لم تتخلف فرقة الترجي من ركب موجة الاحتراف التي أقرتها الفيدرالية الوطنية لكرة القدم هذه السنة ، إلا أن هذا لم يكن سهلا على المسؤولين المستغانميين الذين أخذوا على عاتقهم دفع الفريق إلى هذا المنحى رغم المشاكل التي كانت تعترضهم خاصة بعد استقالة رئيسها السابق السيد بن شني محمد من على ٍرأس الفريق ، حدث كل هذا في الوقت الذي كانت كرة القدم الجزائرية تعرف تغييرا شبه جذريا على ما كانت عليه من قبل ، ولمعرفة أكثر ما حدث في هذا الباب اقتربت جريدة الجمهورية من أحد الرجال الأوفياء للفريق ، وهو السيد خيرات عبدالله لاعب سابق ومسير حالي للفريق ، حيث أوضح بخصوص الاحتراف أن التحاق فريقه هذه السنة ببطولة الاحتراف سار بخطى ثابتة مما سمح له بإنقاذ النادي وبلوغه الأهداف المرجوة ، خاصة منها دخول الترجي إلى جانب الفرق الكبرى معترك الاحتراف الذي انطلق ولأول مرة في الجزائر منذ الاستقلال . ويكون هذا التجنيد التلقائي لأبناء الفريق قد جاء حسب محدثنا بعدما تخلى الكل عنه ، حيث يقول أن بوادر الأزمة بدأت تشتد بعد استقالة الرئيس بن شني محمد الشيئ الذي أحدث فراغا طبيعيا دون أن يتمكن تعويضه أحدا. يواصل محدثنا قائلا أن مديرية الشبيبة والرياضة لم تتحرك في الوقت المناسب حيث أن الكل لاحظ غيابها عن الجمعية العامة كان لذلك تأثيره السلبي على الجميع ، أكثر من هذا قال أن هذه الهيئة لم تتحرك آنذاك بالرغم من وجود ومنذ قرابة 15 يوما استقالة الرئيس بن شني فوق طاولتها . وخوفا من فوات الأوان واصل قائلا وفي خطوة أولى جريئة تحرك رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية مستغانم طالبا من السيد بن شني محمد العدول عن قراره والعودة إلى رئاسة الفريق ، إلا أن هذا الأخير قبل هذا الطلب بتحفظ شريطة منحه مبلغ مليارين دينار جزائري مما يمكنه السماح للفريق استعادت نشاطه ، هذه الوضعية دفعت بالمنتخبين الولائيين وأعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية مستغانم عقد لقاء ثاني لكن هذه المرة مع مسؤولين ولاعبين قدماء في فريق الترجي مثل السادة خيرات عبدالله، بوعلام لريبي، حنيفي محمد، خليفة بلقاسم وبوكراع منصور. خلال هذه الجلسة تم التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى أن يجد الترجي نفسه في هذه الوضعية المؤسفة خاصة منها سكوت مديرية الشباب والرياضة التي لم تتخذ موقفا واضحا من مسألة قبول أو عدم قبول استقالة الرئيس السيد بن شني محمد وكذا التأخر الحاصل في قضية تقديم ملف احتراف الترجي ، عندها اتفق الجميع الخروج بثلاث اقتراحات منها : إعادة بن شني محمد على رأس الفريق ، عقد جمعية عامة لانتخاب رئيس جديد ، تحميل مسئولي المجلسين البلدي والولائي تسيير الفريق . لم يلقى الاقتراح الأول استجابة من السيد بن شني محمد الذي رفضه رفضا قاطعا ، أما الاقتراح الثاني فحسب السيد خيرات عبدالله يكون الوقت غير مناسب لترجي مستغانم حيث قررت الرابطة الوطنية تحديد إيداع ملفات الإحتراف بتاريخ يوم 8 أوت ، بقي الإقتراح الثالث الذي لم تقبل لا البلدية ولا الولاية العمل به كونه خارج صلاحياتهما ، أمام هذا الإنسداد ومرور الوقت اقترحت بلدية مستغانم منح لمسئولي الترجي 250 مليون دينار جزائري في حين اقترحت الولاية منحهم 500 مليون مما شجع المسئولين من جهتهم على التحرك وجمع في ظرف قياسي ما قيمته 1.5 مليار دينار جزائري والدخول معترك الإحتراف بصيغة شركة ذات أسهم (S.P.A) وقد قبل الإنخراط في هذا المسعى كل من السادة ماني "المحامي" ، خيرات عبدالله ، خيرات أحمد ، لعريبي بوعلام ، حنيفي محمد ، الأخوان بن شني الشارف و بن شني محمد ، بولوفا العيد ، معروف ، ابراهيمي وشيخاوي . بعدها تم اختيار لجنة خاصة أوكلت لها مهمة تسيير الشؤون العاجلة للترجي وخاصة منها تحضير ملف الإحتراف ومن بين هؤلاء يقول السيد خيرات عبدالله سقط الإختيار على كل من السادة بن حمدادة مصطفى، شرقي العربي، الإخوة بن فيشو، بلحاج محمد والأستاذ براس . إن هذه المستجدات يقول عنها محدثنا قابلها الشارع المستغانمي بصدر رحب، لكن بالرغم من كل هذا بقت عراقيل تقف في وجه الترجي منها قضية التوقيت ، حيث جاء في مراسلة الرابطة الوطنية أنها قررت غلق استلام الملفات يوم 8 أوت ، أمام هذا الوضع يقول السيد خيرات انتقلنا يوم 01 أوت إلى الجزائر العاصمة لملاقاة مسؤولي الرابطة لإستخراج الوثائق الخاصة بالبطولة الإحترافية، حيث أن الملف المطلوب حسبه ملف ضخم يحتاج إلى وقت معين لجمعه، وبالرغم من ذلك يقول السيد خيرات تمكنت الإدارة التي نصبت من جمعه في وقت قياسي، ومن خلال جريدة الجمهورية أريد كمسير على هذا الفريق تقديم طلبا ملحا إلى السيد واضح حسين والي الولاية وكل المنتخبين على مختلف مستوياتهم سواء كانوا في مجلس الأمة ، الغرفة الثانية أي البرلمان أو على المستوى المحلي [ المجلس الشعبي الولائي والبلدي ] الوقوف إلى جانب الترجي المستغانمي ومساعدته على مواكبة عالم الإحتراف الذي انطلق هذا الموسم الكروي ، لأنه من غير المعقول يضيف السيد خيرات أن تستفيد مستغانم في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على مرافق رياضية هامة في حين أن أبناء الظهرة يبقون مكتوفي الأيدي ولا يتحركون من أجل إخراج الولاية من سباتها و توظيف المشاريع التي استفادت منها ولايتهم ، هذا شيء غير معقول وغير مرغوب فيه .