أنقذت رياضة ألعاب القوى مرة أخرى المشاركة الجزائرية في أكبر منافسة رياضية عالمية و هي الألعاب الأولمبية و ذلك خلال أولمبياد ريو دي جانيرو التي أقيمت بالبرازيل من 5 إلى 21 أوت الفارط بفضل العداء توفيق مخلوفي الذي أهدى الجزائر الميدالية الفضية في سباق 800 متر و الميدالية الفضية كذلك في سباق 1500 متر و هو الذي كان قد أنقذ الجزائر في أولمبياد لندن 2012 من خلال إحرازه للميدالية الذهبية في سباق 1500 متر. رياضي جزائري آخر خطف الأنظار خلال دورة ريو و هو العربي بورعدة الذي أنهى منافسات العشاري في مرتبة خامسة بطعم المرتبة الأولى بالنظر إلى التضحيات التي قدمها و التي استطاع من خلالها اكتساب إعتراف و احترام منقطعي النظير لدى الشعب الجزائري حتى أنه كاد أن يخطف النجومية عن مواطنه المتوج توفيق مخلوفي. عداء جزائري آخر تألق خلال هذه الألعاب رغم عدم تتويجه و هو العداء الصاعد و صاحب ال24 ربيعا عبد المالك لهولو الذي حطم الرقم القياسي الجزائري في سباق 400 متر حواجز إثر احتلاله المركز الأول في مجموعته خلال الدور التصفوي بتوقيت 48.68 ثانية ليبلغ الدور نصف النهائي دون النهائي. و نجح توفيق مخلوفي في التحدي الذي رفعه بقراره المشاركة في اختصاصين (800 متر و 1500 متر) و هو ما يعني خوض 6 سباقات (التصفيات و نصف النهائي و النهائي في كل منهما) مهديا الجزائر ميداليتين رغم التخوفات و الشكوك التي راودت الجزائريين خاصة بعد أن عجز خلال السنة الماضية عن التتويج بميدالية في بطولة العالم لألعاب القوى في سباق 1500 متر الوحيد الذي خاضه في هذه البطولة. لكن مخلوفي خطف الأنظار أيضا بتصريحاته النارية التي أطلقها عقب إحرازه لفضية 1500 متر في حق المسؤولين عن الرياضة الجزائرية و الذين اتهمهم بعدم توفير كل الإمكانيات للرياضيين. بورعدة يخطف الأضواء خطف العداء الجزائري العربي بورعدة في ظرف بضعة ساعات أنظار الجزائريين في اختصاص العشاري ضمن أولمبياد ريو، بعدما حل في المرتبة الخامسة من أصل 32 منافسا محصلا 8521 نقطة ومحطما الرقم القياسي الأفريقي الذي كان بحوزته. و رفع إبن مدينة ولد حداج التحدي أمام منافسين من الولاياتالمتحدةالأمريكية و كندا و ألمانيا و فرنسا و اليابان و كوبا وهي بلدان رائدة في ألعاب القوى. تألق العربي بورعدة جعل مدربه احمد ماهور باشا يخرج عن صمته و يتهم اللجنة الأولمبية الجزائرية بالتقصير و حرمانه من التكفل المناسب للتحضير الجيد للأولمبياد ، و هي كلها إتهامات نفاها رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى براف و رئيس الوفد الجزائري المتنقل إلى ريو عمار براهمية. ألعاب القوى أهدت الجزائر 8 ميداليات في تاريخ الأولمبياد هذا و أضحت ألعاب القوى الرياضة الأكثر مردودية بالنسبة للجزائر في الألعاب الأولمبية من حسيبة بولمرقة صاحبة الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر في الألعاب الأولمبية لبرشلونة 1992 إلى توفيق مخلوفي بأولمبياد ريو 2016 بفضيتي 800 متر و 1500 متر و ذهبية 1500 متر بأولمبياد لندن 2012 مرورا بنور الدين مرسلي (ذهبية 1500 متر في أولمبياد أطلنطا 1996 ) و نورية بنيدة مراح (ذهبية 1500 متر بأولمبياد سيدني 2000) و علي سعيدي سياف (فضية 5000 متر بأولمبياد سيدني 2000) وجابر سعيد قرني (برونزية 800 متر بأولمبياد سيدني 2000) ، ما يعادل 8 ميداليات أحرزتها ألعاب القوى الجزائرية في الأولمبياد منها 4 ذهبيات.