دعا، المتدخلون، في الندوة التاريخية التي نظمت بمناسبة الذكرى ال 25 لوفاة فرحات عباس، إلى ضرورة تصحيح التاريخ وإعادة الاعتبار لهذه الشخصية التاريخية، حيث تم التركيز على التزام فرحات عباس وخصاله الإنسانية، الفكرية، النضالية والسياسية باعتباره كان رجلا كان يتمتع بثقافة كبيرة برزت من خلال كتاباته خلال وبعد الثورة التحريرية. أجمع المتدخلون، أمس، بمنتدى المجاهد، بالعاصمة، بمناسبة الذكرى 25 لوفاة أول رئيس للمجلس الوطني التأسيسي، فرحات عباس، في ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد حضرها أقرباء وأصدقاء وكذا مؤرخون، أجمعوا على ضرورة إعادة الاعتبار لشخصية فرحات عباس وذلك من خلال إعادة تصحيح التاريخ، محملين المسؤولية لرجالات التاريخ والكتاب الذين لم يؤرخوا للثورة الجزائرية ولم يعطوا الصورة الحقيقية لرجالات الثورة الذين قدموا كل ما لديهم من أجل تحرير الجزائر. قال، المؤرخ محمد القورصو، أن التاريخ يبنى على أساس الخطاب الرسمي وليس على أساس الوقائع، مؤكدا أن الأبحاث التي قام بها تؤكد، أن موقف جمعية العلماء المسلمين في 1936، كان عنيفا تجاه فرحات عباس، رغم ذلك، يضيف ذات المتحدث، لم تحدث القطيعة بين الطرفين، موضحا أن فرحات عباس شارك مع جمعية العلماء المسلمين في الملتقيات والاجتماعات التي نظمت بعد تلك الفترة بالإضافة إلى كونه بقي على اتصال دائم مع رئيس الجمعية، بدورها، دعت ابنة أخت فرحات عباس، السيدة ليلى بن عمار بن منصور، الدولة الجزائرية لإعادة الإعتبار لفرحات عباس بسبب التهميش الذي طاله، وذلك من خلال تصحيح التاريخ الذي قالت بشأنه أنه لم ينصف قريبها. من جهته، تطرق، الأستاذ والباحث، عمار بلخوجة، إلى المشوار السياسي لفرحات عباس، مؤكدا أن فرحات عباس عرف بانفتاحه السياسي والفكري، حيث تحول خلال حياته السياسية التي تمتد على أكثر من ثلاثين سنة، من فكرة الاندماج إلى الفكرة الاستقلالية، ومن الإصلاحية إلى الثورية، وكان قبل ذلك قد انضم إلى فيدرالية النواب المسلمين الجزائريين التي أسسها الدكتور بن جلول عام 1930 والتي كانت تهدف إلى جعل الجزائر مقاطعة فرنسية، مضيفا أنه بعد أن اندلعت الثورة الجزائرية، كتب فرحات عباس في صحيفة الجمهورية "إن موقفنا واضح ومن دون أي التباس. إننا سنبقي مقتنعين بأن العنف لا يساوي شيئا"، ولكنه ما لبث أن غير موقفه تماما، إذ قام في أفريل 1956 بحل حزبه وانضم إلى صفوف حزب جبهة التحرير الوطني وكان قبل ذلك قد توجه إلى القاهرة ليلتقي بقادة الثورة ومن بينهم أحمد بن بلا، وفي صائفة 1956 قد قام بجولة دعائية للثورة الجزائرية في أقطار أمريكا اللاتينية كما زار عدة عواصم عالمية أخرى، من بينها بيكين وموسكو عام 1960، وبعد مؤتمر الصومام، يضيف ذات المتحدث، عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وقاد وفد الجزائر في مؤتمر طنجة المنعقد بين 27 و30 أفريل 1958 الذي حضرته القيادات المغاربية، ثم عين رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958 واستمر على رأسها إلى أوت 1961 ليحل محله بن يوسف بن خدة، بعد أن اشتدت خلافاته مع القيادة العامة لجيش التحرير . وتجدر الاشارة إلى أن فرحات عباس من مواليد سنة 1899 بمنطقة الطاهير بجيجل، تردد على المدرسة القرآنية قبل أن يزاول تعليمه العام بثانوية سكيكدة ثم بجامعة الجزائر حيث تخرج حاملا شهادة صيدلي، و بدأ فرحات عباس نضله في إطار جمعية للطلبة الجزائريين وترأس ودادية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا (1927-1931) وهو مؤسس جمعية أحباب البيان والحرية هذا فضلا عن كونه المؤسس مناصفة للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وتولى من سنة 1958 إلى 1962 منصب رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.