التكفل بالمشاكل البيداغوجية و ضمان مناصب مالية للأساتذة أولى الأولويات أكد " سي الهاشمي عصّاد " الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية عشية أول أمس في ندوة صحفية بالإذاعة الجهوية لتلمسان على أنه إذا تعمّمت " تامازيغت " عند تلاميذ الأقسام التحضيرية عبر الوطن ، ستصبح موسعة مع سنة 2017 ، لأن الطفل الصغير- حسبه - قادر على تقبل مختلف اللغات في مرحلته الأولى ، كما أن باستطاعته الاحتكاك معها بسهولة ، موضّحا أن المحافظة تتشاور جديا مع ذوي الاختصاص للنظر في الآلية التي بإمكانها إيصال اللغة للناطقين و غير الناطقين بها، وذلك من خلال التنسيق مع المجتمع المدني و أولياء التلاميذ والجمعيات الثقافية ككل . من جهة أخرى أبرز "سي الهاشمي عصاد " أن قرار دسترة الأمازيغية قويّ من حيث تحقيق اللحمة بين الجزائريين و تعزيز الوحدة الوطنية ، خصوصا و أن الدولة ستدعم الأمازيغية بإمكانيات إضافية ، وإنشاء مجمّع أكاديمي من أجل تعزيز آفاق التّواصل عبر كافة مناطق الوطن لبلورة الأمازيغية ، كما أبرز أنهم بادروا بتجربة جديدة في 9 ولايات هذه السّنة بالتعاون مع الديوان الوطني لمحو الأمية ، تتعلّق بتعليم الكبار أبجديّات اللغة والنّطق السليم، كما أنهم يطمحون إلى تعميمها بالطّورين الإكمالي والثانوي ، و كذا الفضاء الجامعي، رغم أن هذا الأخير انطلقت به الأمازيغية عام 1990 قبل نشأة المحافظة السامية ، إلى جانب مساع أخرى لتكريس البعد الوطني مع مراكز البحث الأنتروبولوجي ومعهد الثقافة الشعبية بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان . وفي ذات السياق أوضح " عصاد " أنهم يعكفون على تجسيد مشروع يهتم بإعداد قواميس اللغة الأمازيغية لجمع معطياتها ميدانيا وإدراجها ضمن التراث اللامادي، وكذا إعادة الاعتبار لتظاهرة " يناير" و جعلها عيدا رسميا ، وإخراجها للفضاءات العمومية ليتسنى تصنيفها من لدن المنظمة العالمية لليونيسكو، كما كشف على هامش زيارته الميدانية للمدارس الابتدائية الأربعة ببني سنوس و بني بوسعيد الحدودية أنه لاحظ اعترافا كبيرا بالهوية الأمازيغية في بشتى مناطق الجزائر العميقة ، حيث أن الجميع يفخر بعرقه ولغته، وهذا جاء نتيجة مجهودات المحافظة على مدار 20 عاما من النضال بغية ترسيمها ، من خلال الحملات التّحسيسية التي ساهمت فيها الإذاعات المحلية والإعلام المكتوب ، الأمر الذي سهل دسترها كلغة رسمية ، رغم أن تدريسها في المؤسسات التعليمية كان قد شهد تراجعا ملموسا في ظرف زمني سابق بعد أن كانت اختيارية ، لكن حاليا - قال عصاد – إن المحافظة نجحت في تحقيق برامج تربوية واضحة المعالم ، من خلال خلق دفعة من الأساتذة المتخصصين في الأمازيغية ، بلغ عددهم في السنة الجارية حوالي 2117 معلّم يتمتعون بمناصب مالية ، بعد اعتراف الحكومة الجزائرية بها ومنحها 4 معاهد آخرها كان بولاية باتنة . وفيما يخص مجمع اللغة الذي سينجز بولاية بجاية كشف " عصاد " أنه يهدف إلى صياغة القواعد النحوية و ضبط القواعد الأدبية بقاموس عام أحادي و ثنائي اللغة ، حيث أن المحافظة ستعدّ رزنامة في التاريخ ، اللسانيات ، الأدب و الأنتروبولوجيا لتشكّل خبرة سوية في اللغة على مستوى هذا المجمع المستقبلي بإجراءات ستتخذ لذلك ، مضيفا أنه سيتم أيضا التكفل بالمشاكل البيداغوجية و ضمان مناصب مالية للأساتذة ، و الحدّ من العراقيل المسجّلة في الميدان قبل الدخول المدرسي القادم لسنة 2017 ، من أجل تدوين اللغة و صيانتها من الاندثار بتشجيع الإصدارات الأدبية ، الشعرية و السينمائية كفكرة تحمي تراثنا ، وعن قضية الحرف الذي تكتب به اللغة ، قال " عصاد " إنه تم الحسم في الأمر بعدم إهمال حرف " التفيناغ " المعبّر عن أصالة اللغة ، مادام أن الأمازيغية توسعت في 22 ولاية لحد الآن ، داعيا في الأخير مسيري الجرائد إلى إدراج صفحة للمقالات المكتوبة بالأمازيغية لتوسيع المقروئية .