تشهد مغارة الكهوف العجيبة ببلدية زيامة منصورية، بولاية جيجل، إقبالا كبيرا و متزايدا من سنة لأخرى، لاسيما بعد الانتهاء من إنجاز نفق دار الواد المجاور للمغارة وفتحه أمام مستعملي الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين جيجل وبجاية، وغلق الطريق في جزئه المار فوق المغارة العجيبة. وقد زاد هذا النفق الذي أُنجز وفقا لأحدث المقاييس العالمية حلة جديدة لروعة المكان بين خضرة الجبال وزرقة البحر وشساعة شاطئ الكهوف. وأمام هذه الوضعية ارتأت السلطات المحلية إلى تهيئة حظائر لتوقف السيارات والحافلات التي تتوافد من كل ولايات الوطن، رغم ضيق المكان.... المغارة العجيبة بزيامة منصورية تمثل إحدى أهم المعالم الأثرية والسياحية في الجزائر، إضافة إلى كهوف أوقاس ببجاية، وبني عاد بتلمسان. هذه الكهوف تزداد شهرتها من سنة لأخرى وطنيا ودوليا، حيث تعرف يوميا توافدا كبيرا للزوار.. وحسب آخر الإحصائيات فقد استقبلت الموسم الماضي أزيد من 300 ألف زائر، أي بمعدل 03 آلاف يوميا. نوازل تشبه آلات عزف إفريقية تصدر أصواتا شجية، تمثال الحرية بأمريكا، وكأس العالم.. أهم ما يميز مغارة الكهوف العجيبة، التي تقع غرب عاصمة ولاية جيجل بحوالي 35 كلم، وبالضبط بمحاذاة “دار الواد” في الزاوية المقابلة لنفس الشاطئ، وقد اكتشفت سنة 1917 من طرف عمال الجسور والطرقات أثناء قيامهم بشق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين جيجل وبجاية، وهو يتوسط الكورنيش الجيجلي على مسافة 25 كلم، مما اضطرهم إلى ثقب نفق أدى إلى ظهور هذه المغارة التي تشكل ظاهرة عجيبة في شكل معلم طبيعي أثري وسياحي. ومن غرائب هذه المغارة احتوائها على أشكال غريبة مجسدة في الطبيعة عبر العالم، تشكلت بفعل ظاهرة تسرب مياه الأمطار المحملة بالكلس والأملاح المعدنية مشكلة بذلك نوازل وصواعد وأشكال مختلفة، من بينها تمثال الحرية بأمريكا، كأس العالم، برج بيزا بإيطاليا، قصر الكريملين بموسكو، البوذا، سمكة مجمدة، ضرسة كبيرة بجذور، إسم الجلالة “الله” بالعربية، شكل جنين في بطن أمه، الأرجل الأربعة للجمل، القردة الثلاثة التي تمثل رمز الحكمة، وغيرها من الأشكال التي أبدعها الخالق، والتي تشكلت بواسطة الترسبات الكلسية داخل المغارة بفضل مياه الأمطار التي تكون محملة بمختلف المعادن. ومن عجائب وغرائب هذه المغارة أيضا نمو هذه النوازل والصواعد، حسب ما أثبته الخبراء، بمعدل01 سم في القرن، وأن درجة الحرارة داخل المغارة ثابتة طيلة فصول السنة، وهي تحمل ترقيم ولاية جيجل أي 18 درجة.. في حين تبلغ درجة الرطوبة 60 فما فوق. وقد تعرضت بعض الأشكال، خلال الأزمة الأمنية الماضية، إلى التخريب الجزئي، وهوما يسجله الزائر خلال دخوله إلى المغارة التي أعيد فتح مدخلها الرئيسي المطل على الطريق الوطني رغم مخاطره بعد تعرض المدخل الثاني المطل على البحر إلى تصدع جدار الدعم بفعل الأمواج. وحسب مصالح حظيرة تازة التي تشرف على هذا المعلم الأثري والسياحي الهام، فقد أعيد تجديد جسر حديدي لفتح المدخل السابق لرفع الضغط عن المدخل الرئيسي. وحسب ذات المصالح، فإن المغارة تكون مغلقة طيلة شهور السنة إلى غاية الفاتح ماي أين تفتح أمام الزوار الذين يدفعون تذكرة بقيمة 30 دج للكبار و15 دج للصغار، في حين يكون الدخول إلى المغارة مجانيا طيلة أشهر السنة للبعثات التعليمية والرحلات المنظمة والوفود الأجنبية. ويبقى الزائر للكورنيش الجيجلي يكتشف الكثير من عجائب الحظيرة الوطنية بتازة، لاسيما بعد الإنتهاء من أشغال إزالة النقاط السوداء بطريق الكورنيش وتوسيعه، وكذا تهيئة الشواطئ المجاورة، وكذا مساحات وفضاءات للعائلات على جانب الطريق.. حيث ستكون الفرصة سانحة للزوار للتمتع بالمناظر الساحرة والتقاط صور نادرة مع قردة "الماڤو". وبهذا تفتح هده المغارة أبوابها كل سنة أمام الزوار وتبقى المحطة الأولى للسياح وزوار عاصمة الكورنيش .