تعد الهياكل الثقافية بولاية وهران قليلة مقارنة مع عدد سكانها ونسبة مثقفيها وما تتميز به هذه الأخيرة أنها وفي غالبيتها قديمة ويعود تاريخ إنجازها إلى قرون ماضية بنايات جميلة من حيث الشكل الهندسي المعماري ومتواجدة بأماكن استراتيجية أكثرها بوسط المدينة، هذه الهياكل ظلت وإلى عقود تعيش الجمود والركود وهناك ما تم غلقه مؤقتا بسبب التصدعات والتشققات وغيرها ولكن ومع الإرادة القوية والتضحيات الكبيرة لمسؤولي هذه الهياكل وبدعم مباشر من مديرية الثقافة تم برمجة عمليات ترميم مختلفة استفادت منها هذه الأماكن الواحدة تلو الأخرى، حيث تم ترميم المسرح الجهوي عبد القادر علولة والمتحف والسينماتيك ومديرية الثقافة ولا زالت دار الثقافة إلى يومنا هذا تشهد عملية إعادة تهيئة مستمرة، ومن أهم المرافق الثقافية بولاية وهران نذكر المسرح الجهوي، قصر الثقافة زدور ابراهيم بلقاسم، المتحف الوطني أحمد زبانة، المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي ومدرسة الفنون الجميلة، سينماتيك وهران، وينص المنشور الوزاري رقم 236/98 الصادر في 1998/07/28 بأن هذه المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري تمتلك الإستقلالية الذاتية في التسيير المالي والشخصية المعنوية. وهناك مجلس للتوجيه ترأسه مديرة الثقافة لولاية وهران ويتكون من عدة أعضاء يمثلون المجلس الولائي للثقافة. دار الثقافة.... ورشة مفتوحة منذ حوالي سنة تقريبا أغلقت دار الثقافة أو ما يسمى محليا بقصر الثقافة زدور ابراهيم بلقاسم المتواجدة بوسط المدينة أبوابها في وجه النشاطات الكبرى بسبب عمليات الترميم وإعادة التهيئة وتحولت إلى ورشة مفتوحة للأشغال المختلفة، ويعود تاريخ إنشائها إلى سنة 1938 وتحتل مساحة كبيرة، باتت تسمى بدارالفلاحة وفي سنة 1991 تم تحويلها إلى النشاط الإجتماعي والثقافي تمتلك الإستقلالية المالية وتعد مديرتها مسؤولة عن كل النشاطات الثقافية بالدلاية تستمد دار الثقافة تمويلها المالي من الميزانيات المختلفة للدولة ومن مداخيل نشاطاتها المتعلقة بالمعارض والحفلات، وهي تشغل 103 عامل من بينهم 34 متقاعدا، كانت تدعى قديما بدار الكولون تسعى إدارتها إلى ترقية الثقافة الوطنية وإنجاز برامج ثقافية متنوعة منها التشجيع على ممارسة الفعل الثقافي والمطالعة، تنظيم المعارض والملتقيات والندوات الفكرية وطباعة وتشجيع المبدعين من خلال إنجاز مطبوعات مختلفة وكذلك تنظيم التبادلات الثقافية والفنية ما بين الولايات وفي حوصلة موجزة لنشاطاتها في السنة الماضية وقبل غلقها إحتضنت 113 عمل مسرحي، 25 فيلما، 18 نشاطا فنيا و5 ندوات فكرية بمعدل عشر نشاطات في الشهر تقريبا، ووصل عدد المتفرجين لمختلف الأعمال حوالي سبعين آلف زائر، بعد الإنتهاء من أشغال الترميم سوف تفتح أبوابها وفي حلة جديدة لتكون منارة لأهل الفكر والأدب والفن بالباهية وستعرف فتح العديد من الفضاءات الجديدة مثل المقهى الأدبي وأجنحة للمعارض المختلفة. المسرح الجهوي "عبد القادر علولة " تألق على مدار السنة الحركة المسرحية بوهران لها جذورها التي تضرب في عمق التاريخ ومنذ العهد الاستعماري وعرف مسرح وهران بفرقته الكبيرة تحت إشراف المرحوم الفنان عبد الرحمن كاكي ومنذ جانفي 1963 وبعد عملية تأميم المسارح الجزائرية تم وضع مسرح وهران تحت الوصاية الإدارية للمسرح الوطني الجزائري، وفي 14 نوفمبر 1972 تم إنشاء المسرح الجهوي لوهران كهيئة مشرفة على هذا الصرح الكبير وتعاقبت على إدارته شخصيات كبيرة ومنذ تلك الفترة وإلى يومنا هذا يشهد حركية