في كل بيت يوجد أكثر من حاسوب واحد ومن وسيلة تعليمية وتثقيفية لميسوري الحال إلى مظهر للتباهي بين الأصدقاء والزملاء والجيران الحاسوب هذا الوافد الجديد في حياتنا الاجتماعية والأسرية له الكثير من المحاسن لكن أضراره وخيمة ان لم نحسن استغلاله ومراقبة مرتاديه خاصة من الأطفال والمراهقين حيث يتزايد إقبال العائلات الجزائرية من سنة إلى أخرى على اقتناء الحواسب والهواتف الجوالة وغيرها من المعدات الالكترونية كما يتضاعف الوقت الذي يخصصه الأطفال والمراهقون للعب أمام شاشات الحواسب أو أجهزة التلفزيون وذلك على حساب الأوقات التي يجب أن يخصصوها للدراسة والتحصيل والمطالعة وغيرها من الأنشطة الضرورية وقد باتت هذه المسألة تؤرق الأولياء والمربين على حد سواء خاصة وقد تبين لهم أن الطفل أو المراهق أصبح شديد الانجذاب إلى اللعب بتلك المعدات حتى أنه أضحى يفضل العزلة داخل غرفته لعدة ساعات على الخروج من المنزل لممارسة الرياضة أو للعب مع أترابه أو لزيارة مكتبة عمومية أو دار ثقافة.. ولتبين مدى تأثير ألعاب الفيديو على صحة الأطفال والمراهقين وعلى نموهم الذهني والجسدي استفسرنا الدكتور ناصر أخصائي في الأمراض النفسية والعصبية والمهتم بمشاغل الأطفال والمراهقين.. الذي يرى بأن الطفل بطبعه ميال للعب واللهو والترفيه على نفسه ويعد ذلك أمرا ضروريا لتنشئته ونموه الذهني والجسدي والعاطفي ولكن إذا بالغ في اللعب وخصص له من الوقت ما يزيد عن الحاجة فإن ذلك ستكون له تأثيرات سلبية عليه. وعن ألعاب الفيديو أو اللعب التي توفرها الحواسب وأجهزة الهاتف النقال قال إنها في حد ذاتها لا تشكل خطرا عليهم ولكن في صورة إذا ما كان استغلالها على نحو سيء فإنها تصبح ضارة.. وفسر الأخصائي في الأمراض النفسية والعصبية أن قضاء الطفل أو المراهق وقتا طويلا أمام تلك الأجهزة وخاصة إذا كان في عزلة عن المجموعة وفي مكان تنقص فيه الإضاءة الطبيعية فإن تلك الألعاب تتسبب له في الإصابة بنقص في التركيز وبنقص في النظر وشرود الذهن وأوجاع في الرأس وارتعاش في العضلات وتشتيت للذاكرة لأن هذه الألعاب تستنزف الذاكرة وإذا ما أدمن الفرد عليها فإنه سيصبح كثير النسيان قليل الكلام محبا للعزلة.. محذرا من الخطأ الشائع و المتعلق أساسا برغبة الأولياء في خلق جو من السكون داخل المنزل أو على ترتيبه يحبذون انشغال ابنهم في غرفته باللعب أمام شاشة الحاسوب.. بل يعتبرون ذلك أفضل له بكثير من اللعب خارج البيت أو من زيارة قاعات الألعاب وغيرها من الفضاءات الترفيهية البعيدة عن أنظارهم وعن منازلهم.. هو اعتقاد خاطئ وأن الأولياء مدعوون إلى مراقبة أبنائهم خاصة إذا كانوا في سن الطفولة أو المراهقة.. كما أنهم مطالبون بتوجيه النصح لهم وتأطيرهم ومساعدتهم على اختيار نوعية الألعاب المفيدة لهم والمنمية للذاكرة والذكاء والقدرات الذهنية. والملاحظ أن الطفل أو المراهق يميل في عديد الأحيان إلى الألعاب العنيفة.. ونجده خلال العطل يقضي بين خمس وست ساعات يوميا بعيدا عن الأنظار وهو يتصارع افتراضيا مع عملاق مفتول العضلات لا يوجد له مثيل في الواقع.. رغبة في الانتصار عليه وإشباعا للفضول.. و شدد محدثنا على أن الأولياء مسؤولون بدرجة أولى عن كيفية استعمال أبنائهم لتلك التجهيزات الالكترونية وأنه لا يعقل أن يغضوا الطرف عنهم أو أن يستسلموا لإلحاح صغارهم وينسون أن كل شيء تجاوز الحد ينقلب إلى الضد. كما يتعين عليهم تعويد أبنائهم منذ البداية على حسن اختيار الألعاب الالكترونية وتفضيل الألعاب التي لها فوائد تربوية وتثقيفية على غيرها من الألعاب وخاصة على تلك التي تحرض على العنف الجسدي.. وبين الدكتور أن اللعب أمام الحاسوب والتلفزيون يشجع الطفل والمراهق على الخمول والكسل ويصرفه عن المطالعة وهو ما يتسبب في ضعف مستواه الدراسي.. وحث محدثنا الأولياء على استغلال العطل المدرسية للترفيه على أبنائهم ولتعويدهم على ارتياد الفضاءات المفيدة لهم ولصحتهم وعلى ممارسة الرياضة لأنها مفيدة للأجسام والعقول على حد سواء.