تدعمت الساحة الإعلامية المحلية لولاية وهران خلال الأشهر و السنوات الأخيرة بعناوين رياضية جديدة جاءت لتثري الإعلام الرياضي المحلي الوهراني و الجهوي خاصة في ظل الاهتمام و الشغف المتزايد للجمهور الرياضي و الكروي بوجه الخصوص لمعرفة كل كبيرة و صغيرة عن فرق الناحية الغربية سواء كانت تنشط في الرابطة الأولى أو الثانية أو حتى الأقسام السفلى التي باتت تلقى اهتماما متزايدا عكس السنوات الفارطة. اختيار معظم هذه الجرائد لولاية وهران كمقر اجتماعي و رئيسي لها لم يأت بمحض الصدفة فوهران باتت تكتسي في الآونة الأخيرة أهمية رياضية متزايدة خاصة بعد فوزها بشرف تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 ، كما أن الإخفاقات المتتالية للناديين العريقين مولودية وهران و جمعية وهران و بقية أندية الغرب باستثناء شبيبة الساورة مقابل تألق أندية الوسط و العاصمة على وجه الخصوص جعل الاهتمام و التغطية الإعلامية لأندية الغرب في الجرائد الوطنية تتقلص بشكل كبير و هو ما دفع بالعديد من أنصار مختلف هذه الأندية إلى ارتداء ثوب الصحفي و إنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" لتغطية مستجدات فرقهم المفضلة . ومن بين الجرائد الرياضية الجديدة التي ظهرت حديثا بوهران نذكر "البلاغ الرياضي" و "بولا" و "البطل" و "الدوري" علما أن المقر الاجتماعي لهذا الأخير هو بتيغنيف في ولاية معسكر ، و "90 دقيقة" الذي يعتبر أقدم نسبيا . و تبقى هذه الجرائد الرياضية أمام تحد كبير يتمثل في التعامل باحترافية مع تغطية الأحداث الرياضية بغرب الوطن لضمان المصداقية و ثقة المتتبعين في وقت يغرق فيه الإعلام العالمي بشكل عام في الإشاعات و البحث عن الإثارة على حساب الموضوعية و المعلومة الصحيحة. أما التحدي الآخر الذي تواجهه هذه الجرائد فهو مجابهة الصفحات الرياضية المنتشرة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تنشر المعلومة و الصورة في الوقت الحي. و لمعرفة آراء بعض المشرفين على الجرائد الرياضية المؤسسة بوهران حول الموضوع ، اقتربت "الجمهورية" من جريدة "البلاغ الرياضي" و تحدثت مع مدير تحريرها كاري محمد ، كما كان لنا حديث مع مدير نشر جريدة "بولا" سعاد بركاش. المتحدثان كان لهما آراء مشتركة و أخرى مختلفة. بركاش سعاد (مديرة نشر جريدة "بولا") :" الجهة الغربية كانت بأمس الحاجة للجرائد الرياضية " « جريدة "بولا" الرياضية من الجرائد الأولى في هذا التخصص في الجهة الغربية،اسمها مأخوذ من كلمة في اللغة البرتغالية "أبولا" بمعنى "الكرة" و هو اسم كذلك لجريدة برتغالية عالمية تعنى بالرياضة . و قد أخذ الاسم المعنى نفسه في الدارجة الوهرانية ، و عليه فأينما نذهب وقع كلمة "بولا" وهراني المسمع. الزخم في الجرائد الذي تتمتع به ولاية وهران اليوم و الغرب الجزائري خاصة له تأثيرات ايجابية من حيث نوعية المعلومة التي تعطى للقارئ و التي أصبحت تمتاز بالجودة ، تنوع المعلومات في جميع تخصصات الرياضة . وهران و الجهة الغربية ككل كانت في أمس الحاجة لجرائد من هذا النوع، أي مقرها الاجتماعي فيها ،فرغم وجود جرائد وطنية لها صيتها إلا أن معالجة الرياضة الجوارية و اعطاء الاهتمام للعمل الجواري فرض علينا اختيار تخصص الرياضة و هو ما لم يتم معالجته من طرف القلة من الجرائد التي كانت توزع بالباهية و بالجهة الغربية. أيضا وجود ناديين عريقين مثل المولودية و الجمعية دون أن ننسى الرابيد ، إتحاد بلعباس، أولمبي الشلف و العديد من النوادي بالجهة الغربية ككل، هذا العدد الكبير من النوادي و الجمعيات الرياضية فرض هو الآخر وضع منبر اعلامي متخصص خاصة و أن هذه النوادي و غيرها تلقى اقبالا جماهيريا منقطع النظير. كذلك اتجاه جل المواطنين لقراءة الصحف الرياضية خاصة الفئة النسوية التي بدأت تهتم بالرياضة حفز أكثر على ظهور هذه الجرائد". كاري محمد (مدير تحرير"البلاغ الرياضي") :" الفايسبوك اكبر منافس للصحف الرياضية " "حسب رأيي كثرة الجرائد الرياضية في الغرب الجزائري وبالأخص بوهران لم تأت بأية إضافة للرياضة بغرب البلاد، حيث ورغم كثرة العناوين الرياضية إلا أن عدم اكتراث القرّاء بها وعدم إطلاعهم عليها جعل تواجدها مثل عدمه اللهم ، إلا إذا استثنينا جريدتين أو ثلاثة على أقصى تقدير، وهذا بالنظر إلى العديد من الأسباب نذكر منها التطور التكنولوجي وغزو الصفحات الرياضية لمواقع التواصل الاجتماعي التي كثيرا ما تضمن المعلومة قبل الصحف وتضعها تحت تصرف المتتبعين للرياضة سواء تعلق الأمر بالوطنية أو المحلية، كما أن فرق الجهة الغربية لم تعد تصنع الحدث الكروي كما كان عليه الشأن في وقت سابق، فتحولت إنجازاتها إلى مهازل مما جعل الكثير ينفر من متابعة يوميات تلك الأندية وهو ما انعكس بشكل مباشر على مبيعات الصحف. أحمد بوخليفة (مدير نشر جريدة "الدوري") : "الاعلام الرياضي في توسع " " الأخبار الرياضية هي الأكثر تسويقا مقارنة بالميادين الأخرى كالسياسة ، هناك نفور كبير للقراء من هذه الميادين ، يضاف إلى ذلك أن محتوى غالبية الجرائد اليومية العامة أصبح فارغا و حتى الأقلام التي تكتب في هذه الجرائد ليست ذات مستوى عال ، فما عدا الجرائد الحكومية التي تعطي الاعتبار لصحفييها ، و هناك سبب آخر و هو أنه منذ توقف منح الإعتمادات للجرائد اليومية الجديدة بات على الراغبين في تأسيس جرائد أن يختاروا تخصصا ما و بما أن الميدان الرياضي هو الأكثر مقروئية فإن أصحاب هذه الجرائد بوهران اختاروا جميعهم تخصص الرياضة فيما نجد بالعاصمة جرائد متخصصة في ميادين أخرى كالثقافة مثلا، و في ما يخص أهمية الإعلام الرياضي بعاصمة الغرب الجزائري فهو بطبيعة الحال تنوير الرأي العام و خاصة الاهتمام بالرياضة الجوارية وهذه أولويتنا في جريدة "الدوري" فقد شكلنا شبكة من المراسلين بمختلف ولايات الغرب الجزائري كعين تموشنت و سيدي بلعباس و تلمسان للاهتمام بكل الفرق و الرياضة الجوارية المهمشة في الجرائد الأخرى".