يعتبر إحتلال شبيبة الساورة للمركز الثاني ضمن الرابطة الأولى المحترفة لموسم 2015 – 2016 إنجازًا تاريخيًا لهذا الفريق الذي وصل إلى قمة الكرة الجزائرية بعد أقل من 10 سنوات على تأسيسه، بل سيكون ممثلا للراية الوطنية في منافسة رابطة أبطال إفريقيا الموسم المقبل، ليدخل نسور الصحراء التاريخ من أوسع أبوابه وليؤكدوا للمرة الألف مقولة الإرادة تسقط المعجزات ولا وجود للمستحيل في عالم الساحرة المستديرة. نسور الجنوب تمكنوا من مقارعة فرق ترسم الخارطة الكروية في الجزائر، بعدما اختتموا الموسم في مركز الوصافة ب 48 نقطة ، متقدمين على شبيبة القبائل ووفاق سطيف وشباب قسنطينة وكذا مولودية وهران و مولودية العاصمة وفرق لها باع طويل في البطولة. و بلغة الأرقام فإن شبيبة الساورة لم تذق طعم الهزيمة على ميدانها خلال هذا الموسم بملعب 20 أوت ببشار وتمكنت من تحقيق 12 إنتصارا، إلا أن مرحلة الفراغ التي مر بها رفقاء جاليط مع بداية مرحلة العودة جعلته يتعثر 4 مرات بعقر دياره أين فرض عليه التعادل ، ولولا تعثرها وتعادلها في 6 مواجهات بعقر ديارها طيلة الموسم لكانت الشبيبة قد نالت لقب البطولة بما أن الفارق بين الساورة و الرائد إتحاد العاصمة هو 10 نقاط فقط، فكانت الفرصة جد مواتية لفريق الساورة الذي تمكن من العودة ب15 نقطة من خارج دياره إثر فوزه بثلاثة مباريات وتعادله في ستة.وعلى المستوى الفني يبقى الخط الخلفي للساورة ثالث أحسن دفاع في البطولة الوطنية بتلقيه ل 25 هدفا، فيما حل فريق وفاق سطيف في المركز الأول ب 19 هدفا ومولودية بجاية في المركز الثاني ب 23 هدفا. أما على مستوى القاطرة الأمامية فقد تمكن هجوم الساورة من هز شباك منافسيه في 39 مناسبة إلا أن هذا لم يشفع للنسور من أجل نيل لقب أحسن هجوم وحل في المركز الرابع بعد كل من رائد البطولة لياسما ب 49 هدفا ومولودية وهران رفقة شباب بلوزداد ب 40 هدفًا. بشار تستعد لاحتضان مباريات دولية ويبقى الأهم بالنسبة للنسور هو إحتلال مرتبة مؤهلة لأهم منافسة قارية و هو ما يمثل مكسبا للجنوب ولولاية بشار على وجه الخصوص، سواء من الناحية اللوجستية أوالسياحية أوحتى التنموية ، حيث ينتظر أن تكون الساورة وجهة الجزائر بالنسبة للفرق الإفريقية، كما ستكون فرصة للقائمين على الملعب وحتى الرياضة ببشار للتأكيد على أحقيتهم في تنظيم مباريات كروية ذات مستوى عال، ولما لا إقناع هيئة روراوة بإقامة ملعب أو مركز تقني للمنتخبات الوطنية يتماشى و تحضيراتها للإستحقاقات الأفريقية، فالفائدة ستعم على أبناء المنطقة ليكون موسم 2015 – 2016 بداية عهد جديد للكرة الجزائرية التي تم إعادة رسمها بفضل فريق إسمه شبيبة الساورة.