إستلمت مؤخرا مديرية التربية لولاية سيدي بلعباس إرسالية من وزارة التربية الوطنية يتعلق فحواها بمشكل التدفئة المدرسية، حيث طالبت الوزارة الوصية من المديرية المذكورة إعداد تقرير مفصل، ووضعية شاملة للتدفئة عبر المؤسسات التعليمية المنتشرة بتراب سيدي بلعباس بكل أطوارها. وإن دل هذا على شيء إنما يدل على الإهتمام البالغ الذي توليه الوصاية لهذا الملف ذي الأهمية القصوى، خاصة وأنه يعتبر ظرف من الظروف المساهمة في التحصيل العلمي الإيجابي، وتأتي هذه المراسلة في وقت إنتشرت فيه درجة البرودة وإنخفضت فيه درجات الحرارة بمنطقة سيدي بلعباس المعروفة ببرودة طقسها شتاء. لذلك تحقيق "الجمهورية" لهذا العدد سلط الضوء على ملف التدفئة المدرسية ومدى شموليته بمختلف المؤسسات التعليمية التابعة لقطاع التربية، فإلى أي مدى وصلت نسبة الربط بشبكة التدفئة بالمدارس والمتوسطات والثانويات بتراب بلعباس؟، وما هي العوائق التي تتسبب في حرمان التلاميذ والمعلمين والأساتذة على حد سواء من الاستفادة والإفادة من الدروس التعليمية في جو دافئ وظرف جيد؟، هذا ما ستحاول معرفته من خلال إستطلاعنا هذا. ولاية سيدي بلعباس تتوفر على 402 مؤسسة تعليمية من ضمنها 37 ثانوية و92 متوسطة و273 مؤسسة إبتدائية فبالنسبة للمؤسسات التعليمية الثانوية فحسبما إستقيناه من معلومات فإن نسبة التدفئة وصلت بها إلى 87٪، وتبقى فقط وثانويات من أصل 37 خارجة عن نطاق التدفئة ويتعلق الأمر بثانوية السايح محمد ببلدية رأس الماء جنوب سيدي بلعباس وثانوية الوئام ببلدية تلاغ الواقعة أيضا بجنوب سيدي بلعباس وثانوية عين البرد القديمة الواقعة ببلدية عين البرد شمال بلعباس وثانوية تالوتي ببلدية مصطفى بن ابراهيم، وثانوية دار عبيد ببلدية سيدي بلعباس، أما بالنسبة للطور المتوسط فنسبة التدفئة تبلغ به 70٪ فمن ضمن ال (92) متوسطة تنتشر بتراب سيدي بلعباس تبقى 6 متوسطات خارجة عن نطاق تغطية التدفئة وهي متوسطة لحمر الحاج ببلدية سيدي بلعباس ومتوسطة هواري بلعباس ببلدية سيدي بلعباس، ومتوسطة عيسات إدير ببلدية سيدي بلعباس، ومتوسطة قبان سليمان ببلدية بوخانيفيس ومتوسطة بن صغير لخضر ببلدية ابن وباديس، ومتوسطة هواري قدور ببلدية عين البرد،هذا إضافة إلى 6 متوسطات جديدة استفاد منها القطاع خلال هذا الموسم الدراسي لم تربط بعد بشبكة التدفئة. الطور الإبتدائي عممت فيه التدفئة بنسبة 100٪ فكل المؤسسات التعليمية ذات الطور الإبتدائي جهزت بأجهزة تدفئة، لكن المشكل يكمن في إشتغال بعض الأجهزة ببعض المؤسسات بمادة المازوت، والبلديات هي التي تمون المؤسسات التي تشتغل مدفآتها بهاته المادة، لذلك المشكل يطرح هنا في التموين من عدمه، فإذا وفرت البلديات هاته المادة تستغل المدفآت ويتلقى التلاميذ الدروس في ظروف جيدة، أما إذا منعت هاته المادة عن الأجهزة المدفئية فتتحول الأقسام إلى مجمدات خاصة وأن سيدي بلعباس تتميز بشتاء جد بارد يشهد قساوة بالمناطق الجنوبية التي تقع بمحور الهضاب العليا، فالدراسة بها دون تدفئة يعتبر من المعوقات خاصة خلال الساعات الأولى من الصباح حيث تسجل إنخفاضات محسوسة لدرجات الحرارة. مشاريع قد تحمل الدفء مديرية التربية لولاية سيدي بلعباس تعتزم تدارك النقص المسجل في ملف التدفئة المدرسية وذلك بتسجيل مشاريع تدخل ضمن برنامج سنة 2010 وتتعلق بتجديد شبكة التدفئة، حيث قامت ببرمجة 4 عمليات صيانة في الطور الثانوي، ستمس كل من ثانوية السايح محمد ببلدية رأس الماء، وثانوية دار عبيد ببلدية سيدي بلعباس وثانوية الوئام ببلدية تلاغ وثانوية عين البرد القديمة ببلدية عين البرد، هاته المشاريع خصصت لها الوصاية مبلغ 651 مليون سنتيم، وينتظر فقط إختيار المقاولات من أجل البدء في أشغال الصيانة التي ستمس أيضا الطور المتوسط الذي سيستفيد من 6 عمليات صيانة، وإعادة تجديد شبكة التدفئة بمبلغ مليار و877 مليون