سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المجاهد عبد الغني عقبى يتسلم وسام الذاكرة من «مشعل الشهيد» في رحاب «الجمهورية» "وثائق جيش التحرير و المجلس الوطني للثورة مرجعان أساسيان لكتابة التاريخ"
"تاريخ الجزائر عظيم و لا يبدأ من حقبة الاستعمار الفرنسي" "الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير و نفخر بإنجازاته على الحدود" كان المجاهد عبد الغني عقبي أمس ضيف شرف جريدة الجمهورية التي احتضنت منتدى الذاكرة لجمعية مشعل الشهيد و هذا بمناسبة اليوم الوطني للشهيد حيث حضي بتكريم من طرف الجمعية التي دأبت على مثل هذه المبادرات ،و من خلال الشهادات التي قدّمها عن ثورتنا المجيدة عاد المجاهد بالذاكرة إلى أحداث خالدة فاسترسل في سرد الكثير و الكثير من الوقائع و الأحداث منها ما هو مدوّن و منها ما يزال ينتظر دور المؤرّخين لتوثيقها و حفظها ،حيث قال بأن لكل مجاهد على قيد الحياة مخزون لا يستهان به حول تاريخ ثورتنا المدفّرة فمنهم من بادر إلى كتابة مذكّرات و منهم من يحتفظ بذاكرته و لم يسع إلى تدوينها لكن هذا لا يعني بأن تاريخ الجزائر إبّان الحقبة الاستعمارية مفقود أو مبعثر و لكنه بحاجة إلى إرادة مشتركة لجمعه و تدوينه فقال عبد الغني عقبي "كتابة التاريخ لا يمكن أن تتم بطريقة أكاديمية محضة من طرف المجاهدين و إنما هو عمل مشترك بين المؤرخين و المجاهدين لكن شرط أن يكتب التاريخ من ذاكرة عاشوا الوقائع الثورية و لم يحرفوها و ليس من الوثائق الفرنسية و الوقائع التي دوّنها المستعمر الغاشم " و قال المجاهد عبد الغني عقبي أيضا "هناك تحريف و تزييف للحقبة الاستعمارية فالكثير من الأحداث و الإحصائيات زيّفت لأنها ببساطة أخذت من الأرشيف الفرنسي و ليس من شهادات المجاهدين الجزائريين الذين عاشوها فحان الوقت اليوم لفتح باب الوثائق الجزائرية التي تركها جيش التحرير الوطني و المجلس الوطني للثورة الجزائرية للمؤرّخين لأن وثائق جيش التحرير هي المرجع الأساسي عند تدوين تاريخ الجزائر خلال الحقبة ما بين 1830 و 1954 " و أضاف أيضا " ليس علينا أن ننتظر استلام الأرشيف الموجود بحوزة فرنسا بل علينا أن نبدأ باستغلال الأرشيف الذي بحوزتنا فالكثير من المجاهدين و الشهداء الأبرار سجّلوا و دوّنوا الوقائع و الأحداث التي عايشوها بكل أمانة فكان الأجدر بنا استغلالها لأنها موثوقة و أصلية و على ذكر التحريف أذكر بأنني قدّمت إحصائيات و أرقام حول القنابل التي تركها المستعمر الفرنسي بالمنطقة التاريخية الثامنة التي كنت قائدها فكان عددها بالضبط 6 ملايين و 800 الف قنبلة لكن تفاجأت بعد ذلك بأن العدد قد نزل إلى مليونين عند تدوين التاريخ ،و ليس هذا فقط ،فقد وقع تحريف لعدد الشهداء الأبرار فقيل أنه اقل من مليون و نصف شهيد و هذا بالطبع استنادا إلى أرشيف فرنسا لكن الحقيقة موجودة في الأرشيف الجزائري و أشهد أنا شخصيا بأن عدد الشهداء ما بين جنود و مدنيين بولايتي سعيدة و مشرية كان 390 ألف شهيد خلال الثورة التحريرية لذلك لا يمكننا أن نجد الحقيقة سوى بذاكرة المجاهدين و في أرشيف جيش التحرير و المجلس الوطني للثورة " و أكّد ضيف جريدة الجمهورية في سياق كلامه "لا يجب أن ننتظر من المجاهدين أن يكتبوا التاريخ كتابة أكادمية لأنهم ليسوا أهل اختصاص و لكن يجب إشراكهم في هذا العمل تأخذ مذكراتهم كمرجع أساسي عند تدوين الحقبة الاستعمارية ،و الأهم من ذلك هو أن تاريخ الجزائر لا يبدأ من حقبة الاستعمار الفرنسي بل هو أبعد من ذلك و عمره قرون و قرون بل و أصبحت أسماء البعض مثل ماسينسا و غيره رموزا عن تاريخ بلدنا العريق" و حاول المجاهد خلال الندوة نفض الغبار عن بعض الإشاعات التي حاول أعداء ثورتنا المجيدة ترويجها لتشويه تاريخ هذه الحقبة و بطولات الشعب الجزائري فقال "الثورة الجزائرية ليست من صنع أشخاص معينين أو قبائل أو عروش بعينها و إنما هي إنجاز تاريخ عظيم صنعه شعب بأكمله كان يؤمن بوحدته و مبادئه و مرجعه الإسلام و المصحف الشريف لذلك كان مبدأ الجزائريين في كل بقعة من هذا البلد العزير و خاصة بالمنطقة التاريخية التي كنت أديرها المحافظة على القرآن الكريم مهما كانت بشاعة العمليات العسكرية و التصعيد الذي كان يقوم به المستعمر. و لم يغفل عبد الغني عقبي الحديث عن الجيش الوطني الشعبي الذي قال عنه بأنه سليل جيش التحرير الوطني و انجازاته في حماية حدودنا و وحدة ترابنا و شعبنا فخر و شرف لنا فأسعد عندما أسمع بأن قوّة جيشنا الوطني تزداد و عن العمليات الناجحة التي يقودها برباطة جأش ما يجعلني أطمئن لأن الجزائر لا تزال محط أطماع الشرق و الغرب" .