يبدو أن الأزمة التي عرفها فريق الترجي المستغانمي خلال هذه الصائفة وخاصة ما تعلق بركوب الحواتة موجة الاحتراف إلى جانب كل الفرق التي لبت نداء الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم التي أقرت خلال السنة الماضية على أن تكون سنة 2010 موسم انطلاق بطولة احترافية تتماشى والتطورات الحاصلة في العالم . ويكون هذا الإنقلاب النوعي للكرة الجزائرية قد جاء بعد مرور أكثر من 40 سنة على استقلال البلاد ، في ظل هذه التطورات التي باتت تعرفها المنظومة الكروية في الجزائر لم يرضى أبناء سيدي سعيد أن يكونوا في مصف المجموعة التي اختارت التريث وانتظار ما ستسفر عنه الساحة عند بداية البطولة الإحترافية ، هذا الموقف اعتبره كل من يهمه الأمر من داخل بيت الترجي هو بمثابة تفويت فرصة ثمينة لدخول مدينة الميموزا الإحترافية ، مما دفع بهم إلى مواجهة الحدث بكل حزم بدأ بتطويق الأزمة بكل شجاعة وجرأة نظرا للوضعية التي كان عليها فريق الترجي في تلك اللحظة حيث وكما جاء في مراسلتنا الأخيرة أن المشاكل الجدية بدأت تلوح بظلالها ومن كل جهة قابلة لتفجير الفريق في أية لحظة . وقد طفت للأسف إلى السطح مباشرة بعد الجمعية العامة التي انعقدت في منتصف شهر جويلية بدار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي ، أين قدم رئيسها السابق السيد بن شني محمد استقالته من على ٍرأس الفريق . وبالرغم من أن الجمعية العامة شكلت لجنة لتسيير الفريق إلا أن هذه الأخيرة لم تمنع دخول الترجي في دوامة من العواصف أدت في الأخير إلى توقيفها عن الحركة نهائيا . هذا في الوقت الذي كان الكثير من فرق الدرجة الأولى والثانية يضعون تباعا ملفاتهم الخاصة بالاحتراف ، والأكثر من هذا أن فريق بحجم الترجي أصبح وفي غياب إدارة تسير شؤونه شبه عاجز على تحديد الوجهة التي يأخذها على المدى القصير ، مما أحدث هنا بمستغانم قلقا باديا لدى سكان مدينة سيدي سعيد الذين باتوا يطرحون تساؤلات عن الوضعية المبهمة للفريق وخاصة العارفين منهم بخبايا الرياضة ، الذين أصبحوا يجهلون حتى المصير المحتوم الذي ستعرفه تشكيلة الحواتة على المدى القريب . كل هذا كان يجري في الوقت الذي كانت تتأهب فيه كرة القدم الجزائرية لإحداث انقلابا جذريا خلال الموسم الرياضي 2010/2011 . في ظل هذا الجو المبهم الذي طغى عليه الكثير من الضبابية ، اقتربت عناصر واثقة في قدراتها وفية لفريقها العتيد وباشرت في العمل من أجل إخراج الترجي من الورطة التي وضعه فيها أطراف عنوة برغبة لا يعرفها إلا أصحابها ، حيث أكد هؤلاء لجريدة الجمهورية أن الأمور اليوم أخذت مجرى إيجابي وأصبح الكل يعمل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل بلوغ الأهداف المرجوة ، خاصة منها دخول الترجي الإحتراف الذي سينطلق لأول مرة في تاريخ الجزائر . ويكون هذا التجنيد التلقائي لأبناء الفريق قد جاء حسب الأصداء بعد الفترة التي تلت استقالة الرئيس بن شني محمد الشيئ ، مما أحدث فراغا طبيعيا دون أن يتمكن تعويضه أحدا ، حيث ظلت الوضعية على حالها إلى غاية بروز هذه الشلة من أبناء الفريق . كل هذه التطورات جرت وللأسف في غياب مديرية الشباب والرياضة التي لم تحرك ساكنا لمساعدة الترجي للخروج من وضعيته التي لا يحسده أحدا عليها ، والأكثر من هذا لم تتحرك هذه الهيئة بالرغم من أن استقالة السيد بن شني محمد كانت فوق طاولة المدير الولائي قرابة 15 يوما . بعد كل هذا تسارعت الأحداث سواء من جهة المسؤولين المحليين من منتخبي المجلس الشعبي الولائي والبلدي أو الهيئة التي أخذت على عاتقها دخول معترك الإحتراف . فبالنسبة للمتخبين وخوفا من فوات الأوان وفي خطوة أولى تحرك رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية مستغانم طالبا من السيد بن شني محمد العدول عن قراره والعودة إلى رئاسة الفريق ، إلا أن هذا الأخير قبل هذا الطلب بتحفظ شريطة منحه مبلغ مليارين دينار جزائري مما سيمكن الفريق من استعادت نشاطه . هذه الوضعية دفعت جل المنتخبين [ الولائيين وأعضاء المجلس البلدي ] عقد لقاء ثاني لكن هذه المرة مع مسؤولين ولاعبين قدماء في فريق الترجي مثل السادة خيرات عبدالله ، بوعلام لريبي ، حنيفي محمد ، خليفة بلقاسم و بوكراع منصور . خلال هذه الجلسة تم التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى أن يجد الترجي نفسه في هذه الوضعية المؤسفة خاصة منها سكوت مديرية الشباب والرياضة التي لم تتخذ موقفا واضحا من مسألة قبول أو عدم قبول استقالة الرئيس السيد بن