250امرأة من الوسط الريفي تلتحق بمراكز التكوين المهني حضيت المرأة الريفية عبر مختلف ولايات الوطن باهتمام كبير من خلال عديد مشاريع التنمية المستدامة التي أقرها برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد "عبد العزيز بوتفليقة "،والتي أعطت دفعا قويا للتطور الاقتصادي والاجتماعي الشامل حيث أصبحت المرأة اليوم في وسطها الريفي البسيط تشرف على مشاريع قيمة و ناجحة التي كانت في السابق حكرا على الرجل مثل تربية الحيوانات و الدواجن و إنتاج العسل و غرس الأشجار المثمرة، و الإشراف على المستثمرات الفلاحية و غيرها من المهام التي رفعت فيها المرأة الريفية التحدي و فرضت وجودها بقوة فكانت رمزا للمرأة المكافحة و المتحدية. وللوقوف على مدى عزيمة وصلابة المرأة الريفية الجزائرية كانت لنا خرجة ميدانية إلى العديد من المستثمرات الفلاحية المتواجدة بولاية وهران والتي تديرها مجموعة من النسوة منهن من تلقين تكوينات جامعية و يحملن شهادات متخصصة و منهن أمهات ربات أسر علمتهن الطبيعة كيف يخدمن الفلاحة بحب و شغف من خلال استثمار وقتهن و جهدهن و بإمكانيات مادية محدودة في مشاريع منتجة منها إقامة بساتين وحقول وتربية النحل وإنتاج العسل وتربية الأبقار و الأغنام و الدواجن و حتى الأرانب وغيرها من الأعمال و مشاريع الدعم الفلاحي والتي من خلالها فتحت بدورها مناصب شغل لعديد الفتيات الريفيات الماكثات بالمنزل نسوة حولن الأرض القاحلة إلى جنة غناء و سنتطرق في هذا الصدد إلى السيدة" الحاجة حليمة " البالغة من العمر 50 سنة و التي تشرف على مشروع زراعة أشجار الزيتون على أرضها الفلاحية المقدرة مساحتها ب 3 هكتارات الواقع بغابة مسيلة بولاية وهران، وقد استطاعت هذه المرأة المكافحة في ظرف قياسي أن تحول الأرض القاحلة إلى جنة خضراء بإرادتها القوية و عزيمتها الصلبة التي أعطتها القوة في تحقيق أحلامها، وفي هذا الصدد صرحت السيدة حليمة أنها قد اختارت العمل في هذا المجال حبا في الأرض وقد اختارت زراعة الزيتون التي حققت من خلالها نتائج ايجابية وهذا بفضل تدعيم الدولة و رغم المعاناة و الصعوبات التي واجهتها إلا أنها ضلت صامدة إلى أن حققت هدفها في استغلال قطعة الأرض التي تملكها و تحصيل نجاحها في النهاية بمئات أشجار الزيتون التي سهرت على نموها و سلامتها مثلما تسهر على أطفالها حتى تصل إلى الغاية الأسمى و هي دعمها للإنتاج الوطني للزيتون و المساهمة في التنمية الاقتصادية للوطن.وحول سؤالنا عن نظرة المجتمع إليها فقد قالت أنها قد تغيرت ....إذ ينظر إليها اليوم كعنصر فعال و منتج في المجتمع وكغيرها من المهن النشطة التي تمارسها المرأة بصفة عامة هذا ما يحفزها إلى العمل بجدية وصرامة ،كما أكدت أن ابنتها ستحدو حدوها في خدمة الأرض لكن بشهادة جامعية حتى تساير ركب التنمية لقطاع الفلاحي باستخدام وسائل وتجهيزات تكنولوجية متطورة بغية رفع من نسبة الإنتاج كما كانت أيضا لنا دردشة مع إحدى الفلاحات السيدة " ملوكة " بمنطقة مسرغين و التي وجدت نفسها تشتغل في الأرض بعد وفاة زوجها الذي كانت تشاركه في نشاطه المتمثل في تربية النحل و إنتاج العسل إلى جانب تربية الدواجن و الأرانب حيث ذكرت أنها تربت في وسط ريفي منذ صغرها تعلمت كيف تحب و تعتني بالأرض التي تعني لها الكثير و على تربتها رسمت أحلامها الصغيرة و علقت آمال شبابها في أن تكون يوما ما مستثمرة ناجحة في أرضها و كان لها ذلك عندما عملت بتفان و رأت حلمها يكبر أمام عينيها و إن كان تأخر كثير بالنسبة إلى سنها إلا أنها استقبلت نجاحها بطموحات الشباب و زاد ما رأته من تطور في إنتاج العسل من عزيمتها على العمل و الاجتهاد أكثر وفق إمكانياتها المحدودة لتطوير تربية النحل و إنتاج العسل.وتأمل السيدة ملوكة رفقة أبائها من توسيع المشروع والبدء في إجراءات عمليات التصدير الخاصة بمنتوج العسل أكثر من 750 امرأة تقتحم عالم الفلاحة
