أعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي رفضه أية محاولة لخلق أمر واقع في ساحل العاج. وقد كلف ثابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق، من قبل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي القيام بمهمة عاجلة في أبيدجان لإيجاد حل شرعي وسلمي للأزمة. وقد اعلن مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي مساء السبت تأييده لمرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج الحسن وتارا، مؤكدا رفضه اي محاولة تهدف الى خلق امر واقع. واورد بيان للاتحاد الافريقي ان المجلس اعرب عن رفض الاتحاد التام لاي محاولة تهدف الى خلق امر واقع بهدف نسف العملية الانتخابية والتشكيك في الارادة الشعبية التي تم التعبير عنها في 28 نوفمبر 2010، ما يؤدي الى تعقيد وضع هو اصلا بالغ الخطورة ويغرق ساحل العاج في ازمة لا يمكن تحديد عواقبها. ووافق مجلس السلم والامن على قرار لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ بتكليف الرئيس الجنوب افريقي السابق ثابو مبيكي القيام بمهمة عاجلة في ساحل العاج. وعقد مجلس السلم والامن اجتماعا بعد ظهر السبت في اديس ابابا خصصه لبحث الوضع في ساحل العاج. واضاف البيان ان مبيكي كلف ايجاد حل شرعي وسلمي للازمة استنادا الى قرارات الاتحاد الافريقي.وقد أدى لوران غباغبو الذي كان رئيسا للبلاد على مدى السنوات العشر الماضية، و يدعمه الجيش أدى اليمين الدستورية في مراسم بثها التلفزيون مباشرة. وبعد بضع ساعات، قدم منافسه الحسن واتارا، يمينا مكتوبة إلى المجلس الدستوري. ويحظى واتارا بدعم الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وعدة مجموعات اقليمية. ومن ناحيته قال المتحدث باسم وتارا إنه عازم على تأكيد سلطته. غباغبو أدى المين في حفل بثته التلفزيونوقد اعلنت الاممالمتحدة والولايات المتحدة وفرنسا ان الرئيس المنتخب شرعا في جولة اعادة الانتخابات، التي جرت الاحد الماضي، هو وتارا. بينما قال الاتحاد الأفريقي إنه سيتخذ اجراءات ضد من وصفهم بالمقوضين لنتائج الانتخابات في ساحل العاج، وكانت هيئة الانتخابات قد اعلنت وتارا رئيسا للبلاد، الا ان المجلس الدستوري نقض القرار، ورئيس هذا المجلس هو احد حلفاء غباغبو. وادت اعمال العنف التي وقعت في انحاء من المدينة الرئيسية في البلاد، ابيجان، الى مقتل اربعة على الاقل واصابة آخرين. وفيما اعتبر انصار وتارا اعلان تنصيب غباغبو بمثابة انقلاب قصر، قال انصار الاخير انه ليس من حق الاممالمتحدة تحديد من الفائز في الانتخابات، مهددين بطرد بعثة الاممالمتحدة البالغ عدد افرادها قرابة ثمانية آلاف. نتائج الانتخابات أظهرت فوز وتاراوقد اغلقت الحدود الدولية لساحل العاج، ومنعت وسائل الاعلام العالمية من من دخول البلاد، كما تواصل العمل في حظر التجوال المفروض منذ نهاية الاسبوع. وكان رئيس الوزراء جويلومي سورو قد قدم استقالته، معلنا تأييده لوتارا. وقد رفض قادة العالم ومن ابرزهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إعلان فوز غباغبو، وقالوا إن وتارا هو الرئيس الشرعي للبلاد. وأعلن صندوق النقد الدولي أنه سيواصل العمل مع حكومة ساحل العاج اذا ما حصلت على دعم الأممالمتحدة. ومن جانبه أعلن مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي تأييده للحسن وتارا مؤكدا رفضه أي محاولة تهدف إلى فرض أمر واقع. ويمثل كل من غباغبو ووتارا جانبي الصراع الديني والثقافي والاداري بين شمال البلاد وجنوبها، حيث ما زال المتمردون الذين خاضوا الحرب الاهلية ضد القوات الحكومية عام 2002 يتمتعون بنفوذ قوي في الشمال.