انطلقت أول أمس بوهران الطبعة الثانية للقاءات عبد القادر علولة بالمسرح الجهوي بحضور جمع كبير من أصدقاء المرحوم و عشاق فنه ، حيث كُرّمت السيدة علولة من قبل فرقة الحلقة للمقهى الأدبي لسيدي بلعباس التي قدمت عرضا متميزا بعنوان "الحلقة الأخيرة " ، و التي أبدعت في تجسيد مشاهد مستوحاة من عمق الحلقة و القوال، تجاوب معها الجمهور بالتصفيقات و الزغاريد . كانت كلمة رجاء علولة جد مؤثرة عن رفيق دربها ، حيث قالت إن مؤسسة علولة اختارت للطبعة الثانية شعار " أعطي للأذن لترى ، و العين كي تستمع "، وهي عبارة مأخوذة من مقولات المسرحي الراحل عبد القادر علولة ، موضّحة أن التظاهرة التي يحتضنها ركح وهران تضم 7 عروض فنية ، بمشاركة فرق مختصة في المسرح ، الرقص و الموسيقى، حيث أنها ستوقع حضورها بعروض مستلهمة من أعمال الكاتب والمخرج والممثل المسرحي الراحل علولة ، وفي هذا الصدد كشفت زوجته رجاء في ذكراه ال 22 أنها تجتهد لجمع ما تركه زوجها الفقيد رغم الإرهاق و التعب ، ففي كل مكان تقصده – تضيف – السيدة رجاء تكتشف أنه ترك أثرا كبيرا في الناس الذين أحبوه و عشقوا أعماله ، الأمر الذي جعلها تعمل أكثر من أجل جمع كل تراثه حتى يكون مخزونا ثقافيا ومرجعا فنيا لكل الجزائريين ، من جهته نوه مدير المسرح الجهوي السيد عزري غوثي بمناقب الرجل و أعماله الخالدة وأشاد بالصداقة التي جمعتهما معا .
وفيما يخص عرض الافتتاح الذي وقعته فرقة الحلقة للمقهى الأدبي لسيدي بلعباس، فقد عكس تماما روح علولة على الركح ، لاسيما من خلال جمالية الحلقة التي التحم فيها الممثلون والمتفرجون في بوتقة واحدة ليصنعوا معا فن الفرجة، حيث أن القاعة أصبحت مسرحا اشترك فيه الجميع تحت أداء الفنانين الذين أرادوا لعلولة أن يعود بينهم من خلال الاحتفال بذكراه ال 22 رفقة كل من أحبوه ،فصنع القرقابو لوحة جميلة من مشاهد الحلقة والتي جعلت كل الفنانين الحاضرين و الجمهور يشاركون في الرقص ، خاصة رفيقة دربه و زميلته فضيلة حشماوي التي صنعت لوحدها مشاهدا من عمق محبتها لصديق عملت معه في العديد من المسرحيات الناجحة ، كما تمت برمجة بالمناسبة وعلى هامش التظاهرة معرضين للصور الفوتوغرافية والرسم تحت شعار " القصبة و القلال ". إن فقيد المسرح الجزائري عبد القادر علولة حسب الكثير من عشاقه وأصدقائه الذين أكدوا للجمهورية أن علولة كان سخيا وإنسانيا وكرس كل حياته للآخرين وكان متجذرا في الأصالة ومناضلا حداثيا ينبذ الإقصاء و يعمل على تطوير أشكال المسرح الجزائري . للإشارة فلقد قدم عبد القادر علولة الكثير للمسرح الوهراني و الجزائري قبل أن يسقط مغتالا برصاصات غادرة في ال 10 مارس 1994، تاركا وراءه رصيدا مسرحيا ثريا يتمثل في مسرحيات و دراسات في الميدان المسرحي نذكر منها القوَّال ، اللثام ، الأجواد ، التفاح، و مسرحية أرلوكان خادم السيدين ، وكان قبل اغتياله بصدد كتابة مسرحية جديدة بعنوان العملاق.