كبيرة وأنشطة مسرحية متنوعة ودائمة ويعمل على ترقية الفنون الدرامية وتشجيع كل الأعمال المسرحية وهناك عرض شبه يومي لمختلف الأعمال المنجزة من قبل الفرق المسرحية التابعة له أو المنظمة تحت لواء العديد من التعاونيات الفنية أو الجمعيات الثقافية يسمى المسرح الجهوي بوهران بمسرح الفنان عبد القادر علولة بعد إغتياله من طرف أيادي الغدر الهمجي والإرهابي سنة 1994 نظير إبداعه وتألقه، يحتوي المبنى على 540 مقعد به 54 موظفا يعتمد في تسييره على الميزانيات الممنوحة من قبل السلطات العمومية ومن مداخيل الأنشطة المختلفة من أهدافه إنجاز برامج ثقافية متنوعة وإحتضان العروض المسرحية، الحفلات الفنية والموسيقية، الشعر والمعارض، بالإضافة إلى تنظيم جولات عملية لمختلف الفرق المسرحية عبر مختلف مناطق الوطن وحتى خارجه، في العربية السعودية مثلا وفي السنة الماضية وصل عدد العروض 282 عرض متنوع وفاق عدد المشاهدين الخمسة آلاف شخص حضي المسرح الجهوي عبد القادر علولة بأهمية خاصة من قبل السلطات الوصية تم ترميمه منذ سنوات وزاره فخامة رئيس الجمهورية كما إحتضن العديد من التظاهرات الوطنية والدولية كمهرجان الفيلم العربي، جي آنال 16 ومرت على ركحه فرق فنية وأجنبية عديدة وكذلك الأسابيع الثقافية وأسبوع الفيلم الهندي مؤخرا له صمعة عالمية ونشاطه المستمر جعل منه الأحسن عبر مسارح الوطن وحينما يتكلم أحد عن الثقاقة بوهران إلا ويتحدث أولا عن المسرح الجهوي وعن رواد الفن الرابع بالباهية. المتحف الوطني أحمد زبانة .... الذاكرة الحية شيد المتحف الوطني أحمد زبانة سنة 1933 بمناسبة مرور قرن على الإحتلال الغاشم وتم فتحه رسميا في 11 نوفمبر 1935 وأطلق عليه الفرنسيون اسم متحف ديمائي " Musée Demaeght " وبعد الإستقلال تم ضمه إلى المجلس البلدي بوهران الذي تنازل عنه سنة 1986 بقرار رقم 86/135 لصالح وزارة الثقافة والسياحة آنذاك وتمت تسميته بالمتحف الوطني أحمد زبانة تقديرا لشهيد المقصلة وتخليدا لروحه وتضحياته ولكل شهداء الوطن يتكون المتحف من مصالح مختلفة من بينها مصلحة البحث والحفظ وتهتم بجميع القطع والأشياء الأثرية وكذلك مصلحة النشاطات والمنشورات والأرشفة وتعمل على جمع كل الوثائق العلمية والتقنية حول الحقبات التاريخية المختلفة ومصلحة الإدارة العامة التي تقوم بالإضافة إلى مهمتها الإدارية في التسيير تعمل كذلك على ترقية الموروث الموجود بالمتحف والمصنف في أجنحة عديدة منها الفنون الجميلة الفن الإسلامي، المجاهد ، النقود القديمة الإسلامية والأوربية، ما قبل التاريخ، مدينة وهران في العهد الاسباني التركي والفرنسي...الخ. به 60 موظفا دائم و11 متعاقدا يعتمد في ميزانياته على المساعدات المالية التي تقدمها الدولة يقوم بنشاطات مختلفة بالإضافة إلى فتحه لأبوابه على مدار الأسبوع لاستقبال المواطنين، الطلبة والباحثين يقوم عماله بدوران عبر مختلف المؤسسات التربوية بجولات تحسيسية لأهمية المتحف وما يحتويه من ذاكرة حية للتاريخ الإنساني والجزائري خصوصا كما تقام به عدة معارض لرواد الفن التشكيلي ببلادنا والعديد من الأنشطة الوطنية والدولية والزائر للباهية ينتقل مباشرة إلى متحفها الجميل ليتعرف على تاريخها القديم أما عن حصيلة النشاطات للسنة الماضية فلقد زار المتحف حوالي أربعين ألف شخص، منهم 10818 فوج مدرسي، 156 أجنبي و58 وفدا رسميا أقيمت به 13 معرضا و13 ندرة ومحاضرة شارك في خرجات ومعارض في كل من تلمسان، الجزائر، معسكر وعين تموشنت، وتمنراسنت وأقدمت إدارته على تكريم الرسامة باية والكاريكاتور