دق أول أمس مختصون نفسانيون و اجتماعيون بالبليدة ناقوس خطر الإدمان على الألعاب الالكترونية التي أضحت تعرف انتشارا واسعا لدى فئة الأطفال و المراهقين ، وأكد هؤلاء في اللقاء الذي بادر إلى تنظيمه ديوان مؤسسات الشباب التابع لمديرية الشباب و الرياضة للولاية بالمركز الثقافي محمد خديوي أن ظاهرة الإدمان على الألعاب الالكترونية أصبحت تشكل خطرا على التوازن النفسي للفرد ، لاسيما من فئة الأطفال و الشباب. وفي هذا الإطار، أرجعت المختصة النفسانية شرقي صوريا في محاضرتها أسباب هذه الظاهرة أساسا إلى نقص التواصل الاجتماعي مع الأسرة و الرفاق ، و وقت الفراغ الذي يعاني منه الفرد خاصة المراهقين الذين وجدوا في هذه الألعاب ضالتهم ، لاسيما بعد توفرها عبر مختلف الوسائل الالكترونية كالحاسوب و اللوحة الالكترونية أو " البلاي ستيشن " أو الهواتف الذكية وغيرها. و عددت المتحدثة مختلف أعراض الإدمان الجسمية منها كإعاقات في فقرات الظهر و الرقبة و آلام في العين و نقص النظر و الصداع و ضعف التحصيل الدراسي إلى جانب اضطرابات نفسية كعدم التواصل مع الآخرين و حب العزلة و العنف و العدوانية و الهذيان و غيرها. و شكل اللقاء الذي حضره العديد من الأولياء ، لاسيما منهم الأمهات فرصة للحديث عن حالاتهم وصعوباتهم في التعامل مع أبنائهم المدمنين على مثل هذه الألعاب التي أضحت تهدد حسبهم "كيان الأسرة و مستقبلهم الدراسي". و ذكرت إحدى الأمهات أن ابنها وصل إلى حد الهذيان ليلا نتيجة إدمانه على هذه الألعاب الإلكترونية التي و إن تمكنت من منعه لعبها بحاسوب البيت إلا أنها لم تفلح في ذلك خارج المنزل لتوفرها في مقاهي الانترنت و غيرها. و دعت الأخصائية النفسية في هذا الصدد إلى ضرورة مصاحبة الأولياء لأبنائهم و تحسين العلاقة الأسرية إلى جانب إشراك الطفل و المراهق في أخذ القرارات داخل الأسرة. ولفت متدخلون آخرون الانتباه إلى أن العديد من الدول المتقدمة أصبحت تطالب في الآونة الأخيرة بضرورة توقيف هذه الألعاب الإلكترونية لما تبثه في نفوس الأطفال من عدوانية و عنف و أضرار تشبه إلى حد كبير أعراض المدمن على المخدرات .