ما فهمناه من أطباء مصلحة الأمراض الصدرية لمستشفى يوسف دمرجي بعاصمة الولاية تيارت أن المصابين بهذا المرض الخبيث والقاتل.وما أشارت إليه الدكتورة حداد فاطمة وهي مختصة بالأمراض الصدرية بالمصلحة أن جهاز "برونكوسكوبي" الذي يستعمل للكشف المبكر لسرطان الرئة معطل منذ أكثر من 10 أشهر وبالرغم من المراسلات المتعددة إلى الإدارة المعنية للمستشفى لكن الوضع بقي كما هو. الجهاز تم اقتناؤه بالعملة الصعبة مرمي داخل غرفة بالمصلحة دون أن يتمكن الأطباء من الاستعانة به وتقديم المساعدة للمرضى المتوافدين على المصلحة والرابح الأكبر بتيارت الأطباء الخواص الذين يملكون هذا الجهاز فالمريض مجبر على دفع 10 آلاف دج لكشف واحد فلا يعقل أن المستشفيات الولائية تفتقر إلى هذا الجهاز الحساس وما أكدته المختصة أن أغلب المرضى يفضلون التوجه إلى وهران بحثا عن العلاج مقابل 25 ألف دج وهي تكلفة التحاليل التي يجريها المريض إما بتيارت لدى الأطباء الخواص أو بوهران والعاصمة والتي الآن تستقبل عددا كبيرا من مرضى السرطان من ولاية تيارت .ومن جهة ثانية أكدت المختصة أن مستشفى تيارت لا يضم حاليا جراح مختص في سرطان الرئة وهذا ما ضاعف من معاناة المريض مما يستدعي توفير جراح له خبرة في العمليات الجراحية الدقيقة لاستئصال الأورام الصدرية يرافقه جراح عام وطبيب مختص في الإنعاش للقيام بمثل هذه التدخلات الطبية الحساسة وهذا لا تتوفر عليه مستشفيات تيارت مما يضطر المريض التوجه إلى مستشفى وهران لإجراء العملية الجراحية والقيام بكل التحاليل المطلوبة لدى الأطباء الخواص ثم يعود مرة أخرى إلى تيارت ليستفيد من العلاج الكيميائي بمصلحة صغيرة ثم دمجها في طابق فقط بعيادة تصفية الكلى الكائنة بمدينة تيارت مما خلق ضغطا رهيبا على أطباء المصلحة فالأرقام المستقاة تؤكد أن سرطان الرئة بتيارت يأتي في المرتبة الثالثة أي أن سرطان الثدي في المرتبة الأولى ويأتي بعدها داء السل الذي يضرب الفقراء لنقص النظافة ثم يليه سرطان الرئة نتيجة التدخين لدى الرجال فالأرقام المستقاة تشير أنه في الشهر الواحد قد يصل عدد المرضى طالبي العلاج الكيميائي إلى أكثر من 10 مما يبين ارتفاع محسوس في الإصابات وهناك عدد لا يستهان به لضيق التنفس نتيجة الإفراط في التدخين لدى مصلحة الأمراض الصدرية وقد أشار مصدر طبي أن ضعف التكوين لدى العديد من الأطباء أدى إلى إعطاء تحليل خاطئ في 3حالات تبين أنها مصابة بسرطان الرئة بعد أن توصلت التحاليل التي أجريت أنهم مصابين بالسل لكن حالاتهم كانت متأخرة جدا و هذا ما يستدعي النظر في المنظومة الصحية عبر الولاية و تكوين الأطباء في اختصاص الأمراض الصدرية فالمشكل المطروح بحدة أن أطباء تابعين للقطاع العام ليست لهم القدرة في الكشف عن المرض أو حتى التعامل مع الأجهزة الطبية لنقص التكوين في هذا المجال فالمريض والمصاب بسرطان الرئة نتيجة التدخين هو الآخر وربما العامل الأساسي هو الضغط النفسي الذي يؤدي إلى الإفراط في التدخين، فتدخين سجارة واحد هو ما يعادل قارورة مبيد أي أن نسبة النيكوتين قاتلة يمكن أن تتطور إلى خلايا سرطانية. ومن جهة يمكن القول أن الغياب التام للجمعيات هو كذلك مصدر قلق للمرضى والمصابين لهذا المرض الذي ينخر الجسد والجمعيات من المفروض أن تنزل إلى الميدان وتشارك المرضى همومهم.