لا زالت تداعيات الأزمة التي باتت تعصف بفريق ترجي مستغانم لم تحط بعد بكل ظلالها ، حيث طفت إلى السطح مباشرة بعد الجمعية العامة الأخيرة المنعقدة في منتصف شهر جويلية بدار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي ، أين قدم رئيسها السابق السيد بن شني محمد استقالته من على ٍرأس الفريق . ورغم أن الجمعية العامة شكلت لجنة لتسيير الفريق إلا أن هذا لم يمنع دخول الترجي في دوامة من المشاكل لم تعرف إلى حد الساعة نهايتها بعد . والأكثر من هذا أصبحت وفي غياب إدارة شرعية تسير شؤون الفريق شبه عاجزة على تحديد الواجهة التي ستأخذها على المدى القصير مما دفع هنا بسكان مدينة سيدي سعيد طرح تساؤلاتهم عن الوضعية المبهمة للفريق وخاصة العارفين منهم بخبايا الرياضة الذين أصبحوا يجهلون المصير المحتوم الذي ستعرفه تشكيلة الحواتة وهذا على المدى القريب . هذا في الوقت الذي ستعرف كرة القدم الجزائرية وخلال الموسم الرياضي 2010/2011 انقلابا شبه جذري على ما كانت عليه من قبل . في ظل هذا الجو المبهم الذي تطغى عليه الكثير من الضبابية ، اقتربت جريدة الجمهورية من أحد الرجال الأوفياء للفريق الذي كان يبدو عليه الكثير من التفاؤل ، وهو السيد خيرات عبدالله لاعب ومسير قديم للفريق الذي أوضح على أن الأمور تجري على قدم وساق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل بلوغ الأهداف المرجوة ، خاصة منها دخول الترجي إلى جانب الفرق الكبرى معترك الإحتراف الذي سينطلق ولأول مرة في الجزائر منذ الإستقلال . ويكون هذا التجنيد التلقائي لأبناء الفريق قد جاء حسب محدثنا بعدما تخلى الكل عنه حيث يقول أن بوادر الأزمة بدأت تشتد بعد استقالة الرئيس بن شني محمد الشيئ الذي أحدث فراغا طبيعيا دون أن يتمكن تعويضه ، أحد وهكذا ظلت الوضعية على حالها إلى حد هذه الساعة . ومن جهة أخرى يقول السيد خيرات أن عدم تحرك مديرية الشبيبة والرياضة بعدما لاحظ الجميع غيابها عن الجمعية العامة كان له تأثيره السلبي على الجميع ، مستغربا في ذات الوقت أسباب عدم تحرك هذه الهيئة بالرغم من وجود ومنذ قرابة 15 يوما استقالة الرئيس بن شني فوق طاولتها . فخوفا من فوات الأوان يواصل قائلا وفي خطوة أولى تحرك رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية مستغانم طالبا من السيد بن شني محمد العدول عن قراره والعودة إلى رئاسة الفريق ، إلا أن هذا الأخير قبل هذا الطلب بتحفظ شريطة منحه مبلغ ملياري (دج) ما يمكنه السماح للفريق استعادة نشاطه ، هذه الوضعية دفعت بالمنتخبين الولائيين وأعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية مستغانم لعقد اللقاء الثاني لكن هذه المرة مع مسؤولين ولاعبين قدماء في فريق الترجي مثل السادة خيرات عبدالله ، بوعلام لريبي ، حنيفي محمد ، خليفة بلقاسم و بوكراع منصور . خلال هذه الجلسة تم التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى أن يجد الترجي نفسه في هذه الوضعية المؤسفة خاصة منها سكوت مديرية الشباب والرياضة التي لم تتخذ موقفها واضحا من مسألة قبول أو عدم قبول استقالة الرئيس السيد بن شني محمد وكذا التأخر الحاصل في قضية تقديم ملف احتراف الترجي ، عندها اتفق الجميع الخروج بثلاث اقتراحات منها : إعادة بن شني محمد على رأس الفريق ، عقد جمعية عامة لانتخاب رئيس جديد ، تحميل مسؤولي المجلسين البلدي والولائي تسيير الفريق . لم يلق الاقتراح الأول