رسائل مشفرة في مسرحية " عطيل " لجمعية النوارس من البليدة رصد لمعاناة المثقفين في " اهدر " لفرقة الموجة لمستغانم استمتع الجمهور خلال اليوم الثاني من المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف الذي يحتضن فعالياته المسرح الجهوي لسيدي بلعباس بأحداث مسرحية "عطيل " لفرقة الجمعية الثقافية النوارس للمسرح والفنون الدرامية لولاية البليدة، وهو عرض مقتبس عن نص الكاتب والشاعر الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير، قام بإعداده ومعالجته المخرج أحمد مداح ، وذلك بمشاركة عدد من الممثلين وهم أحمد دحام في دور عطيل ، عباس محمد إسلام في دور ياغو، صارة غربي في دور ديدمونة، أكرم جغيم في دور كاسيو ، الخامسة مباركية في دور أميليا، ديهمي عبد العزيز في دور الدوج و رودريغو والسينيور وفيما يخص حيثيات العمل المسرحي فتبدأ بالبندقية عندما يعين عطيل ذو الجنسية المغربية والمتزوج حديثا بالحسناء الإيطالية ديدمونة قائد حرب ضد الأتراك، غير أن الحرب لم تقم وتنتهي بغرق سفن الأعداء في البحر، بعدها يعين حاكما لجزيرة قبرص، غير أن ياغو الشرير تشتعل فيه نار الغيرة بسبب تعيين عطيل في هذا المنصب العالي وتسمية كاسيو ملازما له، فيعمد إلى رسم خطة شيطانية محكمة للإيقاع بينهما، مُفادها أن هناك علاقة غرامية بين ملازمه كاسيو وزوجته ديدمونة، ما يدفع بعطيل إلى الثأر من الاثنين، فيفصل كاسيو من منصبه ويقوم بقتل زوجته. المخرج وإن احتفظ في الغالب بجوهر النص وأساسياته إلا أنه استعمل في العرض تقنيات حديثة كالداتشو وآلة التصوير والميكروفون ...ناهيك عن البدلات العصرية التي يغلب عليها اللون الأسود، بما يتلاءم والرسالة التي يود تبليغها للجمهور، وفي هذا الصدد يقول أحمد مداح الذي أعطى بُعد ا آخر للمسرحية إنه حاول من خلال العرض الذي يحمل رسالة مشفرة من خلال طرح جديد، وبالقصة ذاتها أن يرد على الحملة الغربية ضد المسلمين على أن المسلم همجي وإرهابي، موضحا أن الغرب دوما هم من كانوا مصدرا للقتل والهمجية ولا يزالون ، ومن جهتها رأت الممثلة صارة غربي التي أدت دور ديدمونة زوجة عطيل أن هناك نساء كثيرات في العالم مثل ديدمونة ظلمن بغير وجه حق ، وكم من امرأة طاهرة شُوّهت صورتها ..وكم من امرأة دنيئة دُعيت طاهرة، كاشفة أنه لا بد من الإتيان بالدليل والبرهان وعلى المرأة أن تدافع عن نفسها.. للإشارة فان العرض شد اهتمام الجمهور العباسي من البداية إلى النهاية، ولو أن البعض ممن تحدثنا إليهم يروا بأن المسرحية موجهة للنخبة ،علما وأن اللغة المستعملة فيها هي الفصحى،هذا وكان قد تتبع الجمهور مسرحية " هدر" للجمعية الثقافية الموجة لمستغانم، وهي من تأليف مصطفى كساسي الذي اقتبس أجزاء منه عن مسرحيات علولة كالخبزة وإخراج بوجمعة حنان، حيث يتحدث العرض عن معاناة الفنانين والمثقفين وعن تهميشهم خاصة في فترة العشرية السوداء، وقد تقمص الأدوار فيه شبان لا تتعدى أعمارهم 24عاما ، أما الديكور فكان بسيطا حيث كانت الطاولات، الميكروفون و الكراسي كلها مصنوعة من ورق الجرائد.