عاقب الاتحاد الأوروبي لوران غباغبو بمنعه هو وعدد من مقربيه من دخول أراضيه، مهددا أيضا بتصعيد العقوبات إذا ما رفض الانصياع للإرادة الدولية وتنحى عن السلطة لصالح منافسه الحسن واتارا. من جهة أخرى، رفضت الأممالمتحدة سحب القوات الدولية من ساحل العاج ونددت بوقوع تجاوزات في مجال حقوق الإنسان. وقرر الاتحاد الأوروبي أمس أثناء اجتماع خبراء معاقبة لوران غباغبو الذي أعلن نفسه رئيسا لساحل العاج و18 شخصا من المقربين منه بحظر دخولهم أراضي دوله، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. وتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن في بروكسل بين ممثلي الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المجتمعين في فريقي خبراء خاصين بأفريقيا والعلاقات الخارجية، كما أضافت المصادر لوكالة فرانس برس. ويتعين ليصبح القرار ساري المفعول، ان تصادق عليه رسميا بحلول منتصف نهار الاربعاء الحكومات الاوروبية من خلال اجراء خطي. ويجب ان تؤكد العواصم الاوروبية موافقتها على الاجراء في رسائل خطية. وأوضح دبلوماسي أوروبي تقرر في مرحلة أولى فرض حظر تأشيرات فقط لأن هذا الإجراء سهل التطبيق. وتجميد الأرصدة قادم لكن الإجراء يتطلب وقتا أطول. في حين تزايدت حدة الأزمة في البلاد الاثنين بعد أن طلب الرئيس لوران غباغبو، الذي لم تعترف به الأسرة الدولية كرئيس شرعي للبلاد، من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومن القوات العسكرية الفرنسية ليكورن مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن. ويخشى المتتبعون لشؤون هذا البلد من وقوع اشتباكات بين القوات الأممية والقوات العسكرية الموالية للوران غباغبو التي لا تزال تسيطر على المناطق الحساسة في البلاد وعلى مؤسساتها الحيوية وفي خطوة لتهدئة الأوضاع، قال المتحدث باسم البعثة الأممية في ساحل العاج حمدون توري : مهمة القوات الأممية هي الحفاظ على أمن المواطنين و منع أي أعمال عنف بين مناصري الرئيسين، إضافة إلى الحفاظ على سلامة المدنيين، مضيفا ليس من صلاحيات القوات التابعة للأمم المتحدة الدخول في مواجهة عسكرية مع القوات المساندة لغباغبو. ومن جهته، طلب الحسن واتارا رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الأحد من بان كي مون أن يبقي القوات الأممية في مواقعها وإلى عدم الاستجابة إلى مطلب لوران غباغبو. وفي هذا الشأن، أعلن باتريك أشي، المتحدث باسم حكومة الحسن واتارا أن الأخير وجه رسالة إلى بان كي مون يطالبه فيها بصفته رئيسا شرعيا للبلاد ببقاء قوات الأممالمتحدة في ساحل العاج ويعلمه أن قرارات لوران غباغبو باطلة ولا قيمة لها. وإلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة الأحد رفضها سحب قواتها وحذرت لوران غباغبو من العواقب في حال التعرض لعناصر القوات الدولية، منددة في الوقت نفسه بوقوع تجاوزات كثيرة في مجال حقوق الإنسان. ميدانيا، الوضع قابل للانفجار في أي لحظة بحسب كريم حقيقيي مبعوث فرانس 24 إلى ساحل العاج الذي قال إن الخوف هو سيد الموقف في العديد من الأحياء الموالية للحسن واتارا بسبب تعرضها إلى هجمات ليلية من قبل مليشيات تابعة للوران غباغبو. وأضاف كريم حقيقي : القوات الأممية لا تملك الإمكانيات الكافية للدخول إلى هذه المناطق من أجل حماية السكان، مضيفا أن الخوف بدأ أيضا ينتاب الجالية الفرنسية في ساحل العاج التي لا تعرف هل تبقى أم تغادر البلاد. وقال كريم حقيقي: السفارة الفرنسية مستعدة لإجلاء كل الفرنسيين المتواجدين في البلاد، لكن الترقب هو سيد الموقف في الوقت الحالي. ومنذ بداية الأزمة في ساحل العاج قتل حوالي 50 شخصا فيما أصيب المئات بجروح، الأمر الذي دفع الحكومتين الأمريكية والبريطانية إلى الطلب من رعاياها مغادرة البلاد تحسبا من حرب أهلية. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي الاثنين لبحث الوضع في ساحل العاج وتجديد مهمة القوات الدولية التي تنتهي في 31 ديسمبر الجاري.