استجابة من السيد بن شني محمد الذي رفضه رفضا قاطعا ، أما الاقتراح الثاني فحسب السيد خيرات عبدالله يكون الوقت غير مناسب لترجي مستغانم حيث قررت الرابطة الوطنية تحديد إيداع ملفات الإحتراف بتاريخ يوم 8 أوت ، بقي الإقتراح الثالث الذي لم تقبل لا البلدية ولا الولاية العمل به كونه خارج صلاحياتهما ، أمام هذا الإنسداد ومرور الوقت اقترحت بلدية مستغانم منح لمسؤولي الترجي 250 مليون (دج) في حين اقترحت الولاية منحهم 500 مليون مما شجع المسؤولين من جهتهم على التحرك وجمع في ظرف قياسي ما قيمته 1.5 مليار (دج) والدخول معترك الإحتراف بصيغة شركة ذات أسهم [ S.P.A ] وقد قبل الإنخراط في هذا المسعى كل من السادة ماني "المحامي" ، خيرات عبدالله ، خيرات أحمد ، لعريبي بوعلام ، حنيفي محمد ، الأخوان بن شني الشارف و بن شني محمد ، بولوفا العيد ، معروف ، ابراهيمي وشيخاوي . بعدها تم اختيار لجنة خاصة وكلت لها مهمة تسيير الشؤون العاجلة للترجي وخاصة منها تحضير ملف الإحتراف ومن بين هؤلاء يقول السيد خيرات عبدالله سقط الإختيار على كل من السادة بن حمدادة مصطفى ، شرقيي العربي ، الإخوة بن فيشو ، بلحاج محمد والأستاذ براس . إن هذه المستجدات يقول عنها محدثنا محمودة ويكون الشارع المستغانمي قد استقبلها بصدر رحب لكن هناك عراقيل لا زالت تقف في وجه الترجي منها قضية الوقت حيث وكما جاء في مراسلة الرابطة الوطنية أنها قررت غلق استلام الملفات يوم 8 أوت ، أمام هذا الوضع يقول السيد خيرات ستنتقل يوم غد اللجنة المسيرة إلى الجزائر العاصمة لملاقاة مسؤولي الرابطة لإستخراج الوثائق الخاصة بالإحتراف وفي ذات الوقت ستطلب من الرابطة الوطنية منحها وقتا إضافيا لجمع والوثائق المطلوبة ، حيث أن الملف المطلوب حسبه ملفا ضخما يحتاج إلى وقت معين لجمعه ، في الأخير يقول السيد خيرات أنه وفي حال عدم فتح الرابطة المجال للترجي دخول عالم الإحتراف فإن القائمين اليوم على هذه العملية ليسوا مسؤولين عن كل ما يمكن أن ينجر عن ذلك ، وهنا أريد تقديم طلب ملح إلى السيدة والي الولاية وكل المنتخبين على مختلف مستوياتهم سواء كانوا في مجلس الأمة ، الغرفة الثانية أي البرلمان أو على المستوى المحلي [ المجلس الشعبي الولائي والبلدي ] الوقوف إلى جانب الترجي المستغانمي ومساعدته على الدخول إلى عالم الإحتراف الذي سينطلق مع الموسم الكروي القادم لأنه من غير المعقول يضيف السيد خيرات أن تستفيد مستغانم في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على ملعب كبير يستقطب 50 ألف مقعد في حين أن أبناء الظهرة مكتوفي الأيدي ولا يتحركون من أجل إخراج الولاية من سباتها و الاستفادة من المشاريع التي استفادت منها ولايتهم ، هذا شيء غير معقول وغير مرغوب فيه . هذه هي المستجدات الساخنة التي بات الشارع المستغانمي يتابعها ويعيشها في هذه الأيام الحارة ، حيث أصبحت تبعث تارة على التفاؤل بعدما تحرك أبناء الترجي الأوفياء واتخاذهم قرار حمل وعلى عاتقهم المسألة المالية لبلوغ الأهداف المسطرة خاصة منها الدخول إلى عالم الإحتراف وتارة أخرى تبعث على التشاؤم نظرا لضيق الوقت والتخوف من إحداث خيبة أمل عارمة وسط المحبين للفريق خاصة وسكان مدينة الميموزا عامة ، هل سيتحقق حلم المحبين والأوفياء للترجي؟ مما سيسمح للفريق المعروف بلعبه الجميل والراقي أم ستتعطل المكنة وتبقي بيت لقمان على حالها ؟ هذا ما سنعرفه خلال الأيام القليلة القادمة .