وفي هذا الإطار أكد السيد "براشمى مفتاح الحاج "رئيس غرفة الفلاحة بولاية وهران أن المرأة قد سجلت انخراطها في مجال الفلاحة بولاية وهران خلال السنوات الأخيرة حيث بلغ عددهن 750 إمرأة منخرطة في القطاع من ضمن أكثر من 10 آلاف فلاح كما تعرف أيضا بتواجدها القوي في مجال تربية الثروة الحيوانية و زراعة الأشجار المثمرة، والملفت للانتباه كما أكد ذات المسؤول هو أن النساء من حاملات الشهادات العليا من مهندسات دولة في الزارعة و متخصصات في مجالات مختلفة اخترن التوجه إلى الريف للاهتمام بالأراضي و الاستثمار فيها من خلال إقامة مشاريع ناجحة في مجالات مختلفة. ومن جهة أخرى أوضح مدير الفلاحة السيد "القاض طاهر " أن المرأة استطاعت أن تثبت وجودها في أكثر من ميدان، حيث تمكنت من فرض كلمتها في المجال الفلاحي من خلال استفادتها من أراض فلاحية وتحويلها إلى مستثمرات ناجحة مما فتح الشهية للكثير من الشباب في منافسة المرأة والدخول إلى عالم الفلاحة بعد النجاحات المتتالية التي سجلتها هذه الأخيرة مشيرا أن المرأة قد أثبتت في أكثر من مرة أنها قادرة على الإدارة والتسيير وهذا بفضل البرامج الفلاحية التي أقرتها الوزارة والتي أعطت ثمارها منها برامج التجديد الفلاحي أو ما يسمى "تعمير الريف "و هذا بإقامة العديد من المشاريع التنموية هذا ما دفع بالتفكير في خلق خلية خاصة بهذه الفئة على مستوى مديرية الفلاحة تهدف بالدرجة الأولى إلى ترقية المرأة الريفية، وهذا بدراسة كل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الخاصة بكل منطقة بغرض استفادة المرأة الريفية من المرافقة الكافية والبرامج التي تتناسب وخصوصية المنطقة التي تقطن فيها. تمويل 39 مشروع فلاحي للمرأة أما عن المدير الولائي لوكالة دعم تشغيل الشباب فرع وهران فقد أوضح السيد "فيصل هاشمي" فقد ذكر أن 20 بالمائة من الملفات المطروحة على مستوى هذا الجهاز تتعلق باستفادة النساء من مشاريع قطاع الفلاحة و قد تم خلق لجنة خاصة تشرف على دراسة الملفات والمصادقة عليها بعد إتمام الإجراءات الإدارية مضيفا أن جميع المشاريع التي تم تمويلها لصالح النساء و عددها 39 مشروع خلال السداسي الأول من السنة الجارية كانت ناجحة في مجملها و احتلت المرأة فيها الصدارة من ضمن كل المشاريع الممولة من قبل وكالة دعم تشغيل الشباب (اونساج)، كما تفتح الوكالة أبوابها لكل الفئات من النساء الراغبات في دخول عالم الفلاحة و الاستثمار في مشاريع تنموية و في هذا الصدد برمجت دوارات تكوينية لفائدة المرأة الراغبة في إدارة و تسيير مشاريع فلاحية. إضافة إلى فتح مركز على مستوى الجامعة لتسهيل مهمة خلق و إنشاء المؤسسة لحاملات الشهادات الجامعية و لقيت المبادرة إقبال كبير من قبل الراغبات في ولوج عالم الفلاحة. و بالنسبة لقطاع التكوين المهني فقد أكد السيد "بوزيد العيد "المكلف بالإعلام على مستوى هذه الهيئة أن القطاع حرص على رفع التحدي وسعى إلى أن تتواجد المرأة بقوة في إطار البرامج المختلفة الهادفة إلى تنويع الاقتصاد الوطني وخاصة المجال الفلاحي بعدما تبين أن المرأة لها دور مهم في المجتمع فهي تساهم بدينامكية متجددة وتبدي الكثير من مؤهلات التجديد والتنويع ومن المرتقب أن تلتحق خلال دورة سبتمبر المقبل نحو 250 إمرأة بفرص التكوين على مستوى كل من مركز التكوين المهني بحاسي بونيف ومسرغين ،هذا الأخير أصبح قطبا بامتياز في قطاع الفلاحة بعد تجهيزه بأحدث الوسائل المتطورة لمسايرة تكنولوجيات الزراعة الحديثة والتي من شأنها تغيير نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة الريفية.