سنتيم وستمس هاته العملية كل من متوسطة لحمر الحاج ببلدية سيدي بلعباس ومتوسطة هوار بلعباس ببلدية سيدي بلعباس ومتوسطة عيسات إيدير ببلدية سيدي بلعباس ومتوسطة قبان سليمان ببلدية بوخانيفيس ومتوسطة بن صغير لخضر ببلدية ابن باديس كما ستمس عملية الصيانة أيضا متوسطة هواري قدور وبلدية عين البرد. هذا وقد ساهمت ولاية سيدي بلعباس بمبلغ 400 مليون سنتيم لغرض إعادة تجديد شبكة التدفئة لتمكين التلاميذ والطلاب من التمدرس في أجواء وظروف دافئة لكن في المقابل فيه متوسطات غير مربوطة بمادة الغاز الطبيعي، رغم أن البلديات الواقعة على مستواى هاته المتوسطات مزودة بهاته المادة الحيوية وهي 6 متوسطات ومتوسطة بن عالم مخفي ببلدية تلاغ ومتوسطة غرباوي عبد الله ببلدية رأس الماء ومتوسطة مقدم أحمد ببلدية سفيزف، ومتوسطة مقيدش ببلدية مرين، ومتوسطة ميسوم حسين ببلدية عين تاذمين، ومتوسطة مالك حداد بوسط مدينة سيدي بلعباس. فالإستفادة من التدفئة بالنسبة لهاته المتوسطات الست مرهون بالربط بالغاز الطبيعي. خارج النطاق المؤسسات التعليمية القديمة ليست هي وحدها المعنية بمشكل إنعدام التدفئة وإنما المؤسسات الجديدة هي الأخرى تعاني من هذا المشكل فست متوسطات بولاية سيدي بلعباس أستلمت خلال الموسم الدراسي الجاري لم تشغل أجهزتها المدفئية رغم أن هاته الأخيرة متوفرة ومنصبة بالأقسام إلا أن مديرية السكن والتجهيزات العمومية لولاية سيدي بلعباس والتي أشرفت على عملية إنجاز هاته المؤسسات لم تسدد فواتير إفادة هاته المؤسسات بالغاز لشركة "سونلغاز" الأمر الذي يحول دون تشغيل أجهزة التدفئة. من ضمن هاته المؤسسات متوسطة التجزئة رقم 5، الواقعة بالمنطقة الشمالية لحي سيدي الجيلالي، هاته المؤسسة فتحت أبوابها خلال هذا الموسم الدراسي، هي مؤسسة تضم 16 حجرة تمدرس، ويتمدرس جهازها 494 تلميذ في النظام "الخارجي". وقد أشرفت مديرية السكن والتجهيزات العمومية لولاية سيدي بلعباس على مشروع بناء هاته المؤسسة التي أستلمت شهر أوت المنصرم، ويدخل ضمن هذا الإشراف التزويد بمواد الكهرباء والماء والغاز بحيث الربط بهاته المواد الضرورية يدخل في إطار تكملة بناء أو إنجاز المشروع أي على مديرية السكن والتجهيزات العمومية أن تقوم مقابل الفواتير الخاصة بالغاز لمؤسسة سونلغاز باعتبار أن فاتورتي الماء والكهرباء قد تم تخليصها من طرف المديرية المذكورة لكن المشكل حاليا يطرح بحدة بشأن الغاز، خاصة وأن فصل الشتاء قد إنتشرت برودته وأصبح التلاميذ يتلقون الدروس في ظروف جد صعبة، خاصة وأن المؤسسة تتموقع في جهة تعرف ببرودتها القاسية خلال فصل الشتاء. مؤسسة التجزئة رقم 5 بحي سيدي الجيلالي ببلدية سيدي بلعباس، ما هي إلا عينة لمؤسسات أخرى تعاني من نفس المشكل ويتعلق الأمر بالمتوسطات الواقعة ببلديات قايد بلعربي وتنيرة، وأخرى تقع أيضا بحي سيدي الجيلالي قرب كلية الحقوق ببلدية سيدي بلعباس. ومن جهة أخرى، علمنا أن المشكل تم حلّه بالنسبة لمتوسطتي سيدي لحسن والمتوسطة الواقعة ببلدية رأس الماء. تقرير وزاري كما ذكرنا في بداية هذا التحقيق فإن وزارة التربية الوطنية تولي أهمية قصوى لملف التدفئة، وما يدل على ذلك هو المراسلة التي تلقتها مديرية التربية لولاية سيدي بلعباس من لدن الوزارة الوصية بتاريخ أكتوبر 2010، والتي طالبت من خلالها الوزارة إعطاءها كل المعلومات والتفاصيل الخاصة بالتدفئة على مستوى الولاية. وعلى إثر ذلك فإن مديرية التربية لولاية سيدي بلعباس، راسلت كافة مديري المؤسسات الثانوية والمتوسطة لغرض إعداد تقرير شامل حول النقائص التي تمس هذا الملف. وكان ذلك بتاريخ 31 أكتوبر 2010، أما بتاريخ 31 نوفمبر 2010، فقامت المديرية بمراسلة أخرى لمديري المتوسطات الثانوية والمتوسطة لغرض حثّهم على المراقبة الحالية، وطالبتهم بطلب إعانات مالية في حالة وجود أعطاب على مستوى أنابيب شبكة التدفئة.