"مكانة الزرقاء في القسم الاحترافي الاول لا نقاش فيها " تحسّر المدرب السابق يونس إفتسان على تحوّل وداد تلمسان من فريق دوّن اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية والعربية إلى نادي لا يقوى حتى على مجابهة فرق لا تضاهيه في التاريخ ،مرجعا ذلك إلى الإبتعاد عن سياسية التكوين و مؤكدا أن نيلهم للكأس العربية في موسم 1998 على حساب الشباب السعودي أو تتويج الفريق بكأسي للجمهورية ودعمه للمنتخب الوطني بعدة عناصر لم يكن إلا نتاج للعمل الذي تم في القاعدة لمواسم طوال ،داعيا كل من تربطه علاقة بالوداد إلى التفكير في حلول جدية لبعث نشاط الوداد من جديد . بصفتك مدرب سابق لوداد تلمسان ما تعلقيك على الوضعية التي ال اليها الفريق ؟ من المؤسف ان نرى فريقا مثل وداد تلمسان يعاني في بطولات الاقسام السلفى ، فهذا أمر لا يليق باسم نادي شرف الجزائر بنيله الكأس العربية في موسم 1998 ، وقدم للكرة الجزائرية الكثير بإنجابه لأسماء صنعت أمجاد الفريق الوطني في صورة خريص ، بتاج ، براهمي والبقية من الذين سجلوا أسمائهم بأحرف من ذهب في سجل الكرة والدليل أن التاريخ لا يزال يشهد لهم وان محبي الرياضة لا زالوا لحد الان يتغنون بإنجازاتهم ،أظن أن ما وصل إليه وداد تلمسان في المواسم الأخيرة خاصة الموسم الحالي والماضي يدمي قلب البعيد قبل القريب ويجعل كل غيور على ألوان الفريق يتحسر وإن كان ذلك أضعف الإيمان. فلما ترى هذا النادي يعاني حتى في بطولة الهواة تتأكد أن وضعيته أصبحت عويصة تتطلب التحليل والتشريح للتخلص من المشاكل أو الأسباب الحقيقة التي جعلته يصل إلى هذه الدرجة من المعاناة. في رأيك ، ما هي الاسباب الحقيقة التي جعلته يتقهقر خلال المواسم الاخيرة ؟ السبب الرئيسي في تراجع الفريق إلى هذا المستوى هو الإبتعاد عن سياسة التكوين على مستوى القاعدة ، فالأسماء التي صنعت أمجاد وداد تلمسان في الزمن الذهبي لم تأت من العدم . فلما ترى أن الفريق الوطني كان يضم في تعداده أكثر من 6 لاعبين من وداد تلمسان تتأكد ان هذا الفريق كان قويا بمعنى الكلمة أو بالأحرى كان يتركز على قاعدة قوية ،خوّلت له فرض منطقه سواء في البطولة الوطنية أو المحافل الدولية ،لكن إن تراجع الوداد في المواسم الاخيرة كان بسبب الحياد عن السياسية التي اتبعها المسيرون القدامى وهو ما جعل الفريق يخطوا إلى الوراء من موسم لآخر ، إلى غاية وصوله إلى الحالة التي يتواجد عليها الان ,هذا دون إهمال الجوانب المادية ، فالتكوين يتطلب الاموال وكذا المتابعة على جميع الأصعدة وكذا عدم التسرع للوصول إلى النتائج لأن بناء فريق مستقبلي يتطلب إستراتيجية ترسم على المدى الطويل وهو الأمر الذي لم يحرص عليه الجيل الحالي من المسيرين الذين دفع بهم هوس تحقيق النتائج إلى إهمال المادة الخام والإنتقال مباشرة إلى البحث عن لأسماء وهو ما يتطلب الأموال مما أدى إلى هجرة المواهب من أبناء الفريق . الوداد لم يستطع مجاراة حتى بطولة الهواة كيف تفسر الامر؟ أظن أن هذا شيء مؤسف ، إذ كان من الأجدر أن لا يمكث الفريق لأكثر من مواسم واحد في بطولة الهواة لأن مكانته في القسم الاحترافي الأول ولا يوجد أي تفسير لمعاناته حتى في البطولات السلفى ، إلا أن الفريق قد فقد كل معالمه وأصبح في تراجع رهيب فلا يهم البطولة التي يلعب فيها بقدر ما يهم التفكير في الطرق الممكنة لانتشاله من هذه الوضعية المؤسفة . ماهي الحلول التي تراها ممكنة لعودته إلى سابق أمجاده ؟ أظن أن الحل الوحيد يتمثل في العودة إلى سياسة التكوين على مستوى القاعدة والصبر على الإستراتجية التي يجب إتخاذها لإنجاب لاعبين يعيدون للوداد تلمسان هيبته بالخصوص وأن المادة الخام متوفرة بتلمسان وما على مسؤولي الفريق إلا التنقيب عنها وإعطائها الفرصة للبروز من خلال الإعتناء والمتابعة مثلما كان عليه الأمر في سنوات الثمانينيات وكذا الاستثمار في الخبرات الرياضية الموجودة من لاعبين قدامى ومسيرين لأن خبرتهم في الميادين من شأنها إعطاء دفع قوي لسياسة لتكوين. في الأخير ماذا تريد ان تضيف؟ الشيء الذي يمكن أضافته هو الإسراع في إيجاد السبل اللازمة لإخراج الوداد من هذه الوضعية التي يندى لها الجبين مع عدم التفنن في البكاء على الأطلال والفريق في طريقه للهاوية ،وكذا الانطلاق من جديد في بعث سياسة التكوين ,كما يجب على اللاعبين الحاليين التحلي بالإرادة والعزيمة لإنقاذه فليس لهم أي مبرر في التهاون للدفاع عن ألوانه .