شني محمد وكذا التأخر الحاصل في قضية تقديم ملف احتراف الترجي ، عندها اتفق الجميع الخروج بثلاث اقتراحات منها : إعادة بن شني محمد على رأس الفريق ، عقد جمعية عامة لانتخاب رئيس جديد ، تحميل مسؤولي المجلسين البلدي والولائي تسيير الفريق . لم تلق الإقتراحات الثلاثة أية استجابة حيث أن الاقتراح الأول رفضه السيد بن شني محمد رفضا قاطعا ، أما الاقتراح الثاني يكون قد جاء في وقت غير مناسب بعدما قررت الرابطة الوطنية تحديد إيداع ملفات الإحتراف بتاريخ يوم 8 أوت ، بقي الإقتراح الثالث الذي لم تقبل لا البلدية ولا الولاية العمل به كونه خارج صلاحياتهما ، أمام هذا الإنسداد ومرور الوقت وفي محاولة جديدة لفك الخناق على الفريق اقترحت بلدية مستغانم منح لمسؤولي الترجي 250 مليون دينار جزائري في حين اقترحت الولاية منحهم 500 مليون مما شجع مسؤولي الفريق على التحرك وجمع ( في ظرف قياسي ) ما قيمته 1.5 مليار دينار جزائري مما يسمح لهم الدخول معترك الإحتراف بصيغة شركة ذات أسهم (SPA) ، وقد قبل الإنخراط في هذا المسعى كل من السادة ماني "المحامي" ، خيرات عبدالله ، خيرات أحمد ، لعريبي بوعلام ، حنيفي محمد ، الأخوان بن شني الشارف و بن شني محمد ، بولوفا العيد ، معروف ، ابراهيمي وشيخاوي . هذا اللقاء دفع بالمجتمعين اختيار من بينهم لجنة خاصة وكلت لها مهمة تسيير الشؤون العاجلة للترجي وخاصة منها تحضير ملف الإحتراف ومن بين هؤلاء سقط الإختيار على كل من السادة بن حمدادة مصطفى ، شرقيي العربي ، الإخوة بن فيشو ، بلحاج محمد والأستاد براس . إن هذه المستجدات استحسنها الشارع المستغانمي وأكثر من هذا استقبلها بصدر رحب ، رغم المستجدات ظلت البعض من العراقيل تقف في وجه الترجي منها قضية وضع ملف الإحتراف قبل فوات الأوان ، حيث وكما جاء في مراسلة الرابطة الوطنية أنها قررت غلق استلام الملفات يوم 8 أوت ، وتجنبا لتفويت الفرصة على الترجي قدمت اللجنة ملفا إلى الموثق الذي سلمها وصل استلام وبه انتقلت اللجنة المسيرة المؤقتة يوم [ 01 أوت ] إلى الجزائر العاصمة للإلتقاء بمسؤولي الرابطة لإستخراج الوثائق الخاصة بالإحتراف ، وقد تمكنت من بلوغ هذا الهدف ، أكثر من هذا استفادت من مهلة إضافيا تسمح لها جمع مختلف الوثائق المطلوبة ، حيث أن الملف المطلوب يكون حسب ما بلغنا ضخما يحتاج إلى وقت معين لجمعه . في ذات الوقت قررت اللجنة التي أخذت على عاتقها إنقاذ الترجي أن تجعل منه شركة ذات اسهم ( S.P.A ) مما جعلها تشكل و من جديد لجنة جديدة تعمل اليوم على تسيير شؤون الفريق و تتكون من السادة بوعلام لعريبي رجل أعمال الذي نصب كرئيس مدير عام للترجي إلى جانب السيد خليفة بلقاسم الذي وكلت له مهمة التسيير المالي للفريق أما السيد بولوفا العيد فقد كلف بتسيير إدارة الترجي ، بخصوص البقية التي أصبح يتشكل منها المكتب الجديد للترجي هم على التوالي السادة حنيفي ، بوكراع والحاج خيرات بهذا يكون ابناء الخضرة قد قطعوا شوطا مهما سمح للترجي تسجيل إسمه ضمن الفرق التي ستدخل معترك الإحتراف ابتداء من التاريخ ( المؤقت ) الذي وضعته الرابطة الوطنية لكرة القدم . رغم هذا الجهد الكبير الذي بذلته هذه المجموعة من المحبين والأنصار واللاعبين القدماء للفريق أن الطريق لا زال شاقا وطويلا ، لهذا هم اليوم يوجهون نداءا ملحا إلى السيدة والي الولاية و كل المنتخبين على مختلف مستوياتهم سواء كانوا في مجلس الأمة ، الغرفة الثانية أي البرلمان أو على المستوى المحلي [ المجلس الشعبي الولائي والبلدي ] الوقوف إلى جانب الترجي المستغانمي ومساعدته لدخول عالم الإحتراف الذي سينطلق مع الموسم الكروي القادم . وعليه سيكون من غير المعقول أن تستفيد مستغانم في إطار برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من ملعبا كبيرا يستقطب 50 ألف مقعد في حين أن أبناء الظهرة يبقون مكتوفي الأيدي ولا يتحركون من أجل إخراج الولاية من سباتها و الاستفادة من المشاريع التي استفادت منها ولايتهم . هذه هي المستجدات الساخنة التي بات الشارع المستغانمي يتابعها ويعيشها خلال هذه الأيام الحارة ، والتي أصبحت اليوم تبعث على التفاؤل بفضل تحرك أبناء الترجي الأوفياء واتخاذهم قرار حمل على عاتقهم المسألة المالية لبلوغ الأهداف المسطرة والدخول عالم الإحتراف ، ليبقى السؤال المطروح اليوم هو هل سيتحقق فعلا حلم المحبين والأوفياء للترجي بمشاهدة فريقهم يخوض عالم الإحتراف أم ستتعطل المكنة وتبقي بيت لقمان على حالها ؟ هذا ما سنعرفه خلال الأيام القليلة القادمة .