بحكم تقمصه ألوان فريق شباب سبدو ,بعد عدة مواسم قضاها في فريق وداد تلمسان ومولودية سعيدةاخترناه ضيفا للأسبوع انه عبد القادر سايل المهاجم الذي كان يتنبأله الجميع بمستقبل زاهر في كرة القدم نظرا لحسه التهديفي والبنية المورفولوجية القوية التي كان يتمتع بها ,بدليل أنه ارتقى إلى للعب مع الأكابر وهو لا يزال في صنف الآمال .....سايل أشارأن سبب تركه للميادين وهو في عز عطائه كان بسبب دخوله عالم التجارة الذي فرض عليه التضحية بموهبته خاصة وأن فترة الثمانيات لم تكن كرة القدم كفيلة بضمان مستقبل اللاعبين على عكس ما هو عليه الحال في وقتنا كما بداية هل لك أن تقدم نفسك للجيل الحالي الذي لا يعرفك؟ بطبيعة الحال سايل عبد القادر مهاجم سابق في فريق وداد تلمسان ومولودية سعيدة وشباب سبدو من مواليد العابد الحدودية بولاية تلمسان. أين كانت بدايتك مع عالم المستديرة؟ ككل اللاعبين الشباب بدأت مداعبتي لكرة القدم في الحي ومع زملائي في المدرسة وكانت أول إجازة بشكل رسمي لي عندما كنت في فئة الأواسط حيث إلتحقت بفريق شباب مناجم العابد أنذاك في أواخر السبعينات وبدايات الثمانينيات حيث تم الإعتماد علي مع الأكابر نظرا للإمكاانيات التي كنت أملكها وقد فجرت طاقاتي, بعدها إلتحقت بفريق وداد تلمسان . كيف إلتحقت بفريق وداد تلمسان؟ أتذكر كانت هناك عملية إنتقاء فأبيت إلا أن أشارك فيها أنا وبعض زملائي وقد تم اختياري بشكل عادي بالرغم من أني كنت لازلت في فئة الأواسط ,وبعد وصولي إلى فئة الآمال تمت ترقيتي للعب مع صنف الأكابر وكان هذا أمر يشرفني كثيرا خاصة وأن الجميع كان يتنبأ لي بمستقبل كبير في الهجوم ,بالرغم من أن تلك الفترة من الزمن كان هناك العديد من اللاعبين الذين يتميزون بمستوى عال في وداد تلمسان. كنت تملك مستوى كبيرا لماذا وضعت حد لمسيرتك وأنت في عز شبابك؟ حقيقة فأظن أن هذا الأمر يرجع للمكتوب صحيح أني كنت أملك إمكانيات كبيرة في الهجوم فكما قلت ليس من السهل أن تلعب في وداد تلمسان في تلك الفترة التي كان يعج فيها بالنجوم في صورة المرحوم بلعطوي هاشمي وأخرون , وأنت لا زلت في صنف الآمال كما أني قدمت مشوارا جيدا طيلة المواسم التي لعبتها مع مولودية سعيدة ,لكن لا أخفي عليكم ففي وقتنا لم تكن كرة القدم مصدرا للرزق كما هو حال اللاعبين اليوم فهم يتقاضون مبالغ ضخمة تغنيهم عن ممارسة أي نشاط أخر فنحن كنا نلعب من أجل الرياضة فقط وحتى وإن نلنا مبالغ فكانت رمزية ولا تكفي لضمان المستقبل ولهذا فقد فكرت جيدا في دخول عالم التجارة حيث أنها تقتضي التضحية بالعديد من الأمور وقد إخترتها عن قناعة والحمد لله بالرغم من ذلك إلا أن عودتي كنت ألعب بعد عودتي من سعيدة في شباب سبدو . وماذا عن الدراسة؟ لقد إنقطعت عن الدراسة في القسم النهائي حيث تفرغت لكرة القدم قبل أن أغير وجهتي إلى التجارة ,وبالرغم من أن المستوى النهائي كانت له قيمة كبيرة في فترة الثمانينات إلا أني ندمت على مواصلة دراستي. ألا ترى بأنك إخترت الطريق الصحيح بالنظر إلى ما يعانيه أصحاب الشهادات في وقتنا؟ (يضحك) في الحقيقة فشيء مؤسف أن ترى شبابنا يعاني خاصة حاملي الشهادات لكن أظن أن الديبلوم شيئ جيد ويأتي الوقت الذي يستفيد منه صاحبه كما أن الأمور مقدرة علينا ولا نعلم من أين يأتي الخير. حاليا ماذا تفعل؟ كما قلت لك سابقا فأنا أمتهن الأعمال الحرة حيث عندي أملاك في وهران وأنا أتبعها وبالرغم من إبتعادي عن ممارسة كرة القدم إلا أني لم أبتعد عن الميادين بشكل نهائي فمثلا أنا أتابع أخبار وداد تلمسان وكل جديد يحدث داخل الفريق مع أني أتابع بعض المباريات عندما يكون لدي الوقت إضافة إلى هذا فأنا أتابع فريق وفاق سبدو خاصة بعد عودتي للسكن في تلمسان بما أن مدربه بن ساحة صديقي أين أسعى إلى دعمه بالأشياء التي أقدر عليها والحضور معه في بعض المباريات الرسمية التي يلعبها فريقه كما أني أقدم لها بعض الإقتراحات فيما يخض اللاعبين الذين أرى أنهم قادرين على اللعب كما أني أشارك في بعض المباريات الودية التي ينظمها زملائي سواء في وهران أو تلمسان. لماذا لم تفكر في دخول عالم التدريب؟ صحيح أنها فكرة جيدة فعالم التدريب شيء جميل لكن التجارة تقضي منك التضحية بالعديد من الأشياء, فبالرغم من أني كنت اقطن بعيون الترك في السنوات الفارطة إلا أنني لم أجد الوقت للإلتحاق بالمعهد الوطني لتكوين الإطارات الرياضية للحصول على شهادة للتدريب حيث في كل مرة كنت أقوم بحث زملائي على ذلك ومساعدتهم على وضع ملفاتهم بالكرابس لكني لم أتفرغ للقيام بذلك. نعود الى فريقك السابق وداد تلمسان كيف تفسر معاناته في السنوات الأخيرة؟ أظن أن معاناة الفريق في السنوات الأخيرة يرجع إلى الإبتعاد عن سياسة التكوين فالاهتمام بالأكابر غير دونها من الفئات الأخرى يجعلنا نعجز عن إيجاد لاعبين يخلفون العناصر التي يتراجع مستواها أو تغادر الفريق أظن أن التكوين هو الشيء الوحيد الذي يخلص الوداد من أزماته فمن غير المعقول أن يقوم فريق في القسم المحترف الثاني بعمليات الإنتقاء في بداية كل موسم وعلى مستوى فئة الأكابر صحيح أن عملية البحث عن العصافير النادرة هي شيء إيجابي لكن يجب أن يكون ذلك على مستوى الفئات الصغرى ويتبع ذلك بصقل المواهب والإعتناء بها حتى نستفيد منها في الأكابر والدليل ما لاحظناه هذا الموسم فلولا الإعتماد على الآمال لكان الفريق في ورطة أظن يجب المزج بين الركائز الأساسية ودعمها بعناصر من المدرسة حتى يكون هناك فريق متكامل فالفئات الصغرى هي مستقبل أي فريق والإعتناء بها يعني ضمان مستقبل الفريق على المدى الطويل فبدون الإستثمار فيها لن نحقق أي شيء . هل هذا ينطبق على كل فرق الغرب ؟ بطبيعة الحال لكن هذا بدرجات متفاوتة فلما ترى النتائج التي تحققها مولودية هران أو جمعية وهران نعرف, أن هذين الفريقين إنطلقا في سياسية التكوين مجددا مثلما كان عليه الأمر في الماضي فالمولودية وحتى الجمعية أصبحا يعتمدان بشكل واضح على أبنائهما وهذا أمر جد إيجابي وأتمنى أن تتبعه جميع الفرق خاصة في الغرب الذي يعتبر خزانا للمواهب. ألا ترى أن الجانب المادي يلعب دورا في تطور الفرق؟ أظن أن النتائج هي التي تجلب الأموال فمحبو الرياضة من رجال الأعمال لما يرون العمل يتجسد على أرض الواقع لن يبخلوا على الفريق بالدعم ,فلا يشيئ يأتي من العدم وأعطيكم مثالا أخر لما تعتني بلاعب شاب ويفجر طاقاته بإمكانه أن يساهم في إفادة خزينة الفريق بأموال طائلة وهذا ما نراه حتى في الفرق الأوربية ماهي أحسن ذكرى بقيت راسخة في ذهنك مع الوداد؟ في الحقيقة كلها أيام جميلة حيث كنا كعائلة واحدة والجو كان جد حماسي داخل بيت الفريق وأظن أن أحسن ذكرى هي يوم تم إختياري للعب مع الأكابر وهو الحلم الذي يتمناه و يراود أي لاعب . ماهي أسوء ذكرى بالنسبة لك؟ أسوء ذكرى بالنسبة لي هي الموسم الذي قضيته بدون فريق بعد عدم تحصلي على أوراق تسريحي للالتحاق بفريق مولودية وهران الذي طلب خدماتي عن طريق زميلي رحم الله بلعطوي هاشمي. بالنسبة لمشاركة الفريق الوطني في الكان2015 كيف رأيتها؟ في الحقيقة الجميع كان يرشحنا لنيل الكاس إلا أننا خرجنا من الربع النهائي .الخضر ظهروا بوجه مشرف رغم الإقصاء خاصة في المباراة الأخيرة أمام كوت ديفوار والدليل شهادات التقنيين بما فيهم مدرب الفيلة الذي أثني على منتخبنا والشيئ الوحيد الذي يجب أن نؤمن به أننا نملك لاعبين لهم مستويات كبيرة ومع مرور الوقت سنقول كلمتنا شريطة المواصلة على نفس النهج . في رأيك الى أين وصل الإحتراف في الجزائر؟ حقيقة منذ عدة مواسم ونحن نسمع عن الإحتراف لكن على أرض الواقع لم نر شيئا أين هو ,أظن لكي تملك بطولة محترفة أو فريقا محترفا يجب أن تتوفر العديد من الشروط بدايتها كالملاعب المركبات الرياضية المدراس الكروية وحتى الفنادق نحن ننتظر ما ذا سيسفر عنه عام 2015 بشأن الملاعب و من جهة أخرى فالإحتراف يجب أن ينطلق من أفكار المحيط الكروي وهذا بداية من اللاعب وكذا المسيرين فلما نرى الأن لاعب ينشط في البطولة المحترفة يفكر بعقلية لاعب هاوي لا يمكننا التكلم عن الإحتراف ولما ترى رئيس يتدخل في صلاحيات مدربه فهذا ليس إحتراف والدليل على أننا لا نزال بعيدين عن الإحتراف هو ما حدث في لقاء الكأس بين قسنطينة وإتحاد بلعباس في الأخير ما هي الحلول التي يجب أن ننتهجها للنهوض بكرة القدم الجزائرية ؟ الحل هو في الإشتغال على مستوى القاعدة فبدون سياسة التكوين لن تتحسن أحوال الكرة في بلادنا ,وخير دليل على هذا هو المنتخب الوطني بالرغم من أن المغتربين قدموا الكثير لهذا المنتخب إلا أنه لا يجب أن ننكر أن جلهم تكون في الخارج وحتى اللاعبين الذين تكونوا في الجزائر هم الأن يحملون ألوان فرق أروبية. ولهذا فلا مفر من خلق أكاديميات كروية نسقل بها المواهب .