يست عراب وغيرهم وأبواب المتحف مفتوحة لتلاميذ المدارس والثانويات كل يوم ثلاثاء المتحف يشهد نشاطات دائمة. السينيماتيك ، عودة الفن السابع للواجهة عشاق الفن السابع بوهران وبعد عشرية الدم والدمار وغلق العديد من الفضاءات الخاصة لهواة الأفلام السينمائية عادت لهم الروح بعد تهيئة السينماتيك وتنفيذ إدارته لبرامج ذات بعد دولي ووطني وأصبحت أفلام تعرض لأول مرة في وهران قبل العديد من العواصم العالمية ويستضيف شخصيات معروفة في عالم السينما من مخرجين وممثلين في عرض أولى وحصري. وتحولت قاعة بوكس سابقا بعد إلتحاقها بمديرية الثقافة إلى منبر لهواة الفن السابع ، أقلام قديمة وحديثة، تعرض أسبوعيا ولقاءات وندوات وطاولات مستديرة مثمرة وتبادل للآراء والهموم تمت إعادة ترميمها وتتسع ل 360 متفرج بها 6 موظفين من أهدافها عرض الأفلام وتنظيم الجلسات المتعلقة بمناقشة الأفلام المعروضة، تكريم شخصيات سينيمائية وإقامة لقاءات من هواة الفن السينمائي تعرض بها يوميا أفلام مختارة ما عدا يوم الجمعة في سنة 2006 تم عرض 432 فيلم وتجاوز عدد المتفرجين أربعة عشر ألف شخص وتم تصنيف العروض في دوريات متعددة منها أفلام الواسترين ، السينما المغاربية، وحسب المخرجين إحتضنت مؤخرا فيلمي أنديجان والخارجون عن القانون و7 عروض متبوعة بالمناقشة ، ثلاثة معارض، بيع بالإهداء وأيام دراسية سينمائية مع شركاء أجانب. مدرسة الفنون الجميلة (تكوين مستمر) تعد مدرسة التكوين الفني وهي التسمية الجديدة بعدما تحصلت على إستقلاليتها المالية بموجب القرار رقم 242 / 98 بتاريخ 01 08 98 وهي تتكون من العديد من الأساتذة منهم 04 أساتذة مساعدين عن جامعة باريس بفرنسا و3 مساعدين من الأكاديمية الملكية ببلجيكا وأستاذ مساعد من جامعة موسكو و3 أساتذة من معهد الفنون الجميلة بالجزائر وأستاذ مهندس من العاصمة . وفي سنة 2007 وفي إطار الشراكة الجزائرية الإسبانية وبالتنسيق مع جمعية تهيئة بدون حدود تم تكوين ولمدة 15 شهرا الطلبة المتحصلين على دبلوم التخرج من المدرسة من أجل التمكن من الإطلاع على تقنيات المحافظة على التحف الفنية واللوحات القديمة ومنذ سنة 2003 تقوم المدرسة بالإشراف على العديد من ملاحق التكوين. في كل من سيدي بلعباس وتلمسان ويضمن كل ملحق التكوين الجدي والنوعي للطلبة ولمدة 4 سنوات. المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي [فن وموسيقى] بعد صدور القرار رقم 92/188 بتاريخ 1992/05/12 المتضمن إنشاء المعاهد الجهوية للموسيقى تحولت تسميته إلى المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي وتحصل على إستقلاليته المالية والتنظيمية وفي إطار نشر تعليم أصول الموسيقى وتشجيع الشباب على صقل مواهبهم الفنية تم فتح عدة ملحقات بالجهة الغربية إبتداءا من سنة 2003 وفي كل من غليزان، سيدي بلعباس وفي كل من بشاروتلمسان ويعتمد المعهد على مساعدات الدولة ويعمل به 40 موظفا دائما مهمته الأساسية التكوين الأكاديمي للموسيقى العامة ومنة الدراسة فيه 5 سنوات يتحصل بعدها المتخرج على دبلوم الدراسات الموسيقية العالمية يتواجد في موقع استراتيجي هام بوسط المدينة وتعمل إدارته على جذب وجلب الشباب الموستوفى للشروط الخاصة بالإلتحاق بالمعهد لتكوينهم في الموسيقى، المعهد المذكور يشهد العديد من النشاطات الموسيقية المختلفة ويحتضن الندوات الابداعية والفنية. الهياكل الثقافية بولاية وهران تعد قليلة والباهية بحاجة إلى مراكز كبرى وقاعات للنشاطات الفنية والثقافية وخاصة في الدوائر والبلديات المختلفة.
