أصبح الكثير من الأطفال يقضون ساعات طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية، خاصة في ظل ظهور الألواح الرقمية الجديدة التي أصبحت تغزو معظم البيوت الجزائرية، أين يغوص الطفل في ألعاب يحاول العيش فيها في تلك الفترة. والملفت للانتباه أن الكثير من الأطفال أصبحوا يفضّلون قضاء معظم أوقاتهم في الألعاب الإلكترونية خاصة ألعاب المصارعة وغيرها، إلا ان الكثير من الأولياء يجهلون مخاطر ذلك، وهو ما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية، أين باتت الكثير من الأمهات تبحثن فقط عن الطريقة واللعبة المفضّلة لأطفالهن للحفاظ على هدوئهم في البيت والتمكّن من إنجاز أشغالهن المنزلية، وهو ما حذّر منه العديد من المختصين، نظرا للأخطار الناجمة عن إدمان الأطفال للألعاب الإلكترونية. حذّر العديد من المختصين النفسانيين والمربين من مخاطر الألعاب الإلكترونية، وتأثيرها المباشر على تصرفات الصغار، إلا أنها أصبحت شائعة ومنتشرة بين الأطفال والمراهقين، ما جعل خطرها يزداد أكثر فأكثر، لأنها تحث بطريقة غير مباشرة على العنف، وهو ما كشفت عنه ش. عائشة ، مختصة في علم النفس، وذلك ناتج في معظم الأحيان عن عدم متابعة الأولياء لأبنائهم، فرغم أن هذه الألعاب خيالية وغير حقيقية، إلا أنه من السهل الخلط بين العالم الحقيقي والافتراضي في عقول الصغار الذي تجري فيه أحداث اللعبة، لذلك، فقد يقلد الطفل هذه الأعمال أثناء أوقات اللعب مع غيره، دون أن يشعر بأنه خارج العالم الافتراضي، وهنا يكمن الخطر الحقيقي في هذا الخصوص، تسترسل المختصة قائلة أن الطفل لا يدرك مخاطر وعواقب الألعاب الإلكترونية، لكن مسؤولية ذلك تبقى على الآباء. تنامي السلوكات العدوانية من بين أخطارها وترى الأخصائية النفسانية، أن هذه الألعاب بالغة الخطورة على أطفالنا لما تحويه من سلبيات تنعكس على الطفل وتدعوه للتمرد وتنمي فيه روح العنف والعداء وحب الانتقام، كما تدعوه إلى تقليد أبطال تلك الألعاب، فالطفل المدمن لهذه الألعاب يصبح عنيفا، وكثيرة هي الألعاب التي تحتوى على أعداد كبيرة من القتل ومن هنا يتعلم الطفل أن القتل شيء مقبول وممتع، فعلى الآباء أن يدركوا مخاطر الألعاب الإلكترونية وآثارها السلبية على أطفالهم. وتضيف قائلة: إن الأطفال المدمنين على هذه الألعاب بشكل غير طبيعي يتسبّبون لأوليائهم في الكثير من المتاعب، كما أنها تخلّف طفلا انطوائيا ، ومن جهته، أشار المختص النفساني ب. يوسف الى نقطة أخرى انه أصبح لا يخلو أي بيت جزائري من أجهزة التكنولوجيا الحديثة، كالألعاب الإلكترونية، التي سلبت عقول الكبار والصغار، وآخر ما دخل السوق الجزائرية أجهزة الألواح الرقمية التي يعشقها الأطفال، وأمام إصرارهم للحصول عليه، بات الأولياء ينفقون كل ما لديهم من مال لشراء هذا الجهاز الثمين لهم غير مدركين بمخاطره على صحة أبنائهم من استخدامها ولفترات طويلة تتجاوز الأربع إلى خمس ساعات في اليوم، منبهين الآباء من مخاطر تنجم عنها تلف خلايا الدماغ، إضافة إلى إجهاد العين والشعور بالصداع. ويشير المختص هنا إلى دور الآباء في هذه القضية وخاصة أن بعض الآباء يجدون أن انشغال الطفل بهذه الأمور حل رائع، ليحل الهدوء في البيت ولكن يجب على الآباء أن يفكروا في ما هو أهم لأبنائهم حتى ينشأ جيل سليم نفسيا واجتماعيا. ويضيف أن الأطفال المدمنين على الألعاب كثيرا ما يتعرضون للعنف، وعلى الآباء تحديد أوقات معينة مسموح فيها باللعب، وعليهم تفادي ومنع الألعاب الإلكترونية على الأطفال قدر الإمكان مع ضرورة إبراز خطورة هذه الألعاب عليهم.