرياضة بصفة عامة من تدهور النتائج ومحدودية المشاركة في المنافسات القارية والدولية، يتحتم علينا طرح سؤال آخر يتعلق بما وصلنا إليه من مستوى لا يشرف الرياضة الجزائرية، مقارنة بالسنوات الماضية أين كانت الرياضة المدرسية في أوج عطاءاتها بإعتبارها الأرض الخصبة والمثمرة التي تطرح خيراتها وينتفع بها المجتمع، ففي الماضي القريب كانت الرياضة المدرسية منبعا للأبطال ومشتلة لإعداد النشء لكن الأمور حاليا تغيرت بتغيير المنظومة التربوية ففي السابق كان الأستاذ أو المربي له الحيز الكبير من الوقت للقيام بالنشاط الرياضي خلال الساعات التي كانت تخصص لإنتقاء المواهب الشابة خارج إطار العمل اليومي المدرج في رزنامة مختلف الوحدات التعليمية، بينما حاليا الوضع مختلف حيث أصبح الأستاذ في التربية البدنية والرياضية مضطرا للتخلي على النشاط بسبب كثافة البرنامج الدراسي وضيق الوقت، زيادة على إرتفاع حجم الحصص التعليمية إذ أصبح المربي ملزما على تنشيط ما يفوق 10أقسام ساعتين في كل قسم وهو ما لا يكفيه لتخصيص 4 ساعات الخاصة بالنشاط الرياضي وانتقاء المواهب. هل تعتقد أن المشكل الرئيسي في تخلي المربيين عن النشاط الرياضي المخصص أسبوعيا لتلاميذ المدارس يرجع بالدرجة الأولى إلى نقص المناصب المالية، أم كثافة الحجم الساعتي للمعلمين؟ - هذا الصحيح، فإن المشكل الرئيسي المتسبب في حرمان التلاميذ من مزارلة نشاطاتهم الرياضية بالقدر الكافي وحتى بالقدر الذين يسمح للمعلمين بصقل مواهبهم يرجع بالدرجة الأولى إلى عدم ملائمة الحجم الساعي الدراسي. للحصص المخصصة للتربية البدنية والرياضية حيث أن التغيرات التي طرأت على المنظومة التربوية وارتفاع عدد المواد الدراسية وكذا فتح العديد من المؤسسات التربوية. والوحدات التعليمية قابله عجز كبير في المختصين في المجال الرياضي كالتقنيين السامين في الرياضة المدمجين في المدارس التعليمية إذ بولاية وهران تتواجد أكثر من 200 مؤسسة تربوية مقسمة ما بين متوسطات وثانويات منها 150 إكمالية يشرف على تأطير رياضيها حوالي 270 أستاذ بالرغم من أن إحتياجات كل مؤسسة تربوية لا تقل عن 3 أساتذة مختصين في التربية البدنية والرياضة مما يعني أنه من الضروري فتح مناصب مالية لتغطية هذا العجز وتمكين التلاميذ من ممارستهم للرياضية في الأوقات المخصصة لتحضير البدني والنفسي. هل تعتقد أن تخصيص مساء كل يوم الثلاثاء في بعض المؤسسات التربوية لإجراء الدروس الإستدراكية ساهم في حرمان المتمدرسين من الممارسة؟ - ما أتأسف له حقيقة هو أن مساء كل يوم ثلاثاء الذي من المفروض أن يخصص فيه نصف يوم راحة يخول للتلميذ ممارسة النشاط الرياضي والترفيه عن النفس استغلته للأسف بعض المؤسسات التربوية في التدريس (الإستدراكي) وهو ما قلص من فرص تعزيز الممارسة الرياضية وكذا عدم تمكين كما قلت (سابقا) الأستاذ من الإستفادة من ساعات النشاط التي كانت متداولة في السابق . تغيير نهاية عطلة الأسبوع هل كان له ضلع في التأثير سلبا على المحصلات الرياضية بالمدارس؟ - ما هو أكيد أن تقليص الحجم الساعي المخصص لممارسة الرياضية بالمدارس والمتوسطات والثانويات قلص من فرصة تكوين الرياضيين وصقل المواهب الشابة بدليل أن النتائج المسجلة في المناسبات الدولية والقارية أضحت هزيلة ومحتشمة ولم تعد الرياضة المدرسية تنجب الأبطال والبطلات لتدعيم المنتخبات، ولا حتى تشريف الألوان الوطنية في التظاهرات المدرسية الكبرى. أين وصل مشروع (النادي الرياضي) الذي تتبناه هيئتكم؟ - حاليا مشروع (النادي الرياضي) أسفر على تكوين 26 فريقا في مختلف الرياضيات حيث أخذ مسؤولي الرابطة المدرسية بعين الإعتبار المناطق حسب الإختصاصات التي يتألق فيها رياضيها، ويعد مشروع (النادي الرياضي) الخاص بإنشاء المدارس بالأحياء هو عملية تمهيدية لما أضحى يسمى حاليا بمشروع أقسام رياضية دراسته لأن مسؤولي الرابطة الوهرانية للرياضة المدرسية كانوا السابقين في تنفيذ هذه العملية والتي تعد نموذجية لم يسبق لأي هيئة مدرسية وأن تتبنها من ذي قبل، ضف إلى ذلك فإن »الرابطة الوهرانية للرياضة المدرسية« تصنف في صدارة الرابطات الولائية ، من حيث كثافة نشاطها وعدد منخرطيها، وكذا النتائج المحصل عليها في مختلف التظاهرات، بدليل أنها تحظى بتنظيم أكبر عدد من المنافسات المدرسية مقارنة بالرابطات الأخرى. ما هي نظرتكم الأولية لمشروع أقسام الرياضة التي هي قيد التجارب؟ - هذا المشروع تبنته مديرية الشبيبة والرياضة منذ سنوات بعد صدور قرار مشترك ما بين وزارة التربية ووزارة الشبيبة والرياضة والقاضي بإنشاء أقسام رياضية في الطور المتوسط لكن للأسف هناك (فراغ قانوني) فيما يتعلق عدم استشارة الرابطات المدرسية المعنية بالجانب التوجيهي بما أن الرابطة المدرسية لديها الأقطاب التنموية يمكن الإستعانة بها في اختيار التلاميذ المعنيين بهذا المشروع خصوصا وأنه من الضروري الإستعانة بمسؤولي الرياضة المدرسية من الجانب التقني، واعتقد أن الهدف الحقيقي من هذه العملية هو تكوين تلميذ رياضي نجيب وليس إعداد الرياضيين. ماذا عن الحلول التي ترونها كفيلة لإستعادة الرياضة المدرسية لمكانتها الحقيقية؟ نطالب القائمين على شؤون القطاع بمضاعفة عدد التقنيين السامين لتغطية العجز وتخفيف الحجم الساعي للأساتذة الذين تخلوا عن النشاط بسبب كثافة البرنامج وتضاعف عددالأقسام وكذا من الضروري إعادة النظر في القانون الأساسي للتربية البدنية، وذلك بإعادة حصص النشاط الرياضي التي تتضمن إجباريا الأخذ بعين الإعتبار 4 ساعات لإكتشاف المواهب وتدعيم النخبة.